سيناريوهات عزل ترامب
بعد الضربة الموجعة التي وجهها له محامية السابق كوهين، انشغلت ووسائل الإعلام الأمريكية والعالمية عن سيناريوهات عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من منصبه.
صحيفة الشرق الأوسط
السعودية التي تصدر من لندن، قالت أن ترامب قلل من أهمية التهم الموجهة لمحاميه
السابق كوهين بانتهاك قانون التمويل الانتخابي واعتبر أنها "ليست جرائم"،
كما كرر أن التحقيق الذي يقوده المدعي الخاص روبرت مولر حول تدخل روسيا في حملة الانتخابات
الأميركية ليس سوى "مطاردة ساحرات".
وتضيف الصحيفة أنه وعلى الرغم من أهمية التطورات
القضائية الأخيرة والاهتمام البالغ بها في أروقة الكونغرس، فإن تأثيرها الفعلي على
رئاسة ترامب يبقى محدوداً حتى الآن، كما أن احتمال إقناع المشرعين بعزله غير متوقع.
ونقلت الصحيفة
عن نائب مدير برنامج الولايات المتحدة والقارة الأميركية في معهد تشاتهام هاوس، جاكوب
باراكيلاس، قوله أن "إدانة مانافورت وهو أبرز مسؤول في حملة ترامب الانتخابية
توجّه له تهم (إلى جانب مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين)، واعتراف كوهين في
الوقت ذاته يشكلان تطورا مهما لأنهما صدرا عن محكمتين مختلفتين، ذلك أن مانافورت يمثل
أمام محكمة في الدائرة الشرقية لفرجينيا، في إطار التحقيق الذي يقوده روبرت مولر، فيما
تعدّ محاكمة كوهين منفصلة عن هذا التحقيق بعد أن أحال مولر القضية إلى سلطات مكتب التحقيق
الفيدرالي في مانهاتن.
واعتبر باراكيلاس،
أنه "نظرا لطبيعة القضايا المختلفة المرفوعة ضد مولر وكوهين وغيرهما، فإن تدخل
الرئيس لإنهاء تحقيق المحقق الخاص لن يضع حدا للاتهامات الموجهة إليه، فهو يحتاج إلى
إغلاق وزارة العدل بالكامل لتحقيق ذلك، وهو أمر محال.
وأضاف باراكيلاس،
أن هناك طريقتين فقط لعزل الرئيس، وفرص نجاح كلتيهما متدنية للغاية، الأولى تمر عبر
إطلاق عملية عزل الرئيس في الكونغرس الأميركي، وهو ما لم يلق صدى كبيرا بين الديمقراطيين
حتى الآن، فيما يرفض الجمهوريون الفكرة تماما في الوقت الراهن، وفي حال نجح الديمقراطيون
في استعادة مجلس النواب بعد الانتخابات النصفية في نوفمبر، وبرزت قضايا جديدة تورّط
الرئيس، قد يرضخ الديمقراطيون للضغوط السياسية ويطلقون إجراءات العزل التي تتطلب المصادقة
عليها موافقة غالبية النواب، أي (50 +1). بعد المصادقة عليها، يمر مشروع قرار العزل
إلى مجلس الشيوخ، حيث تتطلب المصادقة غالبية الثلثين، وهو ما يستبعد حصوله حتى إن نجح
الديمقراطيون في السيطرة على المجلس بعد التجديد النصفي، إذ إنهم سيحتاجون إلى 17 سيناتورا
جمهوريا على الأقل.
وتابع باراكيلاس،
أن هذا النوع من الإجراءات وشعبيتها يعتمد إلى حد كبير على الجو السياسي الطاغي في
البلد. وذكّر بالفرق بين إجراءات عزل الرئيسين (نيكسون وكلينتون).
وقال نائب مدير
برنامج الولايات المتحدة والقارة الأميركية في معهد تشاتهام هاوس، أن الطريقة الثانية
لعزل ترامب، تكون عبر تفعيل التعديل الـ25 في الدستور الأميركي، أي توجيه تهم جنائية
للرئيس خلال ولايته، وهو سيناريو مستبعد ولا سوابق تاريخية له.
أما كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربي في واشنطن حسين إبيش، فيرى، أن "اعتراف كوهين بانتهاك قانون تمويل الحملات الانتخابية تنفيذا لتوجيهات ترامب، وبالتالي دخوله السجن يشكّل سابقة تاريخية، إذ لم يسبق أن سُجن مساعد للرئيس لارتكابه جريمة متعلقة مباشرة بالرئاسة.
فيما حذرت إيما
لاهي، الباحثة السياسية في جامعة جورج واشنطن، من أن الجمهوريين سيواجهون ردا عنيفا
من مؤيدي ترامب الأكثر حماساً إن قرر بعضهم الانضمام إلى جهد الديمقراطيين.
وقالت في حديث
لصحيفة الشرق الأوسط، أن "دعم الناخبين الجمهوريين على المدى القصير هو بمثابة
سياسة تأمين للرئيس ترامب، تسمح له بالحفاظ على قبضته القوية على الرئاسة، إذ انطبق
الشيء نفسه على الرئيس نيكسون في عام 1973 ومعظم عام 1974، أما إذا ما تآكل الدعم الجمهوري
لترمب (كما حصل مع نيكسون قبل استقالته)، فإن ناخبي الحزب قد ينظرون إلى نائبه مايك
بنس كبديل جيد لإدارة المكتب البيضاوي".