رئيس التحرير
خالد مهران

الرئيس الأمريكي يبشر بسقوطها ومجمع البحوث يجيز كتابا يكذب حديث الرسول عنها.. تفاصيل معركة «الخلافة الإسلامية» بين ترامب والأزهر والجماعات الإرهابية

النبأ

مصير 800 مقاتل داعشي أسرتهم أمريكا ورفضت أوربا استقبالهم

مفتى الجمهورية السابق: الخلافة من الدين وجماعة الإخوان الإرهابية تسعى لإعادتها

خبراء: المحاولات التي بذلتها الحركات الإسلامية لاستعادة حلمها الموهوم كانت نتيجتها كارثية على المنطقة

تفاصيل الصراع على احياء الخلافة منذ سقوط الامبراطورية العثمانية

مفكر كبير: الخلافة الإسلامية خطر على العالم كله

«كريمة»: كل النصوص الواردة فيها صحيحة ولكن المشكلة في دلالتها وهي دعوية وليست سياسية

«صبح»: الغرب يتخذها ذريعة لعدم تطبيق الديمقراطية في العالم العربي واتحاد المسلمين يزعج الغرب

«درويش»: أمريكا ستقوم بتسريح المقاتلين الذين صنعتهم على الدول العربية لانشاء بؤرة توتر جديدة

«صابر»: المقاتلين الذي أسرتهم أمريكا سيتم اعدامهم والقبض عليهم يثير الكثير من علامات الاستفهام في العالم

                        

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن "الخلافة على وشك السقوط" وأن الولايات المتحدة تطلب من الحلفاء الأوروبيين "استعادة أكثر من 800" من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين تم أسرهم في سوريا وإحالتهم للمحاكمة.

وأضاف ترامب في تغريدة على تويتر "تطلب الولايات المتحدة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاء أوروبيين آخرين استعادة أكثر من 800 من مسلحي الدولة الإسلامية الذين أسرناهم في سوريا وتقديمهم للمحاكمة...الخلافة على وشك السقوط... البديل ليس بديلا جيدا حيث إننا سنضطر إلى إطلاق سراحهم".

وتابع قائلا "الولايات المتحدة لا تريد أن تقف وتشاهد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المعتقلين في سوريا يتغلغلون في أوروبا التي من المتوقع أن يذهبوا إليها. نفعل الكثير وننفق الكثير.. حان الوقت كي يتحرك الآخرون ويقوموا بالمهمة التي هم قادرون تماما على الاضطلاع بها. ننسحب بعد تحقيق انتصار بنسبة مئة بالمئة على الخلافة".

في سياق أخر أجاز مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف كتابا يؤكد أن حديث الخلافة الإسلامية الذى يستند إليه تنظيم داعش الإرهابى وجماعة الإخوان المسلمين لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، حديثا "مكذوبا"، كما يشير إلى أن الجزية ليست اختراعا إسلاميا بل يعد نظاما سياسيا، وفقا لما جاء فى الكتاب.

وقال محمد محمود حبيب، مؤلف كتاب "جديد الردود الشرعية على مخالفات تنظيم داعش وأمثاله للشريعة الإسلامية"، أن حديث الخلافة الإسلامية مكذوب ومختلق، والذى ينص على ما جاء عن النعمان بن بشير أنه قال: كنا قعودا فى المسچد، وكان بشير رجلا يكف حديثه، فجاء أبو ثعلبة الخشنى فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حـــديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الأمراء؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته. فچلس أبو ثعلبة، فقال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون مُلكا عاضا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون مُلكا جبريا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة". ثم سكت. قال حبيب ( أحد رواة الحديث ): فلما قام عمر بن عبد العزيز وكان يزيد بن النعمان بن بشير فى صحابته كتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه، فقلت له: إنى أرجو أن يكون أمير المؤمنين. يعنى عمر بن عبد العزيز ـ

هذه الأحداث أثارت الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام، حول حقيقة ما قاله الرئيس الأمريكي عن الخلافة وعن مقاتلي تنظيم داعش، وعن سر موافقة الأزهر الشريف على الكتاب الذي يعتبر حديث الخلافة الإسلامية مكذوبا، وعن مصير الخلافة الإسلامية بعد هذه التطورات؟.

على جمعة ومستقبل الخلافة

 

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الخلافة شرعية ومن الدين ومنكرها ينكر واقعا امتد منذ عهد الصحابى الجليل أبو بكر الصديق إلى آخر الخلفاء العثمانيين 1924، حاول المسلمون إقامتها مرة أخرى ولكن دون جدوى فالتزمنا نحن بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لا نكون لعبة بيد الآخرين كما هو الحال الآن فى "داعش وأخواتها والجماعة الإرهابية الذين يدعون أنهم يريدون الخلافة"، والحقيقة أنهم مفعول بهم، وتابع:"لما فقدنا الخلافة أطعنا الرسول صلى الله عليه وسلم وهم عصوه".

وأضاف "جمعة"، أن القضية ماذا نفعل الآن ونحن فى هذا الزمان ؟ فكر العلماء الأنقياء ووضعوا تصورات عدة تحافظ على مصالح المسلمين وقدموا أطروحات مثل توحيد العملة والسوق المشتركة وتوحيد القوانين واتفاقيات الدفاع المشترك وخلافة.

واستكمل مفتى الجمهورية السابق، قائلاً:" الخلافة ذهبت وبديلها الرئاسة والملك والإماراة اللى هى الإمامة.. يرعى شئون الرعية فى الداخل والخارج.. وهذا الإمام موجود وكل بلد بها إمام يرعى شئون رعيته".

واستطرد جمعة، إن جماعة الإخوان الإرهابية تسعى لإعادة الخلافة منذ بدايتها وهو ما جلعها ألعوبة بيد الغير مفعولاً بها، مشدداً على أن الرسول الكريم لم يأمرنا بإعادة الخلافة مرة أخرى وإنما أمرنا أن نسحب أيدينا ونتوجه لله ضارعين.

وأضاف "جمعة"،:"النبى صلى الله عليه وسلم يخبرنا أنه يوجد خليفة .. لكن أيضاً يخبرنا أنه عندما ينعدم الخليفة وينقطع ألا نحاول أن نظهر خليفة بعده ..لماذا؟ لأنك فى هذه الحالة ومعك الأمة ستكون فى حالة تشرذم وضعف لا يمكنك من إعادة الخلافة مرة أخرى.. وإذا حاولت كما حاولت جماعة الإخوان والقاعدة وداعش فماذا سيكون.. ستكون ألعوبة فى يد الآخرين من أعداء الملة والدين الإنجليز والأمريكان وكل الناس دول هيلعبوا بينا.. وهذا الوضع اللى إحنا فيه"، مشدداً على أن هذه الجماعات أصبحت ألعوبة فى يد غيرهم.

الخلافة الإسلامية تمثل خطرًا على العالم

وقال المفكر والفيلسوف مراد وهبة، إن «الإخوان المسلمين تغلغلوا في كل مؤسسات دول العالم، والرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما كان لديه 6 مساعدين إخوان، وإنجلترا بها مدن كاملة يحكمها الإخوان».

 

وأضاف في حوار لبرنامج «رأي عام» مع عمرو عبدالحميد على قناة «TeN»، أن «أوباما كان يراهن على الخلافة الإسلامية لذلك اعتمد على الإخوان، والأصولية الدينية خطرها يمتد لجميع دول العالم وليس مصر فقط دون أي بلاغة في كلامي».

وتابع أن «الخلافة الإسلامية تمثل خطرًا على العالم حتى الآن، وندفع ثمن الأصولية حتى الآن، أوباما كان يسعى لسيطرة الأصولية الدينية على العالم».

الجماعات الإسلامية والخلافة

يقول خبراء ومتخصصون في التاريخ الإسلامي، أن سقوط الخلافة العثمانية على يد كمال الدين أتاتورك وحزب الشعب، بعد معاهدة لوزان، تسبب في حالة من الهلع لدى المسلمين القابعين تحت حكم الخلافة في المشرق والمغرب، فلأول مرة يختفي اسم "الخلافة" منذ 1400 عام.

ومنذ ذلك الحين، فقد شغل سؤال الخلافة وإمكانية إعادتها أذهان المسلمين، لتقوم على إثرها جماعات إسلامية عديدة، ساعية لإعادة عهد الخلافة مرة أخرى!، من ثم برز على الساحة العربية الجدل حول الاتصال والانفصال بين "السلطة الزمنية والسلطة الدينية"، أي بين سلطة الدولة وسلطة الدين أو الشريعة، وازداد هذا الجدال مع تزايد عمليات التحديث التي شهدتها الدول القُطْرية التي نشأت بعد سقوط الدولة العثمانية.

فمن محمد عبده ورشيد رضا، إلى حسن البنا وتقي الدين النبهاني، مرورا بأبي الأعلى المودودي وعبد القادر عودة وسيد قطب، حتى أبي محمد الجولاني وأبي بكر البغدادي، يتحدث الجميع عن الخلافة وحتمية عودتها، لكننا نجد مسارات عدة لا تتقاطع في رؤاها حول تصورات الخلافة وماهيتها، لتبدو ملامح الخلافة مجهولة لدى الساعين لإقامتها.

وفي عام 1925م، أي بعد سقوط الدولة العثمانية بعام واحد، أصدر القاضي الشرعي علي عبد الرازق، كتابه الشهير "الإسلام وأصول الحكم"، الذي يعده البعض زلزالا في الفكر الإسلامي المعاصر، حيث يقول محمد عمارة: "منذ أن عرفت الطباعة طريقا إلى بلادنا لم يحدث أن أخرجت المطبعة كتابا أثار من الضجة واللغط والمعارك والصراعات مثلما أثار هذا الكتاب".

وقد طرح المؤلف رؤيته بأن الإسلام دين لا دولة، ورسالة روحية لا علاقة لها بالسياسة، وأن نبي الإسلام -صلى الله عليه وسلم- لم يؤسس دولة وإنما كان رسولا لا مَلِكا، وعليه فإن الخلافة إنما هي اجتهاد دنيويّ وخلافة مدنيّة لا علاقة لها بالدين.

لتثير هذه الأفكار حفيظة علماء الإسلام، مما دفعهم إلى التصدي للكتاب والرد على مؤلفه، وبدورهم اعتبروا كتابه يفتح بابا للعلمانية في الإسلام. ومما يزيد من خطورته -في نظرهم- أن مؤلفه أزهري وقاضٍ شرعي، أي منتسب إلى زمرة العلماء!

وسرعان ما تحول الصراع حول الخلافة من الحالة الفكرية السِجالية إلى العمل الحركي المنظم، فقد اعتبر بعض المفكرين أن سقوط الخلافة العثمانية هو السبب الأساسي في هذا الوقت لتخلف الأمة الإسلامية، وأن المشروع اليهودي يقف وراء هذا السقوط، فيقول محمد قطب: "وكان المدبر الحقيقي لسقوط الخلافة هي اليهودية العالمية"، وفي وسط كل تلك الدعوات، التي تستدعي البعث الإسلامي بعد مقتل، أنشأ تلميذ رشيد رضا الشاب حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين، وجعل من أعلى أهدافها إقامة الخلافة لإعادة مكانة الإسلام.

وبذلك، بدأت الحركات الإسلامية الرامية للدفاع عن الخلافة والساعية لإعادة إحيائها بالظهور، حيث يقول حسن البنا: "والإخوان يعتقدون أن الخلافة رمز الوحدة الإسلامية، ومظهر الارتباط بين أمم الإسلام، وأنها شعيرة إسلامية يجب على المسلمين التفكير في أمرها والاهتمام بشأنها، والخليفة مناط كثير من الأحكام في دين الله".

ولم تكن دعوة البنا الوحيدة في الساحة، حيث تتابعت الحركات الإسلامية في التأسيس من أجل الحلم بعودة الخلافة، فقد أسس الفلسطيني تقي الدين النبهاني "حزب التحرير" وكان يطمح لإنشاء "دولة إسلامية، التي هي دولة الخلافة الإسلامية"، وفي باكستان قامت الجماعة الإسلامية التي أسسها أبو الأعلى المودودي على المناداة بإعادة الوحدة السياسية الجامعة للمسلمين المتمثلة في الخلافة، وقد ألّف المودودي في هذا السياق كتابه "الخلافة والملك".

أما الجهاديون فقد ظهرت بينهم أصوات العودة للخلافة، وهو السند التراثي الذي دفع مؤخرًا دولة العراق والشام الإسلامية لإعلان الخلافة، طالبةً البيعة من جميع المسلمين لأبي بكر البغدادي.

ومن نهاية الدولة العثمانية نادى البعض بأسلمة الدولة الحديثة وتقنين الشريعة، ودعا محمد عمارة إلى أسلمة الدولة من خلال سن قوانين توافق الشريعة الإسلامية.

ولم يغب عن الحركات الجهادية أمر الخلافة، فقد اتخذتها شعارا من آن لآخر، فما بين أناشيد تنادي بعودة الخلافة وتسجيلات مرئية لها تدعو إليها، وبين حقبة وأخرى تخرج مجموعات تطلب البيعة لنفسها مباشرة.

وفي 29 يونيو عام 2014 أعلنت الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» قيام ما أسمته "الخلافة الإسلامية" وبايعت زعيمها أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، بعد أن سيطرة على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه .

وقال الناطق باسم داعش أبو محمد العدناني في تسجيل أن "الدولة الإسلامية ممثلة بأهل الحل والعقد فيها من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى قررت إعلان قيام الخلافة الإسلامية وتنصيب خليفة دولة المسلمين ومبايعة الشيخ المجاهد أبو بكر البغدادي" مشيرا إلى إن "البغدادي قبل البيعة وصار بذلك إماما وخليفة للمسلمين" .

ووصف العدناني الخلافة بأنها "الحلم الموجود في قلوب كل المسلمين" و "أمل كل المجاهدين".

وقد أدى ذلك إلى نشأة جماعات جهادية مبايعة للبغدادي في مصر والجزيرة العربية مقرها باليمن والجزائر، فضلا عن التمركز في العراق والشام، وكلها مؤمنة أنها تقيم الخلافة الإسلامية وتقاتل من بين يديها.

ويقول الخبراء، أن الـ 80 سنة التي بذلتها الحركات الإسلامية في سبيل استعادة الخلافة الحلم الموهوم كانت نتيجتها على المنطقة كارثية إذ تم تقديم تلك الحقبة الزمنية كهدية مجانية ونفخة روح في سرة الاستبداد العربي ليعيش أطول إذ استفاد من تلك الدعوات في إقناع الغرب بان البديل عن استبداده ودكتاتوريته حالة من الدول الدينية تنتظر الشرق، دول دينية يراها الغرب باب للشر والويلات والتي ذاقها من هذا النوع من الدول قبل الثورة الفرنسية.

خلافة على منهاج النبوة

يقول الدكتور أحمد كريمة استاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن كل النصوص الواردة في الخلافة صحيحة، لكن المشكلة في دلالة هذه النصوص، والسؤال هو: هل الخلافة دعوية أم سياسية؟، صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله «ستكون خلافة على منهاج النبوة، بضع وثلاثون عاما، ثم تكون ملكا عضوضا، ثم تكون ملكا متغلبا»، فالمقصود بالخلافة على منهاج النبوة، خلافة سيدنا أبو بكر وعمر وعثمان وعلى والحسن، ويعزز ذلك حديث أخر رواه أبو داوود والترمذي، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: "وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَوْعِظَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا، قَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ"، ثم تكون ملكا عضوضا هو ملك بني أمية، ثم ملكا متغلبا وهم العباسيين والأتراك، أما الجماعات والفصائل والتنظيمات المعاصرة مثل جماعة الإخوان والدواعش والقاعدة وطالبان وبوكوحرام وغيرهم الذين يتبنون الخلافة السياسية، فالرد عليهم يكون بالقول، أن الخلافة المنعوتة بالراشدة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت عملا دعويا، وتحولت إلى ملك عضوضوض وملك متغلب، وشتان بين عمل دعوي لظروفه وعمل سياسي لمغانمه، مشيرا إلى أن الإسلام لا يعترف مطلقا بالإمامة أو الخلافة السياسية ولا بالحكومة الدينية ولا بولاية الفقيه، لكنه يعترف بمجتمع مندي وحكومة مدنية، مؤكدا أن الخلافة الراشدة كانت دعوية لفترة مؤقتة لها ظروفها وملامحها، وما بعد ذلك فهو نظام حكم وسلطة لا أكثر، تسمى خلافة إسلامية مجازا وليس حقيقة، مشيرا إلى أن الدكتور السنهوري الفقيه الدستوري المعروف قال في كتابه «الخلافة»، أن إقامة الخلافة بالمعنى التي تروج له بعض الاتجاهات شبه مستحيل في هذا الزمان، وإذا كان يقصد بها تجمع إسلامي يستعاض عنه بعصبة الأمم الإسلامية، وبالتالي من الناحية الفقهية والشرعية، ليس هناك خلافة سياسية، ولكن كانت خلافة دعوية لخدمة الدعوة الإسلامية فقط، لكن هذا لا يعني عدم وجود سياسة في التشريع الإسلامي كما قال الشيخ على عبد الرازق في كتابه «الإسلام ونظام الحكم»، مشيرا إلى هناك نصوص في التشريع الإسلامي تتعلق باختيار الحاكم ومهامه وحقوقه وواجباته، وأيضا هناك نصوص شرعيه تتعلق بحقوق وواجبات المحكومين، وهذا يتم تدريسه من خلال قسم «السياسة الشرعية» في جامعة الأزهر.

الغرب يخشى من اتحاد المسلمين

ويقول الشيخ أحمد صبح زعيم المنشقين عن الجماعات الإسلامية، أن ترامب يقصد الخلافة التي انشأها أبو بكر البغدادي في العراق والشام، مشيرا إلى أن الخلافة الإسلامية التي كانت متمثلة في الخلافة العثمانية سقطت عام 1924 على يد مصطفى كمال آتاتورك، لافتا إلى أن الغرب لا يريد تطبيق الحرية والديمقراطية في العالم العربي  والإسلامي لان ذلك يهدد وجود الرجل الأبيض في الغرب، منوها إلى أن الحروب الصليبية التي بدأت منذ خمسة قرون ما زالت مستمرة حتى الأن، ولكن بأدوات مختلفة، لافتا إلى أن ريتشارد قلب الأسد أصبح هو أبو بكر البغدادي، ولويس التاسع عشر أصبح هو أبو أنس الليبي، وأصبح الدواعش والجماعات الإسلامية وفي القلب منهم جماعة الإخوان المسلمين ذريعة لعدم وجود الحريات السياسية والديمقراطية في العالم العربي، وذريعة لوجود قوانين الطوارئ والإرهاب والقوانين سيئة السمعة والاستثنائية والمحاكمات العسكرية، مشيرا إلى أن الجماعات الإسلامية تستند إلى عدد من النصوص الشرعية في إقامة الخلافة الإسلامية، منها قول الله تعالى « وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً»، وقوله تعالى « يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ»، موضحا أن الخلافة نظام حكم يختلف من مجتمع إلى أخر، وهي ليست من العقائد الإسلامية، والدليل أن سقوط الخلافة العثمانية عام 1924 لم يؤدي إلى سقوط الإسلام، مطالبا الجماعات الإسلامية بالتراجع عن أفكارها وأن تؤمن بالدولة الوطنية الحديثة، وأن تبتعد عن التحاور بالجنة والنار والشريعة، مشيرا إلى أن سعى الجماعات الإسلامية لإعادة الخلافة يصب في مصلحة الغرب، الذي يستخدم ورقة الخلافة لتفتيت العالم الإسلامي وتعطيل تطبيق الديمقراطية، مؤكدا على أن الغرب يخشى من اتحاد المسلمين، لأن اتحادهم فيه القوة وفيه تهديد لمصالح الغرب في المنطقة والعالم، لذلك هم يعملون على تفتيت المسلمين، من خلال استخدام ورقة الجماعات الإسلامية والإرهابية.

 تدمير الجيوش العربية

ويقول اللواء عبد الرافع درويش الخبير العسكري والاستراتيجي، أن وجود 800 مقاتل من تنظيم داعش في حوزة الولايات المتحدة الأمريكية يؤكد على أن أمريكا هي التي صنعت داعش، مشيرا إلى أن المخطط الأمريكي في المنطقة يقوم على حدوث فتنة بين السنة والشيعة من أجل تدمير الجيوش العربية من الداخل، وقد نجحوا إلى حد كبير في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وذلك من أجل ضمان أمن إسرائيل لمدة مائة عام قادمة، وكل التحركات السياسية والعسكرية وكل التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط هدفها خدمة إسرائيل، موضحا على أن الرئيس الأمريكي كان يقصد بسقوط الخلافة الإسلامية سقوط الدول العربية.

وأضاف «درويش»، أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تقوم بتسريح هؤلاء المقاتلين على الدول العربية، بعد أن رفضت الدول الأوربية تسلمهم، وبالتالى سوف تستخدمهم في مناطق أخرى من أجل اضعاف باقي الجيوش العربية وتقوية إسرائيل، مشيرا إلى أن الدولة الإسلامية في ليبيا ومصر «دالم» موجودة الأن، وتعمل في ليبيا ومصر، بدعم وتمويل من أمريكا، متوقعا أن تقوم الولايات المتحدة باستغلال هؤلاء في انشاءء بؤرة توتر جديدة في المنطقة، طبقا لاستراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة التي تقوم على استمرار الصراع في المنطقة من أجل ضمان أمن إسرائيل واضعاف الدول العربية، وضمان تدفق الأسلحة الأمريكية للمنطقة، سواء للجماعات الإرهابية أو للجيوش العربية.

السيسي حذر الأوربيين

ويقول العقيد حاتم صابر الخبير في الإرهاب الدولي، أن هناك أكثر من 30 ألف مقاتل أوربي موجودين في سوريا والعراق، وأن هؤلاء المقاتلين تم اعدادهم في أوربا، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حذر منهم وقال للأوربيين أن هؤلاء المقاتلين سوف يرتدون إليكم مرة أخرى، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي وضع دول الاتحاد الأوربي في مآزق كبير، وإذا رفضت الدول الأوربية استلام هؤلاء المقاتلين فسوف يقوم الرئيس الأمريكي باعدامهم سرا، لأن تواجدهم يشكل ضغطا على الولايات المتحدة الأمريكية مستقبلا، لكنه توقع أن ينجح الولايات المتحدة في الضغط على الدول الأوربية من أجل أن يستلموا هؤلاء المقاتلين، وفي النهاية سوف يقومون باعدامهم، مشيرا إلى أن تجميع هؤلاء في الولايات المتحدة سوف يثير الكثير من علامات الاستفهام في العالم، لافتا إلى أن ترامب يسعى لاصلاح ما قام به الرئيس السابق باراك أوباما، الذي صنع الدواعش ومولهم ودربهم وجعل لهم وضعا سياسيا واقتصاديا وعسكريا.