رئيس التحرير
خالد مهران

الرئيس الإيراني يرد على مطالب الإدارة الأمريكية الـ12 من طهران

النبأ


انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني، بشدة تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حول عزم واشنطن فرض عقوبات غير مسبوقة على طهران لدفعها لتغيير سياستها.

ونقلت وكالة فارس الإيرانية عن روحاني قوله: «علينا أن نساعد بعضنا اليوم أكثر مما مضى، فاليوم تولت السلطة في أميركا إدارة أعادتهم 15 سنة إلى الوراء، إلى عهد بوش الابن، حين أخذوا يكررون تصريحات عام 2003».

وأضاف الرئيس الإيراني: "إن العالم اليوم لا يتقبل أن تتخذ أميركا القرار نيابة عنه، فالدول لديها استقلالية.. بالطبع إذا مارس الأمريكيون ضغوطهم يمكنهم أن يحققوا أهدافهم، إلا أن العالم يرفض هذا المنطق.. فالشخص الذي كان حتى الأمس في مركز التجسس، والآن أصبح وزيرا للخارجية الأميركية، يريد أن يتخذ القرار لنا،" وتابع بالقول: "من أنت لكي تتخذ القرار بشأن إيران والعالم؟ لقد ولى عهد هكذا تصريحات، فالناس سمعوا هذا الكلام مئات المرات، ولم يكترثوا به."

وتابع روحاني: "هذه التصريحات هي من نفس صنف التصريحات التي كان الأمريكيون يطلقونها سابقا، ولم يكترث لها الشعب الإيراني، والآن أيضا لا يكترثون لها، وسيواصلون دربهم جنبا إلى جنب."

 

وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قد ألقى كلمة، حدد فيها خارطة تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران الفترة القادمة.

وقال بومبيو: "إن العقوبات على إيران سيتم تشديدها حال عدم تغيير النظام الإيراني النهج الذي اختاره في الماضي والذي لا يمكن التغاضي عنه، وهو فعل ذلك بغض النظر عن الاتفاق، الذي أبرمه مع عدد من الدول، وبالنتيجة سيواجه أشد عقوبات شهدها التاريخ من قبل الولايات المتحدة ".

وتابع بومبيو: "إننا سنمارس ضغوطا مالية غير مسبوقة على النظام الإيراني، ولن يكون لقادة طهران أي شك في مستوى جديتنا".

وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أن الولايات المتحدة، بعد انسحابها من الاتفاق النووي، ستعيد تطبيق العقوبات القديمة على إيران كما ستفرض إجراءات تقييدية جديدة ضدها.  

واعتبر بومبيو أن "إيران ستكون مضطرة إلى الاختيار بين القتال من أجل الحفاظ على اقتصادها داخل البلاد أو مواصلة إنفاق ثرواتها على العمليات القتالية في الخارج"، مضيفا أنه "لم تتوفر لديها موارد لكلا النهجين". 

وجدد بومبيو انتقادات الإدارة الأمريكية الحالية للصفقة حول برنامج إيران النووي، موضحا أن "الاتفاق لم يستطع ضمان حماية الشعب الأمريكي من الخطر، الذي تمثله الجمهورية الإسلامية النووية".

 واعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن "الاتفاق كان سيئا بالنسبة لكل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط والعالم برمته"، كما انتقد بنود هذه الصفقة التي تستمر فترة سريانها 10 سنوات فقط، مبينا: "بعد مرور هذا الوقت ستكون إيران حرة للقفز بسرعة إلى تصميم قنبلة نووية، الأمر الذي من شأنه أن يبدأ سباقا كارثيا محتملا للأسلحة في المنطقة".

مشددا على أن "الصفقة لم تؤثر بأي شكل من الأشكال على مواصلة العمل على برنامج تطوير الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية".    

وأشار بومبيو إلى أن "خطة العمل المشتركة الشاملة لم تؤد إلا إلى تأجيل نشأة قدرات إيران على تطوير الأسلحة النووية".

واعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن "إيران زحفت بشدة في الشرق الأوسط خلال عمل خطة العمل المشتركة الشاملة"، وتعهد بأن "هذا الأمر لن يستمر... ولن يتم تعزيز قوة إيران بلا عواقب".

وأوضح بومبيو: "إنني سأعمل بصورة وثيقة مع وزارة الدفاع الأمريكية وحلفائنا في المنطقة لردع كل أشكال العدوان الإيراني، إننا سنضمن حرية الملاحة في مياه المنطقة، وسنعمل على منع كل الأنشطة المخربة من قبل طهران، إننا سنتعقب الوكلاء الإيرانيين وأعوانهم من حزب الله في جميع أنحاء العالم وسنسحقهم".

وقال متعهدا: "إننا سنضمن أيضا ألا يكون لدى إيران طريق مفتوح يمكنها من الحصول على الأسلحة النووية، ليس فقط الآن وإنما إلى الأبد".

وطرح وزير الخارجية الأمريكي في كلمته قائمة من 12 مطلبا أمام إيران واشترط تلبيتها لتطبيع العلاقات مع طهران، وهي:

 

1- الكشف أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن كافة تفاصيل البرنامج النووي الإيراني، ومحطة العمل الذي توقفت عنده

2- السماح للوكالة بالدخول لكافة المنشآت النووية الإيرانية، وإغلاق مفاعلات الماء الثقيل.

3- وقف إنتاج الصواريخ القادرة على حمل الرؤوس النووية.

4- إطلاق سراح كافة المواطنين الأميركيين ومواطني الدول المتحالفة مع واشنطن المسجونين في  إيران.

5- إنهاء الدعم للمنظمات "الإرهابية" مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي.

6- سحب القوات الإيرانية من جميع أنحاء سوريا.

7- وقف دعم طالبان وألا تكون ملاذا لكبار قادة القاعدة.

8- التوقف عن تهديد حلفاء أميركا وعلى رأسهم إسرائيل والسعودية والإمارات.

9- سحب القوات الإيرانية من جميع بلدان المنطقة، ووقف دعم الحوثي.

10- وقف نشاطات فيلق القدس خارج الأراضي الإيرانية.

11- وقف تهديد خطوط الملاحة الدولية.

12- احترام سيادة الدولة العراقية ووقف تدفق المليشيات العسكرية الإيرانية.

 

ودعا الأوروبيين للوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في ما يخص مطالبها لإيران، متعهدا بأنه سيقوم "بعمل نشط على المستوى الدبلوماسي" لإقناع الحلفاء بالنهج الأمريكي تجاه إيران، واعتبر أن "التضحية بالنشاط الاقتصادي أمر طبيعي" لتحقيق الأهداف مثل تلك التي تم وضعها بخصوص إيران، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وافقت على هذا الأمر وعلى حلفائها الأوروبيين أن يفعلوا الشيء ذاته.

وأكد بومبيو على أن الولايات المتحدة مستعدة للتعاون مع السلطات الإيرانية لحل القضايا العالقة، قائلا: "إننا منفتحون لاتخاذ خطوات جديدة ليس فقط مع حلفائنا وإنما مع إيران ذاتها، لكن فقط في حال عزمها إجراء تغييرات جدية في سياستها".

وأضاف: "أي اتفاق جديد من الضروري أن يضمن أن إيران لن تمتلك أبدا أسلحة نووية وأنها ستتخلى عن تصرفاتها التخريبية".

وشدد وزير الخارجية الأمريكي في الوقت ذاته على أن الولايات المتحدة لن تتفاوض حول الصفقة النووية القديمة مع إيران.

وأكد بومبيو أن الولايات المتحدة مستعدة لإلغاء عقوباتها المفروضة على إيران وتطبيع العلاقات الدبلوماسية معها حال موافقتها على التغيير الجذري لنهجها السياسي.

وتابع: "إننا جاهزون بالدرجة الأولى لإلغاء كافة عقوباتنا ضد النظام الإيراني، وفي هذه المرحلة سيسرنا إحياء العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إيران بشكل كامل، كما أننا على استعداد لضمان وصول طهران إلى التكنولوجيا الحديثة".