رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار الاختفاء الكبير لـ«مصل الأنفلونزا» من جميع الصيدليات

النبأ

في «موسم الشتاء» يتعرض مواطنون إلى بعض الأمراض وخاصة «نزلات البرد»، وقد تودي هذه الإصابات بحياة الكثيرين منهم، لا سيما أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن والأطفال، ولهذا السبب بعضهم يبادر بأخذ مصل الأنفلونزا تطعيمًا وقائيًا ضد نزلات البرد، إلا أن هذا المصل قد لا يكون متوفرا في كثير من الأماكن نظرا لأنه يتم جلبه من الخارج، وهذا العام له ظروف وطبيعته الخاصة، بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا المستجد Covid19 الأمر الذي وضع قيودًا على عملية الاستيراد والتصدير في القطاعات كافة داخل الدولة.


وفي هذا السياق، أكد صاحب إحدى الصيدليات بالمعادي الجديدة أن هذا المصل لم يكن متوفرا طول الوقت نظرا لعدم توفره في معظم الشركات التي تبيع الأدوية، ولفت إلى أن مصل الأنفلونزا يتم إعطاؤه لأصحاب الصيدليات بـ«نظام الكوتة».


وأشار إلى أن هذا المصل ارتفع سعره عدة مرات خلال الفترة الأخيرة من 40 جنيها ثم 60 جنيها إلى أن وصل إلى 170 جنيها في هذا الموسم، أما عن طريقة استخدامه فهو يؤخذ تحت الجلد ومفعوله يستمر فترة طويلة في الجسم، وهو آمن لجميع الأعمار ويقي الشخص من «نزلات البرد».


أما الدكتورة هبة أحمد، مديرة بإحدى الصيدليات بمنطقة البساتين، فأكدت لـ«النبأ» أن المصل كان موجودًا عندها من حوالي أسبوعين، وكلما طلبته من المخزن الخاص بسلسلة الصيادلة التي تعمل بها دائما ما يتم إرساله لها، ولكنه الآن غير متوفر تماما، وأشارت إلى أنها حاولت الحصول عليه من أكثر من مكان، ولكن لم تجده متوفرًا في جميع الشركات التي تقوم بتوزيعه.


وأضافت: «علشان أمشي حالي في روشتات الصيدلية، اضطررت للبحث عنه في الصيدليات المجاورة إلا أن محاولاتي باءت بالفشل نظرا لنقصه الشديد في السوق».


وفي نفس السياق أكد الدكتور محفوظ رمزي رئيس لجنة التصنيع الدوائي بنقابة الصيادلة لـ "النبأ"، أن أزمة نقص مصل الأنفلونزا ليست في مصر فقط، بل تعد أزمة عالمية وخاصة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد Covid19، نظرا لكثرة الطلب عليه من جميع الدول مع قلة إنتاجه، وأشار إلى أن دولا محدودة التي تنتج هذا المصل وبكميات محدودة، مشيرا إلى أن المصل يتم تصنيعه في شهور معينة من السنة وليس طوال العام.


وأضاف أن الطلب على المصل زاد أضعاف خلال الفترة الأخيرة، وشرح بأن المواطن يأخذ مصل الأنفلونزا كوقاية من نزلات البرد لعدم ضعف الجهاز المناعي نظرا لتفشي فيروس كورونا في الوقت الحالي، وهذا الإجراء إيجابي جدا، لافتا إلى أن الشخص إذا أصيب لقدر الله بكورونا أثناء إصابته بالأنفلونزا، حياته سوف تكون أكثر عرضة لخطر الموت.


وتابع بأن هناك بعض الأشخاص ممن يصطادون في المياه العكرة، واصفا إياهم بـ«مصاصي الدماء»، وهم تجار السوق السوداء، الذين "يضربون" بعض الروشتات من أجل الحصول على المصل وبيعه بأغلى من سعره، ولفت إلى أن الدولة لها سياستها الخاصة في معالجة هذه الظاهرة، وتقوم بطرح المصل بكميات محدودة لعدم إعطاء الفرصة لهؤلاء التجار لبيع المصل في السوق السوداء، وأشار إلى أن المصل يتم توزيعه من الشركات على الصيادلة بنظام الكوتة لكيفية التحكم فيه، وأن المصل سعره في البداية كان 40 جنيها وصل الآن إلى 170 جنيها.


واستطرد أن هناك عوامل كثيرة حالت دون توفير المصل لاسيما تقييد حركة الطيران والشحن من وإلى بعض الدول التي تنتج المصل، أيضا زيادة الطلب عليه من جميع الدول، كل هذه العوامل أدت إلى نقص المنتج في السوق المصرية، لافتا إلى أن الدولة تبذل مجهودًا كبيرًا لتوفير المصل للمواطنين.


أما عن إمكانية تصنيعه في مصر، فأكد أنه صعب لأن المصل دائما متغير من سنة لأخرى؛ نظرا لاختلاف الفيروس نفسه، بمعنى مصل العام الحالي لا يصلح للعام القادم ولذلك المصل تاريخه لا يزيد عن سنة.