رئيس التحرير
خالد مهران

إثيوبيا تحول منطقة سد النهضة لـ"ثكنة عسكرية"

سد النهضة
سد النهضة

قبل يومين، أعلنت وزارة الخارجية عن موعد توقيع عقود الدراسات الفنية لتأثيرات سد النهضة، وحدّدت موعده خلال الشهر القادم، بينما كان الجانب الإثيوبي يمضي في طريقه ويعلن بكل قوة، أنه لاتوجد عقبات أمام تنفيذ السد، وأن الدراسات الفنية لن تؤجل إنشاءات سد النهضة الذي من المقرر افتتاحه خلال يونيو 2017 القادم.

وتأكيدًا لموقفها حولت إثيوبيا منطقة سد النهضة لثكنة عسكرية، حيث نشرت وكالات عالمية، اليوم الخميس، تقاريرًا تفيد بأن إثيوبيا فرضت إجراءات أمنية غير مسبوقة، حول سد النهضة، وأنها فرضت ما يشبه الحظر الجوي على منطقة السد.


ونقلت الوكالات العالمية عن مصادر إثيوبية، أن ذلك يأتي في إطار حماية سد النهضة، مشيرة إلى أن المنطقة المحيطة بالسد والتي تمتد على مساحة 120 كيلو مترًا، أصبحت منطقة عسكرية تخضع لإجراءات احترازية مشددة في الدخول أو الخروج منها، كما نُصبت فيها مضادات أرضية دفاعية، إضافة إلى مراقبة الأجواء بشكل كامل؛ لتشكيل ما يشبه منطقة حظر الطيران فوقها دون إذن.


ولا يزال الهاجس الأمني حول مشروع بناء سد النهضة الذي تجاوز العمل فيه ما يقارب الـ70% يشغل بال أديس أبابا، رغم كل الاتفاقيات التي وُقعت بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا على مستوى الرؤساء، أو بين وزراء الري والكهرباء في تلك الدول عبر اجتماعات ولقاءات متعددة لم تنقطع؛ بغية الوصول إلى ما يُرضي هذه الأطراف ويُبدد القلق والهواجس، التي سببها قيام هذا السد العملاق على حصة كل من مصر والسودان من مياه النيل.


وعلق اللواء نبيل ثروت، الخبير العسكري، على ذلك، بقوله: إن مصر لم تلوح باستخدام السلاح، مشيرًا إلى عدم لجوء مصر للحل العسكري.


وأضاف، أن التفاوض هو الوسيلة الوحيدة والمضمونة لمصر، في ضوء العلاقات الدبلوماسية مع الجارة الإثيوبية، خاصة وأنها من تمتلك منابع نهر النيل، ومصر دولة مصب، لافتًا إلى أن معظم التقارير التي تحدثت عن حل عسكري مصري ضد إثيوبيا "غير مقنعة" ومفتعلة.


وأفاد ثروت، بأن شركات صناعة السلاح تستغل الأوضاع الملتهبة في مناطق القارة الإفريقية؛ من أجل بيع السلاح، مشيرًا إلى لجوء الكثير من البلدان لشراء السلاح على حساب التنمية، تحسبًا لحروب لن تتم.


كما أشار موقع "العربية" إلى تأكيد مصدر دبلوماسي أمريكي، أن واشنطن أرسلت رسائل تطمين لأديس أبابا بأن سلاح الجو المصري والذي يعد قوامه الأكبر طائرات من طراز (إف 16) الأمريكية لن يوجه أية ضربات محتملة لسد النهضة.