تعرف على أشرس معارضة لنظام الأسد.. الكشف عن سبب وفاة الممثلة السورية «مي سكاف»
أثار وفاة الممثلة السورية المعارضة للنظام السوري مي سكاف في باريس بفرنسا يوم 23 يوليو الجاري في ظروف غامضة، قبل بلوغها الخمسين من العمرالكثير من الجدل، حول سبب وفاتها، وهل هناك دوافع جنائية وراء وفاتها؟.
فقد نقلت مراسلة
وكالة روسيا اليوم في جنيف دينا أبي صعب عن مقربين من الممثلة السورية الراحلة مي سكاف،
أنها توفيت إثر نزيف شرياني دماغي حاد، يعود سببه لمرض سابق من دون مداخلات جنائية.
وأكدت دينا أن
الشرطة ستزيل صباح اليوم السبت الشمع الأحمر عن المنزل على أن يتم الدفن في مقبرة مدينة
دوردان في ضواحي مدينة باريس الساعة العاشرة بتوقيت فرنسا يوم الجمعة الموافق 3 آب
2018، ويمر موكب التشييع في شوارع المدينة.
كما كشفت الكاتبة
والروائية السورية، ديمة ونوس، ابنة خالة مي سكاف، عن سبب وفاتها، مؤكدة أنه بحسب نتائج
التشريح الطبي فالوفاة كانت بسبب تمدد الأوعية الدموية في الدماغ، "aneurism"،
وفق ما أكدته ونوس لمراسلة "العربية".
وكانت ديمة قد
قالت إن آخر اتصال هاتفي جرى بينها وبين مي كان قبل وفاتها بـ 24 ساعة، وتحدثت فيه
مي بصوت حزين ومقهور، متسائلة عن مصير سوريا قائلة: إلى أين نحن ذاهبون؟ وهل سنعود
يوما لسوريا؟ مضيفة أن الاتصال الذي استمر لدقائق كان مملوءا بالقهر والغضب والكبت
الشديد مما يجري في الوطن.
وذكرت ديمة ونوس
أنها خشيت على سكاف عقب هذه المكالمة، ولذلك تواصلت مع ابنها المقيم معها في باريس،
وطالبته بطمأنتها باستمرار على والدته، مشيرة إلى أنها تلقت في الساعات الأولى من صباح
اليوم التالي اتصالا هاتفيا من نجل مي يخبرها بوفاة والدته.
وذكرت أن الابن
أخبرها أنه عاد للمنزل في ساعة متأخرة من الليل، فوجد أمه متوفاة، وعلى الفور أبلغ
الشرطة التي وصلت للمنزل، وطالبت بتشريح جثة والدته لبيان سبب الوفاة، خاصة أن الفنانة
الراحلة شخصية معروفة، ولها وزنها الاجتماعي في سوريا، ومعروفة أنها من أشد الداعمين
للثورة السورية والمعارضين لنظام الأسد.
ورجحت ديمة في
وقت سابق، أن يكون السبب إصابتها بسكتة دماغية قاتلة، خاصة أن مي في آخر اتصال هاتفي
معها كانت في حالة شديدة الإحباط والحزن مما يجري في سوريا، مضيفة أنه ليس أكثر صعوبة
وإيلاما على النفس إلا من ظلم السوريين للسوريين.
كما كشف الفنان
السوري فارس الحلو في منشور على موقع فيسبوك سبب وفاة مي سكاف قائلا: "فارقتنا
الراحلة مي سكاف إثر نزيف شرياني دماغي حاد، يعود سببه لمرض سابق من دون مداخلات جنائية."
من هي مي
سكاف؟
هي ممثلة
سورية من مواليد عام 1969، ظهرت موهبتها مبكراا، عندما كانت طالبة في قسم اللغة الفرنسية
بجامعة دمشق، إذ كانت تشارك في مسرحيات وأنشطة فنية جامعية، وهو ما لفت انتباه المخرج
السوري ماهر كدو، الذي سرعان ما اختارها لبطولة فيلمه “صهيل الجهات” عام 1991.
وسجل هذا الفيلم
حضورًا فنيًا لافتًا للفنانة الراحلة التي اختارها كذلك، المخرج عبد اللطيف عبد الحميد،
لتلعب دورًا في فيلمه “صعود المطر”، لتحقق سكاف المزيد من الصعود والنجومية في الساحة
الفنية السورية، إذ اختارها المخرج الراحل نبيل المالح لمسلسله السينمائي “أسرار الشاشة”.
وتنوعت أدوار الفنانة
سكاف لاحقًا بين المسرح والتلفزيون والسينما، ولقبت في الوسط الفني السوري بـ “بطلة
الأدوار المركبة والصعبة”، ولا سيما بعد أدائها لشخصية تيما في “العبابيد” للمخرج بسام
الملا.
وبعد دورها في
مسلسل “البواسل” مع المخرج نجدت أنزور، شاركت في مسلسل “بيت العيلة” من تأليف دلع الرحبي
وإخراج هند ميداني، بعد ذلك ظهرت في عمل مختلف، في مسلسل بعنوان “لشو الحكي” للمخرج
رضوان شاهين، حيث أدت في هذا العمل عدة أدوار في حكايات منفصلة.
أسست سكاف في عام
2004 “معهد تياترو” لفنون الأداء المسرحي في صالةٍ صغيرة في “ساحة الشهبندر”، وسط دمشق،
وبعد ذلك ولضيق المكان تم نقل المعهد إلى “ساحة القنوات”، حيث أقامت العديد من العروض
المسرحية.
شاركت سكاف، على
خلاف الكثير من الفنانين، في المظاهرات والاعتصامات التي شهدتها دمشق، وتعرضت للاعتقال
مرارًا قبل أن تضطر إلى مغادرة سوريا عام 2013 حيث استقرت في المنفى الفرنسي.
وبدت سكاف منشغلة
في سنواتها الأخيرة بتطورات الأزمة السورية، وتداعياتها المأساوية، حتى أن استضافتها
على الشاشات كانت تأتي للتعليق على الأحداث السياسية في بلدها، لا للحديث عن تجربتها
الفنية.
وانضمت الممثلة
إلى صفوف المتظاهرين في دمشق منذ بدء الأزمة السورية، واعتقلت من قبل القوات الأمنية
عدة مرات، إلى أن غادرت خارج سوريا متوجهة إلى الأردن، وفيما بعد إلى العاصمة الفرنسية
باريس.
وأكدت طوال السنوات
الماضية وقوفها إلى جانب النشطاء المناهضين للحكومة السورية، واستمرت بالخروج في المظاهرات
"المنادية بالحرية".