تعرف على حكم تقبيل ولمس المعتكف زوجته

تستعد مساجد الأوقاف لاستقبال الصائمين لإحياء سنة الاعتكاف،واتفق الفقهاء على أن جماع المرأة عمدًا يُفسد الاعتكاف، وأن المباشرة بالتقبيل واللمس لشهوة حرامٌ فى حال الاعتكاف، ولكنهم اختلفوا فى المباشرة بالتقبيل واللمس؛ هل تفسد الاعتكاف أم لا؟ والجمهور على أنها تبطل الاعتكاف إذا اتصل بها إنزال، وإلا فلا.
أما إذا لم يكن اللمس لشهوة، ولم يُقصد بالتقبيل اللذة، فإنه لا يُفسد الاعتكافَ ولا حرمة فيه، إلا أن المالكية قالوا بأن التقبيل فى الفم يُفسد الاعتكاف؛ سواء كان بشهوة أو بغيرها.
فالمعتكف إن دخل بيته لحاجة وكان يأمن على نفسه من الإنزال عند تقبيل امرأته لوداع أو نحوه، فإنه يجوز له تقبيلها ولا يفسد اعتكافه، ولا إثم عليه فى ذلك، ولكن الأَوْلى أن لا يقبِّل فى الفم؛ خروجًا من خلاف من قال بأنه يُفسد الاعتكاف مطلقًا.
مدة الاعتكاف
وكان من هدى النبى صلى الله عليه وسلم، فى رمضان أنه كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان ؛ التماسًا لليلة القدر،فعن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده. رواه البخارى، ومسلم.
وفى العام الذى قبض فيه صلى الله عليه وسلم " اعتكف عشرين يومًا ".
ويشترط فيه الصيام؛ فلم يذكر الله سبحانه وتعالى الاعتكاف إلا مع الصوم، ولا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مع الصوم، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ولم ينقل عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف مفطرًا قط، بل قالت عائشة: ( لا اعتكاف إلا بصوم ) أخرجه أبو داود.
والاعتكاف سنة فى رمضان وغيره من أيام السنة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من اعتكف يومًا ابتغاء وجه الله تعالى جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق، كل خندق أبعد مما بين الخافقين". رواه الطبرانى وغيره.
وأكده فى رمضان لحديث أبى هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف فى كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذى قبض فيه اعتكف عشرين يومًا. رواه البخارى.
وأفضله: آخر رمضان فى العشر الأواخر منه؛ لأن النبى صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل رواه البخارى.