داعش جريمة الغرب الكبرى «10»
في مطلع القرن الأول الميلاي، كانت كل منطقتنا مستعمرة رومانية وكان المجتمع اليهودي في فلسطين مستعمرة رومانية تحت حكم الملك هيرود الشهير. وقصته الشهيرة فى غرامه بابنة أخيه سالومي التي أراد أن يتزوجها بالمخالفة للشريعة اليهودية.
وكان معاصره النبي يحيى عليه السلام أو يوحنا المعمدان- يهاجمها علناً ويتهمها بالزنا ولما رقصت سالومي عارية أمام عمها هيرود وطلبت منه قطع رأس يوحنا المعمدان، انهار حباً لها وفعل ما أرادت كما يقول التاريخ، وبدأ المجتمع اليهودي التمرد ضد حكم الرومان طالبا الاستقلال وأخيراً انفجرت الثورة المعروفة بثورة المكابيين عام 66 ميلادية واستمرت أربع سنوات حتى قمعتها جيوش روما وبقي القليل من الثوار أحياء لجئوا إلى قمة جبل عليه قلعة المسادا الشهيرة التي دام حصار جيوش روما لها ثلاث سنوات حتى لم يبق من الثوار سوى عشرة أشخاص قرروا ألا يسقطوا أسرى في يد الرومان فاختاروا أحدهم الذي قام بقتل التسعة الباقين، ثم انتحر وكانت هذه الثورة أكبر حدث يعتز به التاريخ اليهودي.
وفي سنة 115 ميلادية في عهد الإمبراطور الروماني تراجان قام اليهود بثورة قمعها الرومان بعد عامين سنة 117 ميلادية وأخيرا قام اليهود بثورتهم الأخيرة سنة 127 في عهد الإمبراطور الروماني هاد ريان الذي أمر جيوش روما بإبادة المجتمع اليهودي بفلسطين تماما؛ فقامت جيوش روما بقتل مئات الألوف من اليهود شيوخا وشبابا وأطفالا ونساء ورجالا، وفر بضعة ألوف قليلة من فلسطين إلى خارج نطاق الإمبراطورية الرومانية واحتموا بالقبائل الاشكنازية المتبربرة التي كانت تعيش حول بحر قزوين، ورغم أن الديانة اليهودية التوراة تحظر التبشير باليهودية وسط الأغيار باعتبارها ديانة اليهود وحدهم شعب الله المختار، كما كانوا يعتقدون، إلا أن اليهود قاموا بالتبشير بديانتهم وسط قبائل الخزر خوفا على اليهودية من الفناء ومن سخرية القدر أن الإشكناز الذين اعتنقوا اليهودية أصبحوا الأغلبية الساحقة من يهود العالم وليس بني إسرائيل الذين فرت بقاياهم من فلسطين وأصبح الأنف المعقوف المميز لقبائل الإشكناز في معظمهم من بناء مملكة باسم مملكة الخزر أو قزوين استمرت قرنين ثم انهارت وظل حلم العودة لأرض فلسطين التى لم يعرفها الإشكناز من قبل حلما رومانسيا في التراث اليهودي لدرجة أن اليهودي كان يترك حائطا في مطبخ بيته دون طلائه حتى يذكر أبناءه أن الإقامة في مملكة الخزر مؤقتة لحين العودة لأرض فلسطين وظل الحال كذلك حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي كما سيلي في حينه، وعندما كنا ندرس الماجستير في جامعة استوكهام سنة 1960 وكانت دولة إسرائيل حديثة النشأة عندئذ تلعب دور الحمل الوديع الذي يريد جيرانه من العرب افتراسه.
طلبت جامعة استوكهلم السماح لها باستخدام مكتبة الأقلية اليهودية في السويد، وكان عددها عندئذ 13 ألف يهودي وسط 7 ملايين سويدي، ورحب اليهود جدا بي قائلين أنني ابن عمهم السامي وخلال استعمال المكتبة عثرت صدفة على نسخة الانسيكلوبيديا اليهودية طبعة سنة 1960، وفيها بالحرف الواحد إن اليهود الإشكناز يمثلون أكثر من 80% من يهود العالم ولما واجهت مدير المكتبة بذلك وبأنه لا حق لليهود فيما يسمونه العودة لأرض الأجداد في فلسطين، حيث إن الإشكناز لم تكن لهم أبدا علاقة بفلسطين كان رده الذكي أن العبرة بالثقافة وليس بنقاء السلالة وكما أنني مصري أي خليط من الجنسين السامي والحامي ولست ساميا فقط، فإن اللغة العربية والدين الإسلامي جعلا منا ليس فقط عربا بل قلب القومية العربية التى كان عبد الناصر وقتها زعيما وقائدها غير المنازع في زعامته للقومية العربية، بقى حال اليهود العالم، ذوى الأغلبية الساحقة من غير بني إسرائيل كذلك حتى نهاية القرن الثامن عشر، وكما تقول نحن في أعيادنا السنة القادمة على عرفات كانت تحية اليهود لبعضهم السنة القادمة في القدس.
عند نهاية القرن الثامن عشر كانت الثورة الفرنسية قد قامت وكانت أعتى قوتين عسكريتين متعاديتين وقتها هما إنجلترا وفرنسا وفي عام 1798 قام عبقري الاستعمار الحديث بغزو مصر.