رئيس التحرير
خالد مهران

عبد المنعم التراس.. «رجل الرادارات» بالدفاع الجوي يستسلم لـ«العزلة الإجبارية»

الفريق عبد المنعم
الفريق عبد المنعم التراس - أرشيفية


كان مفاجئًا أن يُصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، قرارًا جمهوريًا بتعيين الفريق «عبدالمنعم التراس»، مستشارًا لرئيس الجمهورية لـ«الشئون العسكرية»، في التغييرات الأخيرة التي شهدتها القيادة العامة للقوات المسلحة، أمس السبت.



قرار «السيسي» جرى بمقتضاه خروج الفريق عبد المنعم التراس من منصبه الذي كان يشغله داخل المجلس العسكري، كقائد لـ«قوات الدفاع الجوي»، وتعيين اللواء أركان حرب علي فهمي محمد علي فهمي، بدلًا منه.



كما شملت القرارات أيضًا الفريق أسامة منير محمد ربيع، الذي عين نائبًا لرئيس هيئة قناة السويس، بعد أن كان يشغل منصب قائد القوات البحرية، وتم تعيين اللواء بحري أركان حرب أحمد خالد حسن سعيد، في منصبه.



تعيين الفريق عبدالمنعم التراس، في منصب المستشار العسكري للرئيس عبد الفتاح السيسي لن يكون له أهمية كبير؛ لاسيما مع تعدد مستشاري الرئيس الذين لا يملكون في الغالب صلاحيات أو سلطات حقيقية، ما يعني أن هذا المنصب الجديد ما هو إلا «عزلة إجبارية للتراس».


في الفترة التي تلت خروج عبد الفتاح السيسي من منصب وزير الدفاع، و ترشحه رسميًا للرئاسة، جرى ترشيح اسم الفريق عبدالمنعم التراس، ليكون رئيسًا للأركان، خلفا للفريق «صدقي صبحي» الذي أصبح وزيرًا للدفاع.


«صبحي» كان له دور أثناء وبعد ثورة 25 يناير 2011، حينما كان قائداً للجيش الثالث الميداني، ونجح في التصدي لأعمال الفوضى وتمكن من السيطرة على الانفلات الأمني في محافظات السويس وجنوب سيناء والبحر الأحمر، بالإضافة لعقده العديد من اللقاءات مع القوى السياسية والحزبية وشباب الثورة في مدينة السويس الباسلة.





ترشيح الفريق عبدالمنعم التراس، لمنصب رئاسة أركان حرب القوات المسلحة، جاء بسبب قرب قيادة الدفاع الجوي التي كان قائدا لها، إلى القوات البرية، كما كان لـ«التراس» تجربة حرب خلال أكتوبر 1973، بالإضافة إلى قدرته على تقدير المواقف الاستراتيجية.



ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وعُين محمود حجازي «نسيب السيسي» في منصب رئيس الأركان.



والفريق محمود حجازي من مواليد عام 1953، تخرج في الكلية الحربية عام 1974 ضمن الدفعة 65 حربية، وتدرج في الوظائف القيادية بسلاح المدرعات  من قائد فصيل حتى قائد فرقة مدرعة، وعين ملحقا للدفاع المصري في لندن، كما عمل مساعدًا لقائد المنطقة المركزية العسكرية، ثم رئيسًا لأركان المنطقة الغربية العسكرية ثم أصبح قائدًا لها، ليترأس بعد ذلك هيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة، فمديرًا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.




يمثل خروج الفريق عبد المنعم التراس من قيادة قوات الدفاع الجوي «مفاجئة حقيقية»؛ لاسيما أن الرجل نجح خلال الفترة الماضية في إحداث طفرة هائلة في «أنظمة الرادارات» الخاصة بقوات الدفاع الجوي، بتشكيلات الجيش المصري كافة، ما كان سببًا في إطلاق لقب «رجل الرادارات» عليه.



كما اهتم «التراس» بمجالات البحث العلمي، وتطوير الأسلحة والمعدات، فضلًا على إنشاء مركز للبحوث الفنية، والتطوير بقوات الدفاع الجوي، وهو المسئول عن التحديث والتطوير وإضافة التعديلات المطلوبة على المعدات، والاستفادة من خبرات الضباط المهندسين والفنيين والمستخدمين للمعدات.



كما طور الفريق «التراس» ميدان الرماية؛ ليكون مركز رماية حضاريا مجهزا بمنشآت حديثة مع تزويده بأحدث أنظمة أهداف الرماية، وتقييم وتحليل وتسجيل نتائج الرمي للوقوف على نقاط القوة والسلبيات سواء بالنسبة للفرد أو المعدة، لتحقيق العائد القتالي والتدريبي.



وكانت الإمكانيات الكبيرة المتوفرة لـ«مركز الرماية» سببا في أن يكون أكبر مركز رماية على المستوى الإقليمي.



اقرأ أيضا عملية تجهيز «العصار» لرئاسة الوزراء على طريقة «أحمد شفيق».. «تقرير»




ولد الفريق عبد المنعم التراس عام ،1952 في محافظة البحيرة، تخرج في كلية الدفاع الجوى 1972، وشارك فى حرب أكتوبر 1973، وتمت ترقيته إلى رتبة فريق عام 2013.



حصل «التراس» على منصب قائد سرايا نيران صواريخ «م ط»، ورقى إلى قائد كتائب نيران، ودورة أركان حرب عام، بالإضافة إلى زمالة كلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية.



وتولى الفريق عبدالمنعم التراس، منصب مدير كلية الدفاع الجوى، قبل توليه رئاسة أركان الدفاع الجوي، وقيادة الفرع في 2013، وحصل على نوط تحرير سيناء، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ونوط الخدمة الممتازة، ونوط التدريب، و ميدالية السادس من أكتوبر، وميدالية العيد العشرين للثورة، وميدالية اليوبيل الفضي لنصر أكتوبر، وميدالية العيد الخمسين للثورة، كما حصل على ميداليتي المشاركة بثورة 25 يناير، و30 يونيو.