رئيس التحرير
خالد مهران

«الخدعة الكبرى».. أسباب فشل المصالحة بين السيسي وسلمان بـ«أبوظبي»

السيسي وسلمان - أرشيفية
السيسي وسلمان - أرشيفية


نشرت جريدة «الأخبار» اللبنانية، تقريرًا صحفيًا، قالت فيه إن «الجفاء» بين مصر والسعودية، سيطول بعد الخلافات الآخيرة على أكثر من مستوى سياسي، مشيرة إلى أن المفاوضات التي رمت في الساعات الأخيرة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك سلمان في أبو ظبي، باءت بالفشل، مع استمرار رفض الجانبين المصري والسعودي تقديم أي تنازلات في خطوات المصالحة التي تسعى الإمارات والكويت لإتمامها، بوساطات لم تعد خافية على أحد، وباعتراف من مسؤولين في القاهرة والرياض.


وقالت الصحيفة، نقلا عن مصادر بالرئاسة المصرية، إنه كان من المفترض أن يكون هناك «قمة محتملة» بين سلمان والسيسي برعاية أبناء «آل زايد»، الذين يعملون على قدم وساق؛ لإصلاح ما أفسدته اختلاف الرؤى السياسية بين البلدين، مشيرة إلى أن هذه المفاوضات حتى مساء أمس، باءت بالفشل بسبب تمسك كل من السيسي وسلمان بأن يبادر الآخر بالاعتذار وتقديم تنازلات.


وقالت الصحيفة إن الرياض لها وجهة نظر، يتبناها الملك سلمان، وولي ولي العهد محمد بن سلمان، وهو أنهم تعرضوا لـ«خدعة كبرى» من القاهرة، فبعدما قدموا مساعدات عدة لم يحصلوا على ما توقعوه من نظام السيسي سواء سياسيًا في تأييد التحركات السعودية عربيًا، أو بتسليم جزيرتي تيران وصنافير للمملكة، بالرغم من توقيع الاتفاقية بين رئيس الحكومة المصرية، المهندس شريف إسماعيل، وولي ولي العهد محمد بن سلمان.


وقالت «الأخبار» اللبنانية، بحسب مصادر مطلعة على الملف، فإن الرئاسة المصرية ملتزمة موقفها «غير القابل للنقاش» في بقاء ملف الجزيرتين بانتظار كلمة الفصل القضائية، في المقابل، طالبت وزارة الخارجية السعودية مرات عدة بشكل رسمي خلال الأسابيع الماضية بسرعة تصديق البرلمان على الاتفاقية، مثلما فعل مجلس الشوري السعودي لنقل السيادة عليهما إلى قوات حرس الحدود السعودية، وهي الطلبات التي تجاهلتها وزارة الخارجية المصرية حين ردّت أخيراً بالتأكيد على انتظار الفصل قضائياً بشأن الاتفاقية نظراً لـ«احترام الحكومة القضاء».


وتابعت الصحيفة: يبدو أن جهود الإمارات في المصالحة التي تدخلت فيها الكويت أيضاً قبل أيام قليلة لم تكن مناسبة بالقدر الكافي، وخصوصاً في ما يتعلق بحالة «العناد» بين السيسي من جهه وسلمان ونجله ولي ولي العهد محمد من جهة أخرى، علماً بأن مصادر مصرية توقعت أن تقوم الرياض بطلب الودائع التي ضمتها للاحتياطي النقدي خلال السنوات الماضية مع انتهاء أجلها وعدم تمديدها كما كان متوقعاً من قبل.


يُذكر أن الخلاف السياسي بين مصر والسعودية، حول الملفات الإقليمية، ظهر للعلن، مع إعلان الرياض استياءها من تصويت القاهرة في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار روسي تعترض عليه الرياض، وما تلى ذلك من وقف شركة أرامكو السعودية، إمدادات البترول إلى. 


وقدمت الرياض، الداعم الأكبر لمصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساعدات اقتصادية كبيرة للقاهرة منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في 2013، إلا أن مواقف البلدين لم تكن منسجمة في بعض الملفات الإقليمية، مثل الملفين السوري واليمني.