< عصر جليدي مجهول ساهم في تغيير مجرى التاريخ
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

عصر جليدي مجهول ساهم في تغيير مجرى التاريخ

الحضارة الرومانية
الحضارة الرومانية

كشف العلماء عن أدلة جديدة تُلقي الضوء على عصر جليدي غير معروف، ربما يكون قد ساهم في انهيار الإمبراطورية الرومانية.

ويُعتقد أن "صخورًا غريبة"، اكتُشفت في أيسلندا، قد حملتها جبالٌ جليديةٌ قادمة من جرينلاند في فترةٍ ما بين عامي 540 و800 ميلادي.

وتزامنت هذه الفترة من التبريد الشديد والسريع، المعروفة باسم عصر جليدي صغير مُتأخر، مع انهيار القوة الرومانية.

ويُشير الباحثون إلى أن هذا التحول المناخي ربما كان الضربة القاضية للإمبراطورية التي كانت مُنهكة أصلًا.

ويُعتقد أن العصر الجليدي قد نتج عن ثلاثة ثوراتٍ بركانيةٍ كبرى، حجبت سحب الرماد الناتجة عنها ضوء الشمس، مُسببةً انخفاضًا في درجات الحرارة العالمية.

وصرحت متحدثة باسم الجامعة: "لطالما ناقش المؤرخون دور التبريد المناخي في سقوط الإمبراطورية الرومانية، مثل عصر جليدي صغير".

ويعزز هذا البحث الجديد فرضية أن فترة تبريد قصيرة، وإن كانت شديدة، ربما تكون قد حفزت إمبراطوريةً آخذة في التدهور، ولعبت دورًا رئيسيًا في تحفيز الهجرات الجماعية التي أعادت تشكيل أوروبا في تلك الفترة.

سبب سقوط الإمبراطورية الرومانية

وقال توم جيرنون، أستاذ علوم الأرض بجامعة ساوثهامبتون عندما يتعلق الأمر بسقوط الإمبراطورية الرومانية، ربما كان هذا التحول المناخي القشة التي قصمت ظهر البعير.

من خلال تحليل عمر وتركيب الصخور التي عُثر عليها على شرفة شاطئية مرتفعة على الساحل الغربي لأيسلندا، اكتشف العلماء أن هذه الصخور تبدو في غير مكانها نوعًا ما، لأن أنواعها لا تشبه أي شيء موجود في أيسلندا اليوم، لكننا لم نكن نعرف من أين أتت.

وتضمن التحليل فحص بلورات معدنية صغيرة تُسمى الزركون، محصورة داخل الصخور، مما مكّن الفريق من تحديد مصدرها بدقة.

وتمكن العلماء من تحديد مصدرها في مناطق محددة من جرينلاند، وهذا أول دليل مباشر على أن الجبال الجليدية تحمل أحجارًا غرينلاندية كبيرة إلى أيسلندا.

وحقيقة أن الصخور تأتي من جميع المناطق الجيولوجية تقريبًا في جرينلاند تُقدم دليلًا على أصولها الجليدية.

ومع تحرك الأنهار الجليدية، تُؤدي إلى تآكل المشهد الطبيعي، فتُفتت الصخور من مناطق مختلفة وتحملها معها، مُشكّلةً مزيجًا فوضويًا ومتنوعًا، ينتهي به المطاف عالقًا داخل الجليد.

وقال العلماء إن الدراسة أظهرت أن الصخور "المُشكّلة بالجليد" قد ترسبت على الأرجح خلال القرن السابع، يتزامن هذا التوقيت مع حادثة رئيسية معروفة من ظاهرة التجديف بالجليد، حيث تنفصل قطع ضخمة من الجليد عن الأنهار الجليدية، وتنجرف عبر المحيط، وتذوب في النهاية، مُبعثةً الحطام على طول الشواطئ البعيدة.

وما نراه هو مثال قوي على مدى ترابط النظام المناخي، فعندما تنمو الأنهار الجليدية، تتفتت الجبال الجليدية، وتتحرك تيارات المحيطات، وتتغير المناظر الطبيعية، وربما كان نشاط الجبال الجليدية الناتج عن المناخ أحد الآثار المتتالية العديدة للتبريد السريع.