رئيس التحرير
خالد مهران

لماذا نفذت القوات المسلحة مناورات حربية واسعة على الحدود مع ليبيا؟

صبحي وحجازي يشهدان
صبحي وحجازي يشهدان المناورات الحربية


خلال الأيام القليلة الماضية، نفذت القوات المسلحة عددًا من المناورات الحربية على الحدود الغربية مع ليبيا، وشاركت فيها تشكيلات عسكرية من المشاة الميكانيكي، وسلاح المدرعات، والمدفعية، بالإضافة إلى تشكيلات من الدفاع الجوي، والصاعقة، والمروحيات المقاتلة.


وحملت هذه المناورات الحربية اسم «جالوت 8»؛ وهي العمليات العسكرية الأضخم في الشهور الأخيرة؛ لاسيما بعدما شاركت فيها قوات من كل الفروع الأساسية في القوات المسلحة.


وشملت هذه المناورات على  مناورة تحت اسم «رعد – 26»، التي شهدت مشاركة من القوات العسكرية التي نفذت تدريبات ضخمة بالذخيرة الحية التي تهدف إلى القضاء على الجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية مثل «داعش» التي دائمًا ما تحاول التسلل إلى مصر، لتنفيذ عمليات ضد قوات الجيش والشرطة المتمركزة في سيناء.

 

ومن الأهداف الرئيسية لمناورت «رعد – 26»، و«جالوت - 8»، أنها تمثل رسالة قوية للجماعات التي يمكن أن تهدد الأمن القومي، لاسيما مع اشتعال الأوضاع على الحدود الغربية مع ليبيا، ونشاط الجماعات والتنظيمات الإرهابية بها، فضلا على أن هذه المناورات تكشف جاهزية  التشكيلات العسكرية المصرية على  صد الجماعات التي تحاول اختراق الحدود .



وأصدر المتحدث العسكري، العميد محمد سمير، بيانًا قال فيه، إن الفريق أول صدقى صبحي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، شهد المراحل الرئيسية لأكبر مناوره بالذخيرة الحية نفذتها تشكيلات ووحدات المنطقة الغربية العسكرية على الحدود الغربية، والتى استمرت على مدار عدة أيام فى إطار الخطة السنوية للتدريب القتالى لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة.


وشهد القائد العام المرحلة الرئيسية للمشروع الإستراتيجى التعبوى «جالوت- 8»، والذى تضمنت مراحله إجراءات تنظيم التعاون وعرض القرارات لقادة تشكيلات المشاة الميكانيكى و المدرعة وعناصر المدفعية والمقذوفات الموجهة المضادة للدبابات، بمشاركة تشكيلات من القوات الجوية ووسائل وأسلحة الدفاع الجوى وعناصر الإبرار الجوى من الوحدات الخاصة، وناقش القائد العام عدداً من القادة والضباط المشاركين فى أسلوب تنفيذهم لكافة المهام المخططة وغير المخططة لمواجهة العدائيات المختلفة والقضاء عليها، وكيفية إتخاذهم القرارات المناسبة ومواجهة التغيرات المفاجأة أثناء إدارة العمليات وفقاً للمنظومة المتكاملة لمعركة الأسلحة المشتركة الحديثة.

 

وكان الفريق محمود حجازى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، شهد المراحل الأولى للمشروع «جالوت- 8»، والذى تضمن تنفيذ العديد من الأنشطة التخصصية شملت رفع درجات الإستعداد القتالى وتنفيذ مخططات التحميل للأسلحة والمعدات وفتح طرق ومحاور التحرك للقوات ، وإجراءات تنظيم التعاون والتنسيق بين كافة الوحدات والتشكيلات المنفذه للمشروع.



وتفقد الفريق أول، صدقى صبحى، إحدى الوحدات بتشكيلات المنطقة الغربية العسكرية المصطفة بعد رفع كفائتها القتالية والفنية وفقاً لأحدث النظم لدعم قدرتها على تنفيذ المهام، موجهًا التحية لأبطال ومقاتلى المنطقة الغربية العسكرية وما يحققوه من جهود مخلصة لتأمين حدود مصر وحماية أمنها القومى، والتصدى بكل عزيمة وإصرار لمحاولات التسلل والتهريب والهجرة غير الشرعية على الاتجاه الإستراتيجى الغربى بالتعاون مع قوات حرس الحدود والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة ، والذى سيظل دوراً بطولياً فريداً فى ظل ما تواجهة المنطقة من تحديات، مؤكداً أن الشعب المصرى يقدر دورهم الوطنى وما يقومون به من مهام جسيمة لمنع المخططات والمحاولات التى تهدف إلى النيل من أمن مصر واستقرارها.


كما شهد القائد العام المرحلة الرئيسية للمناورة التكتيكية بالذخيرة الحية «رعد – 26» التى نفذتها إحدى وحدات المنطقة الغربية العسكرية، حيث تضمنت مراحل المناورة إدارة أعمال القتال لاقتحام الحد الأمامى لدفاعات العدو بمعاونة تشكيلات من القوات الجوية التى نفذت طلعات الاستطلاع والتأمين للمعاونة فى دعم أعمال القتال للقوات القائمة بالهجوم، تحت ستر وسائل وأسلحة الدفاع الجوى وبمساندة المدفعية لتدمير الاحتياطيات وإرباك وتدمير مراكز القيادة والسيطرة المعادية.


وقامت العناصر المدرعة والمشاة بتطوير الهجوم واختراق الدفاعات المعادية والاشباك معها وتدميرها بمعاونة الهليكوبتر المسلح وعناصر المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات للتصدى لهجمات العدو المضادة وحرمانه من استعادة أوضاعه الدفاعية على كافة الخطوط المختلفة، والتعاون مع الوحدات الخاصة فى تنفيذ مهمة القضاء على بؤرة إرهابية بتجمع سكنى وتأمين السكان المحليين من العناصر الإرهابية وإعادة تشغيل المرافق العامة وتحقيق الاستقرار المجتمعى بإمكانيات القوات المسلحة والقضاء على كافة العناصر الإرهابية المتسللة براً وبحراً قبل وصولها إلى خط الحدود الدولية ، حيث قامت عناصر القوات البحرية بالتعاون مع قوات حرس الحدود بتأمين الساحل البحرى وتكثيف الدوريات الساحلية لصد وتدمير العناصر الإرهابية المتسللة عبر البحر وتأمين خط المرور الساحلي.



وظهر خلال المرحلة المهارات الميدانية والقتالية العالية لكافة الأسلحة والتخصصات المعاونة وقدرتها على التعامل مع الأهداف الميدانية وغير النمطية وإصابتها من الثبات والحركة ، وإدارة أعمال القتال فى العمق وسرعة تنفيذ المهام القتالية والنيرانية فى الوقت والمكان المحددين بدقة وكفاءة عالية، كذلك أعمال التأمين الإدارى والفنى لكافة العناصر المشاركة فى المناورة وتنفيذ إجراءات الإمداد بالتعيينات والمياة والوقود ، وتقديم الدعم الطبى وإخلاء الجرحى والمصابين.


وفى نهاية المرحلة ناقش القائد العام عدداً من الضباط ودراسى الكليات والمعاهد العسكرية فى إسلوب تخطيط وإدارة مراحل المناورة واستمع لعدد من الأسئلة والاستفسارات والتى أجاب عنها مخططى ومنفذى المشروع.

 

وأكد الفريق أول، صدقى صبحى، أن أبطال القوات المسلحة يثبتون كل يوم أنهم على قدر المسئولية والأمانة التى يحملونها على عاتقهم فى الدفاع عن الوطن والمساهمة فى التنمية على كل شبر من أرض مصر وطالب رجال المنطقة الغربية العسكرية باليقظة الدائمة والاستعداد القتالى للتصدى لأى محاولة لتهديد الأمن القومى المصرى، معرباً عن سعادته لما لمسه من جهد مبذول خلال مراحل المناورة وتنفيذ كافة الأهداف المخططة بأعلى درجات الإنضباط والكفاءة القتالية، كما أثنى على الدور الوطنى المشرف لشيوخ وعواقل مطروح فى التعاون مع القوات المسلحة والشرطة المدنية والتصدى لمحاولات التسلل والتهريب عبر الحدود الغربية.