قمة الرياض والقضية الفلسطينية
تطرق القادة فى قمة الرياض التى عقدت بالمملكة العربية السعودية بحضور الرئيس الامريكى وقادة الدول العربية والإسلامية والتى كانت تدور حول مكافحة الإرهاب، وتجفيف منابع الدعم والتمويل والتدريب لجميع العناصر والجماعات المسلحة فى جميع البلدان العربية والاسلامية والعالم أجمع من خلال إفتتاح مركز استهداف تمويل الإرهاب الذى ستكون مهمته هو متابعة ذلك، إلى القضية الفلسطينية، وضرورة إقرار السلام وتطبيق حل الدولتين الذى أعتبره الرئيس السيسى خلال كلمته التى ألقاها خلال القمة أنها أحد الذرائع التى يتحرك من خلالها الإرهاب ويجب إحلال السلام الشامل والعادل بين إسرائيل والفلسطينين بما يحفظ الحق فى العيش الأمن.
وإذا مانظرنا الى تصريحات الرئيس الإمريكى دونالد ترامب قبيل زيارته الى المملكة العربية السعودية أنه يجب أن تكون هناك خطوات جادة من قبل إسرائيل فى الإتجاه الذى يسهل من عملية إتمام السلام ويبدو أن الرسالة قد وصلت الى رئيس الوزراء الإسرائيلى نتيناهو بأن عقد إجتماع للوزراء الامنيين فى حكومته بإعطاء بعض التنازلات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية فى طلبات السماح، والتقنين للبناء للفلسطينين فى الضفة الغربية وكذلك النظر فى بعض المواقع الاستطانية التى بنيت دون موافقة الحكومة الإسرائيلية، وتمت الموافقة على تلك التنازلات من الكنيست بعد معارضة عنيفة بالطبع من قبل الكثير من أعضاء الكنيست، ولكن أعتقد أن تلك التنازلات ماهى الإ فقاعة هواء من أجل زيارة الرئيس الإمريكى لتل أبيب فى إطار أولى جولاته الخارجية بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الإمريكية لكن لن تفيد فى دفع عملية السلام وإحلال الدولتين لان الخلاف الحقيقى يأتى فى إعتبار كلا الطرفين بأن القدس عاصمة لدولته معتمدا على تاريخ الأرض، وكذلك لأن الولايات المتحدة الإمريكية وهذا معلوم للجميع لن تضغط بالقدر الكافى على إسرائيل فى التنازل عن حلم إعلان القدس عاصمة إبدية لإسرائيل، وبذلك ستظل هذه نقطة الخلاف الأبرز فى سبيل حل القضية الفلسطينية.
ولكن ما أعتقده فى خلال زيارة الرئيس الإمريكى، أنه سيقدم للفلسطينين بعض التسهيلات فى حرية التنقل للمواطنين والافراج عن جزء من الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية، والسماح ببعض التسهيلات فى النواحى الإقتصادية للسلطة الفلسطينية وكذلك لن تخلو من الضغط على الرئيس أبومازن والسلطة الفلسطينية فى تقديم دعم أكثر فى عدم القيام بعمليات طعن أو عمليات إنتحارية تستهدف المواطنيين الإسرائيليين من خلال الضغط على حركة حماس التى تعتبرها الولايات المتحدة ضمن المنظمات والحركات الإرهابية.
إن قمة الرياض فى تقديرى ماهى إلا خطوة أولى فى سبيل تأمين إسرائيل والولايات المتحدة الإمريكية من مخاطر الإرهاب المتزايد فى شتى أنحاء العالم من خلال تشكيل الناتو العربى الذى فى الظاهر تكون مهتمه هو التدخل فى سوريا والعراق لمواجهة المد الإيرانى فى تلك الدول، ولكن فى حقيقة الأمر هو تأمين لاسرائيل من خطر العمليات الحربية الدائرة فى سوريا والجماعات الإرهابية التى سيطرت على بعض المناطق القريبة من الحدود مع سوريا، وكذلك تقليل الضغط والحفاظ على حياة الجنود الإمريكان الموجودين فى العراق، كذلك من الدخول فى عمليات مع تنظيم داعش الارهابى فى العراق.
أننى أرى أن المستفيد من تلك القمة هى أمريكا ومن خلفها إسرائيل لأنها أتاحت فرص أستثمارية ضخمة للولايات المتحدة الأمريكية لإنعاش الاقتصاد الأمريكى وتوفير مليون فرصة عمل كما صرح الرئيس الأمريكى نفسه، ولكن العرب ماذا استفادوا غير السلاح والقطع الحربية ليقاتلوا به لتأمين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ؟؟؟