رئيس التحرير
خالد مهران

تعرف على «الأونروا» وردود الأفعال والتداعيات بعد قرار ترامب

النبأ


أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقف التمويل المخصص لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بشكل كامل، ردود فعل واسعة ومستنكرة وغاضبة من الكثير من الدول والمنظمات الدولية.

فقد أعرب السفير أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، عن قلق مصر البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، بعد القرار الأمريكى، بوقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، مؤكدا على موقف مصر الراسخ تجاه دعم القضية الفلسطينية بشكل عام، وحقوق اللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص.

وأضاف أن مصر حريصة كل الحرص على التواصل مع كافة الأطراف الدولية خلال الفترة المقبلة لدعم الأونروا، واتخاذ كل ما هو ضرورى للحفاظ على وتيرة العمل الإنسانى للوكالة كأحد ركائز الاستقرار لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين، والعمل على استمرار ولايتها وهياكلها القائمة.

كما أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن أمريكا تتخلى بهذا الإجراء الظالم عن مسؤوليتها السياسية والأخلاقية إزاء مأساة اللاجئين الفلسطينيين التى لم تجد طريقها للحل منذ 70 عامًا. من جانبها، أعربت «الأونروا» عن خيبة أملها ودهشتها للقرار، ورفضت الاتهامات الأمريكية الموجهة لها. وكتب المتحدث باسم «الأونروا»، كريس جانيس، على تويتر: «نرفض بأشد العبارات الممكنة انتقاد مدارس الأونروا ومراكزها الصحية وبرامجها للمساعدة في حالات الطوارئ بأنها معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه».

فيما عبرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، عن "خيبة أملها" بقرار الولايات المتحدة، كما أنها رفضت الانتقادات الأمريكية الموجهة ضدها، قائلة في بيان إن برنامجها أثبت بأنه قادر على إنشاء واحدة من أنجح عمليات التنمية البشرية والوصول إلى النتائج في الشرق الأوسط.

الدولة الوحيدة التي رحبت بالقرار الأمريكي هي إسرائيل، حيث قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان إن "إسرائيل ترحب بالقرار الأمريكي"، مضيفاً أنه "من الأكثر فائدة إرسال المال إلى المنظمات التي ستعمل لصالح السكان وليس لإدامة اللاجئين".

وقد حذر الدكتور حسن جوني الخبير في شؤون اللجوء الفلسطيني في تصريحات صحفية، من تداعيات "تفكيك" وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على حق عودة الفلسطينيين، معتبراً أن أي محاولة لدمج الوكالة بالمفوضية العليا للاجئين (UNHCR) قد تهدد قضية أساسية من قضايا الحل النهائي الفلسطينية.

مشددا على أن أي محاولة لتفكيك الوكالة ترتبط بصورة عضوية بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، ما يؤثر على الدول المستضيفة (الأردن ولبنان وسوريا، بالإضافة للضفة الغربية وغزة) وعلى التوطين فيها وهو ما ترفضه جميعها.

وأكد جوني، على أن تفكيك المنظمة لن يعفي المجتمع الدولي من التزاماته تجاه اللاجئين الفلسطينيين.

فيما أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب إسرائيل بأن الأمريكيين سيسمحون لدول الخليج بالاستمرار في ضخ الأموال وسد مكانها في دعم الأونروا هذا العام فقط.

تعرف على الأونروا

و«الأونروا»، كما هو منشور على موقعها الالكتروني، تأسست في أعقاب النزاع العربي الإسرائيلي عام 1948، تم تأسيس الأونروا بموجب القرار رقم 302 (رابعا) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 كانون الأول 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين. وبدأت الوكالة عملياتها في الأول من شهر أيار عام 1950.

وفي غياب حل لمسألة لاجئي فلسطين، عملت الجمعية العامة وبشكل متكرر على تجديد ولاية الأونروا، وكان آخرها تمديد عمل الأونروا لغاية 30 حزيران 2017.

كما تعد الأونروا فريدة من حيث التزامها الطويل الأجل لمجموعة واحدة من اللاجئين. وقد ساهمت في رفاه أربعة أجيال من لاجئي فلسطين وفي تحقيق تنميتهم البشرية. وحيث أنه كان يتوخى أصلا أن تكون منظمة مؤقتة، فقد عملت الوكالة تدريجيا على تعديل برامجها للإيفاء بالاحتياجات المتغيرة للاجئين.

ووفق التعريف العملياتي للأونروا، فإن لاجئي فلسطين هم أولئك الأشخاص الذين كانت فلسطين هي مكان إقامتهم الطبيعي خلال الفترة الواقعة بين حزيران 1946 وأيار 1948، والذين فقدوا منازلهم ومورد رزقهم نتيجة الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948.

إن خدمات الأونروا متاحة لكافة أولئك الذين يعيشون في مناطق عملياتها والذين ينطبق عليهم ذلك التعريف والمسجلين لدى الوكالة وبحاجة للمساعدة. إن أبناء لاجئي فلسطين الأصليين والمنحدرين من أصلابهم مؤهلون أيضا للتسجيل لدى الأونروا. وعندما بدأت الوكالة عملها في عام 1950، كانت تستجيب لاحتياجات ما يقرب من 750,000 لاجئ فلسطيني. واليوم، فإن حوالي خمسة ملايين لاجئ من فلسطين يحق لهم الحصول على خدمات الأونروا.