رئيس التحرير
خالد مهران

الاحتواء الناعم .. مركز بحث أمريكي يكشف «عقيدة بايدن» تجاه الشرق الأوسط والعالم

النبأ

أنجز مجموعة من الباحثين استقراء أكاديميا شاملاً حول سياسات واستراتيجية الولايات المتحدة القادمة المتوقعة على الصعيد الدولي (العلاقات الدولية وبنية النظام الدولي).

 

قدم الدراسة مركز "بارادايم الدولي للدراسات الاستراتيجية" بجنيف، وجاءت تحت عنوان "عقيدة بايدن - الاحتواء الناعم" وشملت الكثير من القضايا الحساسة التي تهم الولايات المتحدة الأمريكية في الظروف الحالية أهمها استراتيجية الأمن القومي المتوقعة واستراتيجية الدفاع الأمريكي الوطنية، وأبرز ملامح السياسة الخارجية الأمريكية تجاه القضايا الملحة (الصين وروسيا والشرق الأوسط)، وبحثت هذه الدراسة في أثر سياسات ترامب على عقيدة باين الجديدة، بمعنى ما هي الإكراهات التي فرضها ترامب بسياساته على إدارة بايدن الجديدة.

 

وقال الدكتور سومر صالح الباحث في الدراسات الجيوسياسية، "تعدّ إدارة الرئيس بايدن بطروحاتها الانتخابية ومواقف أركانها أو ما يعرف بـ"عقيدة بايدن"، نقيضا كليّاً في المنهج والأدوات مع إدارة الرئيس السابق ترامب، ولكنّها لا تمثل قطيعة كليةً مع أهداف "عقيدة ترامب" في جعل أمريكا "عظمى بالمطلق"، ففي حين كانت أهداف الرئيس ترامب تتلخص بجعل أمريكا القوة الأولى عالمياً، يرفع بايدن عقيدة العودة إلى رأس هرم النظام الدوليّ، ولكن بقيادة جماعية لحلفائه الليبراليين لمواجهة القوى التي تحاول تعديل النسق الدوليّ (روسيا والصين)".

وتابع الدكتور صالح "في حين تبنت "عقيدة ترامب" أدوات صدامية واستفزازية حتى مع حلفائها، وخرجت عن صيغ العمل متعدد الأطراف في السياسة والتجارة والاقتصاد عموماً، تعمل إدارة بايدن الجديدة على قيادة العمل متعدد الأطراف عالمياً سيما مع الدول ذات التفكير المتماثل، وبعكس سياسات ترامب أحادية الجانب في السياسة الخارجية والمرتبطة بمصالح حلفائه التاريخيين، يعمل بايدن على تجديد القيادة الأمريكية للتحالفات التقليدية وجعلها أداة ضغطٍ على خصوم الولايات المتحدة، مع الموائمة بين مصالح الولايات المتحدة ومصالح حلفائها في القضايا ذات المصلحة الاستراتيجية المشتركة".

 

وقال الباحث والأستاذ المحاضر في العلوم الإجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتور محمود كوثراني "يعمل بايدن على سياسة الاحتواء الناعم ضدّ خصومه، ورفع شعارات الديموقراطية وحقوق الإنسان سلاحاً أخلاقياً في وجه خصومه، وقيادة تحالفٍ ليبراليٍّ دوليٍّ ضدهم لاحتوائهم ودفعهم نحو الهدف المبتغى أمريكا، وجعل استخدام القوة الصلبة كخيار لاحقٍ على "القوة الناعمة" وسلاح العقوبات، بهدف تعزيز فكرة النموذج الأميركيّ الذي يُعدّ جوهر "عقيدة بايدن" أيّ الترويج للنموذج الديموقراطيّ الليبراليّ الأخلاقيّ القادر لوحده دون سواه على قيادة النظام الدوليّ في حين يعمد إلى بناء تحالفاتٍ ليبراليةٍ لجعل خصومه تبدو دولاً غير مرغوبةٍ "استبداديةً" في المنظومة الدولية، وهنا لا نرى فرقاً في الهدف الأمريكيّ في الهيمنة العالمية بين بايدن وأسلافه ولكنّ المنهج والأداة مختلفة".

 

المصدر: سبوتنيك - إعداد وتقديم: نواف إبراهيم