رئيس التحرير
خالد مهران

أسرار إعادة هيكلة مؤسسات «ساويرس» الإعلامية برعاية «مجدى الجلاد».. «تقرير»

ساويرس ومجدي الجلاد
ساويرس ومجدي الجلاد

شراء مقر واحد يضم «فيتو» و«مصراوى» و«أونا» وفضائية «أون تى فى».

تحديد «مجلس تحرير» مكون من 17 صحفيًا برئاسة «الجلاد» لإدارة الكيان الصحفى الجديد.

اختيار «المجموعة الإعلامية» اسمًا مؤقتًا.. والاعتراضات الأمنية وراء توقف انطلاق صحيفة «ساويرس» اليومية.

منع المحررين من العمل في المؤسسات المنافسة.. وصراعات مكتومة بين قيادات المواقع الصحفية التابعة لزعيم «المصريين الأحرار» بسبب رئيس تحرير «الوطن» السابق.

يبدو أن الإمبراطورية الإعلامية لرجل الأعمال الشهير المهندس نجيب ساويرس، سوف تشهد خلال الأيام القليلة  القادمة عددًا كبيرًا من التغيرات؛ لاسيما مع وجود بعض التحركات التي تشهدها الصحف والمواقع الإليكترونية المملوكة لـ«مردوخ» الإعلام المصري.


من داخل إحدى المؤسسات الصحفية التابعة لـ«ساويرس»، كشفت مصادر لـ«النبأ» عن اتجاه المهندس نجيب ساويرس لشراء مقر ضخم يجمع فيه أكبر عدد من المؤسسات الصحفية التابعة له، منوهة إلى أن هذا المقر قد يكون برجًا مكونًا من 16 دورا في منطقة «المهندسين»، أحد أهم وأرقى أحياء مصر؛ مشيرة إلى أن هذا المبنى قد يضم بعضًا من المؤسسات الصحفية المملوكة لـ«ساويرس»، ومنها موقع «فيتو»، و«مصراوي»، ووكالة «أونا» الإخبارية؛ إضافة إلى قناة «أون تي في».


المصادر ذاتها كشفت عن وجود العديد من التحركات داخل المؤسسات الصحفية التابعة لـ«ساويرس»؛ حيث يجري حاليا داخل كل مؤسسة، عمل حصر بعدد الصحفيين، والمصادر المكلف بتغطيتها كل محرر صحفي، إضافة إلى إجراء عدد من الاختبارات والتقييمات للمحررين، منوهة إلى أن هذه الإجراءات كلها مجرد «فلترة»؛ استعدادًا للاستغناء عن عدد كبير من المحررين.


وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن هناك حالة كبيرة من «الغليان داخل الهيئات وعلى مستوى القيادات داخل كل مؤسسة إعلامية؛ لاسيما مع وجود العديد من الأقاويل التي تتردد عن احتمال الاستعانة بمجلس تحرير مكون من 17 صحفيًا وإعلاميًا؛ على أن تكون المهمة الأساسية لهذا المجلس إدارة  المؤسسات الصحفية التابعة لرجل الأعمال نجيب ساويرس والتي تم اقتراح اسم مبدئي لها هو «المجموعة الإعلامية»


وأكدت المصادر ذاتها، أنه من المتوقع أن يترأس مجلس تحرير «المجموعة الإعلامية» الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير جريدتي «المصري اليوم»، و«الوطن» السابق؛ خاصة بعد توقف مشروع الجريدة اليومية التي كان من المزمع إطلاقها خلال بداية العام الحالي، ولكنها توقفت نظرًا لوجود بعض الاعتراضات الأمنية على الأسماء والسياسات التي ستدار بها هذه الجريدة اليومية.


وبعيدًا عن رواية «مجلس التحرير» الذي سيقوده مجدي الجلاد، تدور رواية أخرى داخل المؤسسات الإعلامية والصحفية التابعة لرجل الأعمال نجيب ساويرس؛ حيث ترى بعض القيادات الصحفية، أنه ربما تظل كل مؤسسة صحفية محتفظة باستقلاليتها وقيادات هيكلها التحريري، خاصة مع وجود بعض الأسماء الصحفية الكبيرة التي تقود مؤسسات «ساويرس» الصحفية.


وقالت المصادر، إنه ربما تكون فكرة مجلس التحرير الذي سيقوده الكاتب الصحفي «مجدي الجلاد» سببًا مباشرًا في خلق حالة من الصراع بين كل القيادات في المؤسسات الإعلامية.


وأكدت المصادر، أيضا أنه سيتم الاستعانة بعدد كبير من الصحفيين العاملين في مؤسسة ساويرس للعمل في قناة «أون تي في» كنوع من تدبير وتوفير النفقات.


وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه تجرى حاليا عدد كبير من الاجتماعات داخل المؤسسات الصحفية في محاولة من قيادات تلك المؤسسات للاستقرار على الصحفيين الذين سيستمرون في العمل، إضافة إلى تحديد الراحلين، مشيرة إلى أن المحررين الذين سيلتحقون بالعمل في الكيان الإعلامي الجديد لرجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس «المجموعة الإعلامية»، وسوف يتم تحرير عقود عمل ثابتة لهم؛ مع منع العمل في المؤسسات الصحفية الأخرى.


وتعليقًا على إعادة هيكلة المؤسسات الصحفية التابعة لـ«ساويرس»، قال عاطف أمين، عضو الهيئة العليا لحزب «التحالف الشعبي»، إن المؤسسات الصحفية والإعلامية الخاصة التي يملكها رجل الأعمال نجيب ساويرس لعبت دورًا كبيرًا فيما تشهده مصر حاليًا من صراعات سياسية وثقافية، لاسيما أن كل المؤسسات التابعة له تفتقر إلى النزاهة والحيادية والشفافية.


وأكد «أمين»، أن رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس يستغل المؤسسات الصحفية التابعة له في تصفية الحسابات مع رجال الأعمال الآخرين، مشيرًا إلى أن خطة إعادة هيكلة المؤسسات التابعة له قد يكون الهدف منها تدشين مؤسسة إعلامية ضخمة لحماية الشركات والمؤسسات التابعة له، خاصة أن الإمبراطورية الإعلامية لـ«نجيب ساويرس» التي تتكون من الصحف والفضائيات والمواقع الإليكترونية تمكنه من التأثير في المجتمع، ونشر أفكاره السياسية والحزبية، إضافة إلى تحقيق الأحلام الخاصة بـ«الزعامة السياسية».


وأشار «أمين» إلى أن الكيانات الإعلامية والصحفية لرجل الأعمال نجيب ساويرس لها أيضًا أهداف  اقتصادية وربحية، فضلا عن الأهداف الخاصة بتوجيه الرأي العام؛ لاسيما مع انتشار الأمية والجهل الثقافي في المجتمع بنسبة كبيرة، موضحا أن «ساويرس» يستخدم العديد من المؤسسات الإعلامية في إجبار صناع القرار في مصر على إصدار العديد من القرارات التي تخدم الكيانات الاقتصادية له.


وأضاف عضو الهيئة العليات لحزب «التحالف الشعبي»، أن ساويرس يعلم أن وسائل الإعلام واحدة من أهم الأدوات المستخدمة في حروب «الجيل الرابع»، نظرًا لأنه يستخدم كل وسائل الإعلام الخاصة به في خدمة حزب «المصريين الأحرار»، ونشر أفكاره في المجتمع، وتشجيع المواطنين على الانضمام له، والترويج للأفكار السياسية التي يحملها هذا الحزب.


وأشار إلى أن بعض المؤسسات الصحفية الخاصة بالمهندس نجيب ساويرس، تحقق خسائر فادحة، ولكنها في الوقت نفسه تلقى دعمًا مباشرًا منه، منوها إلى أن الشعب المصري لا يحب ساويرس، ويراه من أكبر المنتفعين من عصر الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.


وأضاف أن نجيب ساويرس والمؤسسات الإعلامية التي يدشنها يوميا قد تمثل تهديدًا للأمن القومي المصري؛ لاسيما أننا لا نعرف حقيقة التمويلات التي تتلقاها تلك المؤسسات، وربما تدخل فيها جهات أجنبية خارجية.