بالخرائط.. قبل «تيران وصنافير».. الأقوى يحسم الصراع دائمًا على ملكية الجزر
9 أيام فقط تتبقى على الحكم التاريخي الذي ينتظره المصريون جمعيًا، والذي ستصدره المحكمة الإدارية العليا، 16 يناير الجاري، في طعن الحكومة على الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري، ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية والمتضمنة التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير.
ولكن الحكومة المصرية استبقت الحكم ووافقت على اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية، والتي تقضي بنقل الجزيرتين للمملكة، وعرضها على مجلس النواب، وأكدت الحكومة أن الجزيرتين تقعان قرب الحدود السعودية، وفي مياهها الإقليمية.
ورغم أن الشواهد في مختلف بقاع العالم تؤكد أن القرب من الحدود ليس معيارا للملكية، فكثيرا ما تسيطر دول على جزر تبعد عنها آلاف الأميال، في حين تبعد كيلومترات قليلة عن دول تنازعها ملكيتها، ولكن الدولة الأقوى هي في النهاية التي تفرض كلمتها وسيطرتها على الأرض مهما بعدت عن حدودها.
جزر الفوكلاند:
تعد أحد أبرز الجزر المتنازع عليها والتي تسيطر عليها إنجلترا بالرغم من قربها الشديد للحدود الأرجنتينية، وهي أرخبيل يتكون من أكثر من مائتي جزيرة تغطي مساحة قدرها 12,200 كم، وتبعد 480 كم فقط عن الشواطئ الأرجنتينية الجنوبية، في حين تبعد 12 ألف كم عن إنجلترا.
ويتألَّف الأرخبيل من جزيرتين كبيرتين هما جزيرة فوكلاند الشرقية والغربية، إضافةً إلى 776 جزيرة صغيرة متبعثرة حولهما.
وتعتبر حكومة الأرجنتين الجزر جزءاً من أراضيها وتطالب بنقلها إلى سيادتها، ولكنها لم تستطع القيام بتلك الخطوة نظرا لقوة بريطانيا التي يصعب مواجهتها.
وعلى مدى فترات زمنية متفاوتة، ظهرت على الجزر مستوطنات فرنسية وبريطانية وإسبانية وأرجنتينية، وقد أعادت الإمبراطورية البريطانية إقامة سيادتها على الجزر في سنة 1833، رغم اعتراضات الأرجنتين المستمرَّة على ذلك، ونفَّذت الأرجنتين في سنة 1982 عمليَّة عسكرية غزت فيها جزر فوكلاند غزواً برياً، فاندلعت إثر ذلك حرب الفوكلاند التي انتهت باستسلام القوات الأرجنتينيَّة، وعودة الجزر مجدداً إلى السلطة البريطانية.
جزيرة إشفارن
جزر إشفارن (الاسم الأمازيغي) حسب التسمية المحلية في إقليم الريف المغربي، أو الجزر الجعفرية (الاسم العربي)، هي أرخبيل مكون من ثلاث جزر صغيرة تقع على بعد حوالي 3.5 كيلومترا فقط شمال سواحل إقليم الناظور في المغرب وتوجد تحديدا قبالة سواحل قرية رأس الماء، في حين تبعد 14 كيلومترا عن الحدود الإسبانية.
تحتلها إسبانيا منذ عام 1848، وهي حاليا خاضعة مباشرة لوزارة الدفاع الإسبانية، ورغم سيطرة إسبانيا عليها إلا أنها تقع داخل المياه الإقليمية للمغرب حسب قانون البحار، كما تحتل إسبانيا جزرا أخرى من المغرب أبرزها جزر الكناري.
الجزر الإماراتية
في 30 نوفمبر عام 1971 أقدمت إيران على احتلال الجزر الإماراتية الثلاث: طنب الكبرى، طنب الصغرى اللتان تتبعان إمارة رأس الخيمة، وأبو موسى التي تتبع إمارة الشارقة، قبل أيام من استقلال الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971.
وحرصت إيران على فرض سيطرتها على الجزر التابعة للإمارات، والواقعة في المياه الإقليمية الإماراتية؛ لأن الجزر الثلاث تقع في مدخل الخليج العربي واحتلالها للجزر يمكنها من السيطرة على مضيق هرمز.
شبه جزيرة القرم
تعد هذه من أحدث النزاعات، فالقرم جزء من الأراضي الروسية منذ بداية القرن الـ18، بعدما غزتها روسيا وطردت منها الحكم العثماني، وظلت أرضا روسية طوال العهد القيصري حتى العهد السوفيتي، لكن تغير الحال مع تفكك الإمبراطورية السوفيتية، حين انتقلت السيادة لأوكرانيا.
وكان السبب في هذا هو قرار إداري من الزعيم السوفيتي، نيكيتا خروتشوف، الذي نقل إدارة القرم لأوكرانيا السوفيتية وقتها، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991 ظلت القرم مع أوكرانيا.
ومع اشتعال الثورة الأوكرانية في آواخر 2013، جاءت الفرصة لروسيا لاستعادة القرم، وهو أمر قال عنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه تأخر 25 عاما.
وتسبب ضم القرم بموجة اعتراضات أمريكية وغربية ولكن مع هذا دخلت القوات الروسية القرم وسيطرت على كافة المواقع العسكرية فيها بل أصبح جواز السفر الخاص بالقرم هو جواز السفر التابع لروسيا الاتحادية.