رئيس التحرير
خالد مهران

قصة الكلب هاتشيكو أسطورة الوفاء في الولايات المتحدة

الكلب هاتشيكو
الكلب هاتشيكو

من النادر أن تجد صديق أوفى من الكلب هاتشيكو، الذي رسخ من فكرة وفاء الكلاب لأصدقاءها من البشر. تشير التقديرات إلى أن البشر دجّنوا الكلاب منذ ما بين 20000 و40000 سنة، وفي كل ذلك الوقت، يبدو أنه نادرًا ما كان هناك صديق للكلاب أكثر ولاءً من الكلب هاتشيكو.

خسارة مأساوية لأفضل صديق

بدأت أسطورة الكلب هاتشيكو في مدينة فورت بينتون، بولاية مونتانا الأمريكية، في عام 1936، حيث كان في مستشفى سانت كلير، مريض يبدو متواضعا، راعي غنم، اسم رانجلر، ولديه حيوان أليف، وهو الكلب هاتشيكو الذي كان ينتظره خارج المستشفى كل يوم، ولا يُسمح له بالدخول ولكن يعتني به الموظفون الذين لاحظوا تفانيه. 

ربما كان الكلب هاتشيكو يعلم أن صديقه لن يقضى قتًا طويلًا على هذا العالم، لأن الراعي مات للأسف بعد فترة قصيرة من بدء إقامتهم في سانت كلير.

وتقرر أن يتم نقل الجثة، بالقطار، حتى مكان دفنه بالقرب من عائلة المتوفى، وبينما كان يتم وضعه على متن رحلته الأخيرة، شاهد الكلب، الجثة من منصة القطار.

كما هو الحال في العديد من الأفلام المؤلمة للقلب، يُقال إن الكلب تبعه للحظة بينما كان القطار يتحرك بسرعة، ويشاهده بحزن وهو يبتعد عن الأنظار، ومنذ ذلك الحين ولبقية حياته، أصبح أيقونة لمحطة القطار، حيث يظهر كل يوم على أمل أن يعود سيده بالقطار.

وفقا لأحد التقارير، كان الكلب الضال حذرا جدا من الناس في المحطة في البداية، وكان لديه ميل للاختباء في زوايا مظلمة من الرصيف بينما كان ينتظر القطار التالي، على الرغم من ذلك، اكتسب الموظفون ثقته، وقاموا بإطعامه ورعايته.

أحد مشاهير المدينة

كان من الممكن ببساطة تجاهل الكلب هاتشيكو باعتباره ضالًا وإبعاده، لكنه أصبح بدلًا من ذلك أحد المشاهير المحليين، حيث إن العديد من سكان مدينة Fort Benton أرادوا أن يصبحوا المالك الجديد للكلب، لكن المحطة كانت المنزل الوحيد الذي يريده، فقط في حالة عودة سيده المتوفي.

كان الكلب مشهورًا لدرجة أنه بدأ في تلقي بريد المعجبين، كما جاء بعض المسافرين إلى المحطة لمجرد إلقاء نظرة عليه! 

مخلص حتى آخر نفس

في صباح يوم 12 يناير 1942، صدم أحد القطارات الكلب هاتشيكو ولم ينجو، بعد أن تقدم به العمل، فما إن لاحظ القطار قادم قد فات الأوان، ولم يستطع التحرك بعيدًا عن القضبان بالسرعة الكافية. 

تم دفن الكلب بالقرب من المحطة التي عاش فيها السنوات الأخيرة من حياته، وتم وضع مسلة صغيرة في مكان وفاته، ولم تُنسى حكاية حبه وولائه أبدًا، وبعد مرور خمسين عامًا، تم إنشاء نصب تذكاري له.