< على الهواري يكتب: أحدث وأخطر دراسة عن العلاقة بين القبائل
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

على الهواري يكتب: أحدث وأخطر دراسة عن العلاقة بين القبائل

على الهواري يكتب:
على الهواري يكتب: أنا هواري.. هل أنا عنصري؟

• أحدث وأخطر دراسة تعالج العلاقة بين القبائل 
• على كل قبيلة أن تحترم عادات وتقاليد القبائل الأخرى..عاداتك وتقاليدك تخصك
• «الإسلام يجمعنا.. والعصبية تفرقنا»..الشعار الذي يجب أن يحكم العلاقة بين القبائل
•  الدراسة تجيب عن تساؤل رئيسي هو: ما علاقة الانتماء للقبيلة بالتعصب؟ 
• مطلوب التخلص من الإرث القديم «الحقد والكراهية والرغبة في الانتقام».
• يجب الحفاظ على قنوات التواصل بين القبائل «المناسبات الاجتماعية»
 

أعد الدراسة: على الهواري 

                             مقدمـة الدراسة
يخلط الكثير من الناس بين القبيلة ككيان اجتماعي وبين سلوك أو تصرفات المنتسبين أو المنتمين لها، مثلما يخلط البعض بين الإسلام وبين تصرفات المسلمين، حتى أن البعض طالب في الفترة الأخيرة بتوحيد القبائل وإعادة النظر في بعض العادات والتقاليد الخاصة بها مثل عدم زواج البنت خارج القبيلة، بدعوي أنها تمثل عامل تفرقة بين القبائل وتنتقص من قدر القبائل الأخرى، متهما المنتمين لهذه القبائل بالعنصرية والعصبية القبلية والعودة للجاهلية الأولى.. هذا الطرح أثار الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام، والتي رأيت أنه من واجبي الديني والأخلاقي والاجتماعي أن أبحث لها عن إجابة، بصفتي باحثا في الظواهر السياسية والاجتماعية وتفسيرها.  
                             الأسئلة والمحاور
• هل الانتماء للقبيلة مخالف للإسلام؟ 
• هل الانتماء للقبيلة عنصرية؟
• هل العادات والتقاليد «الخصوصية» عامل تفرقة؟
• هل أحاديث العصبية القبلية تحرم الانتماء للقبيلة؟
•  ما هو المرفوض في العلاقة بين القبائل؟
• هل الانتماء للقبيلة مخالف للقانون؟
• هل يمكن دمج القبائل أو توحدها؟
• هل التعصب للقبيلة هو المرفوض فقط؟
• أنا وأخوي على ابن عمي،وأنا وابن عمي على الغريب.. ما مدى صحة هذه المقولة؟
• كيغ نظم الدستور العلاقة بين المصريين؟
• كيف نتعامل مع العصبية القبلية؟
• كيف يجب أن تكون العلاقة بين القبائل؟
                   هل الانتماء للقبيلة مخالف للإسلام؟
1. لا بد من التفرقة بين شيئين، القبيلة ككيان اجتماعي، وبين سلوك المنتسبين لها، فالانتماء للقبيلة ككيان اجتماعي ليس محرما أو مجرما أو منهى عنه أو مذموما، ولكن المذموم أو المحرم أو المنهي عنه هو التعصب الأعمي للقبيلة في الحق والباطل، ونظرة المنتسبين لها للأخر نظرة عنصرية أو نظرة استعلاء أو تكبر أو احتقار أو نظرو دونية أو التقليل من شأنه.
2. والنبي صلى الله عليه وسلم أثنى على بعض القبائل، لما فيهم من خصال الإيمان والخير، ومكارم الأخلاق. ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قريش، والأنصار، وجهينة، ومزينة، وأسلم، وأشجع، وغفار موالي، ليس لهم مولى دون الله ورسوله... والنبي صلى الله عليه وسلم كان ينتمى إلى قبيلة بني هاشم، ورغم ذلك لم يعطي لهم صك على بياض.. فقال صلى الله عليه وسلم «يا معشر بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار. يا معشر بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار. يا فاطمة بنت محمد، أنقذي نفسك من النار، فإني - والله - ما أملك لكم من الله شيئا. 
3. يقول العلماء: القبلية بصفة عامة لا تُذمُّ فهي قدرٌ كونيٌّ، فالله تعالى هكذا خلق عبادَه شعوبًا وقبائل، كما قال الله تعالى: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».
4. ويقول بعض العلماء: وأما حبك لقبيلتك لقرابتها، أو لأهل بلدك لجوارهم، فلا مانع منه، وإنما يمنع التعصب الجاهلي المذموم، كما قال شيخ الإسلام: المحظور من ذلك إنما هو تعصب الرجل لطائفته مطلقًا، فأما نصرها بالحق من غير عدوان فحسن واجب، أو مستحب.
5. وقد بين الله جل وعلا في محكم كتابه: أن الحكمة في جعله بني آدم شعوبا وقبائل، هي التعارف فيما بينهم. وليست هي أن يتعصب كل شعب على غيره.
هل أحاديث العصبية القبلية تحرم الانتماء للقبيلة؟
• «دعوها فإنها منتنة».. عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ !! وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ !!.. فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ...فَقَالَ: دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ... فذم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وجعله من دعوى الجاهلية؛ لأن مقتضاه أن ينصر الأنصاري أخاه الأنصاري ولو كان مبطلا، وأن ينصر المهاجر أخاه المهاجر ولو كان مبطلا أيضا، وإنما شأن المؤمن أن يقف مع الحق، وأن ينصر المظلوم برفع الظلم عنه، وينصر الظالم بحجزه ومنعه عن الظلم، لا يفرق بين من كان من قومه أو من خارج قومه؛ إذ الجميع يشملهم وصف الإيمان والإسلام.
ومعنى دعوها هنا: أي العصبية وليست القبيلة. 
• عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ. وهو حديث ضعيف كما قال الألباني في ضعيف أبي داود.
قال العلماء: " لَيْسَ مِنَّا: أَيْ لَيْسَ مِنْ أَهْل مِلَّتنَا مَنْ دَعَا: أَيْ النَّاس إِلَى عَصَبِيَّة: قَالَ الْمَنَاوِيُّ: أَيْ مَنْ يَدْعُو النَّاس إِلَى الِاجْتِمَاع عَلَى عَصَبِيَّة وَهِيَ مُعَاوَنَة الظَّالِم. وَقَالَ الْقَارِي: أَيْ إِلَى اِجْتِمَاع عَصَبِيَّة فِي مُعَاوَنَة ظَالِم..
إذا هنا المذموم هو الفعل وليس الانتماء للقبيلة، وهو نصرة الشخص بالباطل وليس بالحق، وهذا الفعل مخالف للإسلام.. عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.
الأحاديث المذكورة يدور معناها على ذم التعصب لأحد بالباطل، كالتعصب للقوم والقبيلة والبلد، بحيث يقف مع قومه أو قبيلته أو أهل بلده ضد من نازعهم، سواء كانوا على الحق أو على الباطل.
                         هل الانتماء للقبيلة عنصرية؟
• القبيلة كيان اعتباري، مثل الدولة أو الشركة أو المؤسسة أو الأسرة أو العائلة، وبالتالي الانتماء للقبيلة في حد ذاته ليست عنصرية، كما ذكرنا، لكن العنصرية هي الأفعال التي تصدر من المنتسبين للقبيلة.
• لو اعتبرنا أن الانتماء للقبيلة عنصرية، يكون الانتماء للأسرة عنصرية، والانتماء للعائلة عنصرية، والانتماء للدولة عنصرية؟ وانتماء الدولة للنظام الدولي عنصرية.. وهذا غير حقيقي ومنافي للعلم والمنطق والتاريخ وحتى الفطرة الإنسانية.
• لا يجوز التعميم.. الحكم يكون على الفرد وليس على القبيلة بأكملها.

            هل العادات والتقاليد «الخصوصية» عامل تفرقة؟
• الحديث هنا ليس عن صحة أو عدم صحة هذه العادات والتقاليد، لكن هل هي تضر بالأخر أم لا؟.. مثلا هناك الكثير من القبائل لا تزوج البنات خارج القبيلة.. بغض النظر عن صحة أوعدم صحة ذلك فيجب على القبائل الأخرى أن تحترم هذه العادات والتقاليد.. لأنها لن تضرها في شئ.. ولا تعتبرها نوع من العنصرية أو التفرقة أو عدم الاحترام. 
• على كل قبيلة أن تحترم عادات وتقاليد القبيلة الأخرى، وتعتبرها نوع من الخصوصية، وليست تقليل من قيمتها أو مكانتها أو إنسانيتها.
• على كل قبيلة أن تتخلص من عقدة النقص التي تشعر بها ناحية القبائل الأخرى.
• يمكن أن تكون هذه العادات والتقاليد عامل تقارب وليس عامل تفرقة.
هل يمكن دمج القبائل أو توحدها؟
• الاختلاف بين البشر من سنن الله تعالى في خلقه.. قال تعالى «وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰۖ وَلَا یَزَالُونَ مُخۡتَلِفِینَ».
• يقول ابن القيم « ووقوع الاختلاف بين الناس أمرٌ ضروريٌّ لا بد منه؛ لِتفاوُتِ إراداتهم وأفهامهم وقوى إدراكهم، ولكن المذموم بَغْيُ بعضهم على بعضٍ وعدوانه، وإلَّا فإذا كان الاختلافُ على وجهٍ لا يُؤدي إلى التباين والتحزب، وكلٌّ من المختلفين قصده طاعة الله ورسوله، لم يضر ذلك الاختلاف، فإنه أمرٌ لا بد منه في النشأة الإنسانية.
• قد نختلف في الأديان في الأفكار في نمط الحياة في المواهب والكلمات والمعاني وحتى اللهجات والدول لكن هناك رابط أشمل يربطنا دائما هو الرابط الإنساني، فلنجعل من الاختلاف جسر لتكامل والتواصل ونلغى كل باب للصراعات، نحن خلقنا من أجل المحبة والتسامح ولم نخلق يوما من أجل التباغض حتى أن الرسول ﷺ قال: "إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا"، وقال أيضا ﷺ: "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا". فلنتعلم أن نزرع الحب والاحترام لنبني علاقات إنسانية متواصلة عوضا أن نستمر في هاته الصراعات لا متناهية، قد أختلف معك وتختلف معي لكن يمكننا أن نكون أصدقاء ونتقاسم هذا الوجود بالمحبة والاحترام.. منقول من فرهان طايع «مدونة».
                 العلاقة بين القبائل.. كيف يجب أن تكون؟
العلاقة بين القبائل، لا سيما وأنها كلها قبائل مسلمة يجب أن تقوم على الأتي حسب تعاليم الإسلام:
• التسامح: التسامح من السمات الأخلاقية المهمة للإسلام، فقد حرَص الإسلام على توجيه أتباعه للتخلُّق بخلق التسامح، وحثهم على اللين والرفق والعفو، سواء فيما بين المسلمين أم مع غيرهم؛ قال تعالى لرسوله الكريم عن «وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ»، وقال أيضًا: «وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ». وأبلغ ما وجَّه الإسلامُ المسلمين إليه هو التسامح مع غير المسلمين، وإذا كان التوجيه بالتسامح مع غير المسلمين، فمع المسلمين فيما بينهم أوْلى وأثبت، بحيث يكون منهج حياة وسلوكًا عامًّا يسلكه المسلمون في معيشتهم وعلاقاتهم الاجتماعية، لقد قرر القرآن الكريم مبدأ التعايش بالبر والإحسان مع من لا يُقاتل المسلمين أو يُعاديهم، وأن ذلك من باب القسط أو العدل الذي يحب الله من يتصف به؛ قال تعالى: «لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ»، والتسامح في الإسلام لا يعني الضعف والهوان. 
• الإخوة الدينية: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة".
• الإخوة الإنسانية: وهنا نذكر بوثيقة «الإخوة الإنسانية» التي أصدرها وتبناها الأزهر الشريف، والتي تنص في مقدمتها على: « يحملُ الإيمانُ المؤمنَ على أن يَرَى في الآخَر أخًا له، عليه أن يُؤازرَه ويُحبَّه. وانطلاقًا من الإيمان بالله الذي خَلَقَ الناسَ جميعًا وخَلَقَ الكونَ والخلائقَ وساوَى بينَهم برحمتِه، فإنَّ المؤمنَ مَدعُوٌّ للتعبيرِ عن هذه الأُخوَّةِ الإنسانيَّةِ بالاعتناءِ بالخَلِيقةِ وبالكَوْنِ كُلِّه، وبتقديمِ العَوْنِ لكُلِّ إنسانٍ، لا سيَّما الضُّعفاءِ منهم والأشخاصِ الأكثرِ حاجَةً وعَوَزًا».. وتضيف الوثيقة « القناعةُ الراسخةُ بأنَّ التعاليمَ الصحيحةَ للأديانِ تَدعُو إلى التمسُّك بقِيَمِ السلام وإعلاءِ قِيَمِ التعارُّفِ المُتبادَلِ والأُخُوَّةِ الإنسانيَّةِ والعَيْشِ المشترَكِ، وتكريس الحِكْمَةِ والعَدْلِ والإحسانِ، وإيقاظِ نَزْعَةِ التديُّن لدى النَّشْءِ والشبابِ؛ لحمايةِ الأجيالِ الجديدةِ من سَيْطَرَةِ الفكرِ المادِّيِّ، ومن خَطَرِ سِياساتِ التربُّح الأعمى واللامُبالاةِ القائمةِ على قانونِ القُوَّةِ لا على قُوَّةِ القانونِ».
• التعاون على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان، يقول تعالى « وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ».
• الألفة في التعامل.. يقول تعالى « وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا».
• التكافل بين المسلمين.. يقول صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَثَل المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمِهم، كمثلِ الجسَد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهر والحمَّى»؛ رواه البخاري، ومسلم.. ويقول صلى الله عليه وسلم «المؤمنُ للمؤمنِ كالبُنيان، يَشُدُّ بعضُه بعضًا»؛ رواه البخاري، ومسلم... ويقول صلى الله عليه وسلم «لا يؤمِن أحدُكم؛ حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه))؛ رواه البخاري.
• التواضع حتى مع غير المسلم.. التواضع من الأخلاق الفاضلة التي تسمو بها النفس، وتصلح بها علاقات الناس، وتبعث على المحبة والتآلف بينهم...التواضع هو: لين المعاملة، وعدم التكبر والتعالي على الناس... وقد حرص القرآن الكريم على بيان فضل التواضع، ومدح من يتحلى به؛ فقال تعالى: «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا»، وقال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: «وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ»، وذكر أن الآخرة لهؤلاء الذين لا يريدون عُلُوًّا في الأرض ولا فسادًا؛ فقال جلَّ شأنه: «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»، وحذَّرَ من عاقبة التكبُّر والبغي؛ فقال: «كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ».
• نبذ العنصرية.. العنصرية هي التمييز بين الناس على أساس عنصرهم أو أصلهم أو لونهم... أو جهتهم.. ومعاملتهم على ذلك الأساس... والعنصري هو الذي يفضل عنصره على غيره من عناصر البشر ويتعصب له، وأول من نادى بها هو إبليس عليه لعنة الله تعالى حيث قال: أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ... من آثار الجاهلية الأولى التي قضى عليها الإسلام وحذر من التفاخر بها والتعامل على أساسها، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أذهب عنكم عُبِيَّة الجاهلية وفخرها بالآباء.... أنتم بنو آدم وآدم من تراب... رواه أبو داود وحسنه الألباني.
• نبذ البغض والكراهية.. عن أبي هريرة قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: لا تَحاسدُوا، وَلا تناجشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ رواه مسلم.
• وقد قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ في حجة الوداع: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى. رواه أحمد وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
• والمشروع في الانتساب للقبيلة هو التعريف لا الفخر والبغي على الغير بنسبه وقبيلته، فهذه كلها من أعمال الجاهلية، ولقد صدق من قال:
 لعَمْرُكَ ما الإنسانُ إلا بدِينهِ * فلا تَتْرُكِ التقوى اتِّكالًا على النسب
 فقد رَفَعَ الإسلام سلمانَ فارسٍ * وقد وَضَعَ الشركُ الشريف أبا لهب
• والإسلام لم ينظم العلاقة بين المسلم والمسلم فقط، بل نظم العلاقة بين المسلم وغيره من أصحاب الأديان الأخرى، يقول الإمام علي عليه السلام: «الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الإنسانية»، ولم يقبل الإسلام علاقة السيطرة والظلم واحتقار الآخر مهما كانت عقيدته أو دينه، بل أمر بالإحسان والبر والقسط لكل البشر.
• يقول تعالى »لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ».
• خصوصية العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في القرآن..قال تعالى « لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ».. وأكد المستشار محمد عبدالسلام الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، أن العلاقات بين الإسلام والمسيحية قديمة، وبدأت مع نشوء الإسلام، ومثلت نموذجًا فريدًا للتعايش والمواطنة بين أبناء الديانتين، ومنذ ذلك الحين أصبح الاندماج والتمازج هما السمة المميزة للعلاقات بين المسلمين والمسيحيين في منطقتنا العربية.
• ويقول الرسول الله صلى الله عليه وَآله وسلم: «مَنْ ظَلَمَ مُعَاهَدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه أبو داود.
                   ما مدى صحة هذا المثل الشعبي؟
• المثل الشعبي «أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب»..هذه مقولة جاهلية الإسلام منها بريء، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا"، فقال الصحابة: يا رسول الله، هذا ننصره مظلومًا فكيف ننصره ظالما؟ قال: «تَكُفُّهُ عَنِ الظُّلْمِ؛ فَذَاكَ نَصْرُكَ إِيَّاهُ» صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

                      ما المرفوض في العلاقة بين القبائل؟
• العنصرية
• الاستعلاء 
• التعصب الأعمي
• الاحتقار والنظرة الدونية
• الحط من الشأن
• التناصر بالباطل 
• عدم التسامح 
                كيف نظم الدستور العلاقة بين المصريين؟
في العصر الحديث.. ولأن كل القبائل الموجودة في مصر حاليا هي قبائل عربية مسلمة، فالدراسة هنا تنصب حول هذه القبائل، وليس للإخوة المسيحيين أو غيرهم من أصحاب الأديان الأخرى علاقة بها، نحن الأن نعيش في دولة مدنية تقوم على المواطنة لا فرق فيها بين مسلم ومسيحي ويهودي وحتى ملحد، الكل أمام القانون والدستور سواء.. العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وغيرهم في مصر يحكمها الدستور والقانون.. وهي قائمة على المواطنة.. المادة رقم «1» من الدستور المصري تنص على «جمهورية مصر العربية دولة ذات سيادة، موحدة لا تقبل التجزئة، ولا ينزل عن شيء منها، نظامها جمهوري ديمقراطي، يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون...كما تنص المادة رقم «3» من الدستور على «مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود المصدر الرئيسي للتشريعات المنظمة لأحوالهم الشخصية، وشئونهم الدينية، واختيار قياداتهم الروحية»....وتنص المادة رقم «4» من الدستور على «السيادة للشعب وحده، يمارسها ويحميها، وهو مصدر السلطات، ويصون وحدته الوطنية التي تقوم على مبادئ المساواة والعدل وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين، وذلك على الوجه المبين في الدستور»...أما المادة 53 من الدستور فتنص على «المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الاجتماعي، أو الانتماء السياسي أو الجغرافي، أو لأي سبب آخر. التمييز والحض على الكراهية جريمة، يعاقب عليها القانون. تلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على كافة أشكال التمييز، وينظم القانون إنشاء مفوضية مستقلة لهذا الغرض».
                     هل الانتماء للقبيلة مخالف للقانون؟
• القبيلة في مصر كيان اجتماعي معترف به من قبل الدولة.. والدولة هي التي شكلت ما يسمى «اتحاد القبائل العربية».. وحسبما جاء في مسودة تأسيس الاتحاد «اتحاد القبائل والعائلات المصرية هو كيان وطني يضم تحت مظلته مختلف القبائل والعائلات المصرية، بهدف خلق منصة شاملة للتواصل والتعاون وتعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية بين أفراد المجتمع. تأسس الاتحاد على مبادئ الوحدة والتكامل، ليكون جسرًا يربط بين كافة أطياف الشعب المصري، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي العريق الذي يجسد هوية القبائل المصرية». 
• وعبر التاريخ لعبت الكثير من القبائل دورا وطنيا في دعم واستقرار الدولة المصرية والدفاع عنها وحمايتها...يقول الكاتب الصحفي جمال حسين في صحيفة الوطن المصرية: «تاريخ طويل من النضال والوطنية والفداء سطره التاريخ بأحرف من نور لأبناء القبائل العربية فى كافة محافظاتنا الحدودية الشرقية والغربية والجنوبية.. بطولات رائعة سجلها التاريخ لأبناء سيناء الذين كانوا فى مقدمة الصفوف مع أبطال قواتنا المسلحة الباسلة خلال كل الحروب التى شهدتها أرض الفيروز إبان حرب الاستنزاف، وخلال حرب أكتوبر المجيدة وخلال الحرب الشرسة ضد الإرهاب والآن يشاركون بكل قوة فى معركة التعمير والبناء والتنمية التى يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسى».
• التاريخ تحدث عن الدور الوطني والبطولي لجد قبيلة هوارة الكبير «شيخ العرب همام» في مسلسل حمل اسمه، والتي تدور أحداثه حول شيخ العرب همام بن يوسف، كبير قبيلة الهوارة، وهو الرجل الذي يملك الأراضي من المنيا إلى أسوان، وتتناول الأحداث الصراعات بين القبائل فى صعيد مصر، وتتطرق لقدرات الزعامة لدى الشيخ همام والذي استطاع جمع قبائل الصعيد تحت لواءه، بالإضافة لعلاقته بدولة المماليك.
• كما لعبت القبائل العربية في سيناء دورا كبيرا في الحروب التي خاضتها الدولة المصرية  ضد الاحتلال الإسرائيلي، بدأ من حرب 1948، مرورا بحروب، 1956 وحرب الاستنزاف، وحرب 1967، وحرب 1973، كما لعبت دورا وطنيا حاسما في الحرب على الإرهاب ضد الجماعات الدينية المتطرفة، والتي كانت تسعى إلى فصل سيناء عن مصر، وإقامة ولاية إسلامية.
          هل العنصرية والعصبية موجودة بين القبائل فقط؟
إذا كان هناك عنصرية وعصبية فهي ليست قاصرة على العلاقة بين القبائل فقط، فالعنصرية والعصبية موجودة حتى داخل الكيانات أو الوحدات الاجتماعية المكونة للقبيلة.
• العصبية والعنصرية موجودة داخل القبيلة الواحدة: القبيلة تتكون من عدد من البلدان والقرى والنجوع، الكثير من البلدان المكونة للقبيلة تنظر لبعضها نظرة عنصرية واستعلائية، فهناك بلدان داخل القبيلة نفسها ترى نفسها أنها الأفضل والأعراق والأجدر والأحق بالمناصب والقيادة والزعامة من البلدان الأخرى، حتى أن هناك بعض البلدان داخل القبيلة نفسها لا تزوج بناتها للبلدان الأخرى داخل نفس القبيلة.
• العنصرية والعصبية موجودة حتى داخل البلدة الواحدة: البلدة تتكون من عائلات، هناك عائلات داخل نفس البلدة تنظر للعائلات الأخرة نظرة عنصرية واستعلائية ودونية وترى في نفسها أنها الأعرق والأفضل والأحق بالمناصب والقيادة من العائلات الأخرى.
• العنصرية والعصبية موجودة حتى داخل العائلة الواحدة: العائلة تتكون من مجموعة من الأسر، بعض هذه الأسر تنظر للأسر الأخرى داخل نفس العائلة نظرة عنصرية واستعلائية ودونية وترى في نفسها أنها الأعرق والأفضل والأحق بالمناصب والقيادة من الأسر الأخرى.
•   العنصرية والعصبية موجودة حتى داخل الأسرة الواحدة: الأسرة تتكون من مجموعة من الأفراد، بعض هؤلاء الأفراد ينظر لنفسه أنه الأفضل والأحق بالمناصب والقيادة والزعامة من باقي أفراد الأسرة.
• بالإضافة إلى ذلك، هناك أنواع أخرى كثيرة من التعصب منها:
1. التعصب القومي أو العرقي: يتمثّل التعصب الفكري بمحاولة إلزام الآخرين بفكرة لا يقبلوها سواء كانت الفكرة في رأي أو قول، مما يجعل الإنسان يبحث عن تبريرات ليقنع نفسه أنه من يملك الحقيقة المطلقة مهما كانت مخالفة للمصالح الإنسانية والعقل والعدل، وربما قد تكون هذه الفكرة غير منطقية، فيكون الشخص المتعصب فكريًا منغلق الذهن ومحتفظ بمعتقداته دون الحاجة لتبريرها بشكلٍ كافٍ وعلى حساب معرفة الحقيقة، وغير مستعد لمنح معتقدات وأفكار الآخرين فرصة.
2. التعصب الرياضي: التعصب الرياضي هو الحب المطلق أو الكره المطلق لفريق ما أو رياضة معينة، حيث يكون الشخص المتعصب رياضيًا متحيزًا ومحبًا لفريقه حب مبالغ فيه، ولديه احساس بالعداوة تجاه الفرق الأخرى، وقد يؤدي مثل هذا النوع من التعصب إلى مشكلات صحية ونفسية أبرزها الانفعال والغضب والسلوك العنيف وسوء التعامل مع الآخرين في الحياة الشخصية والعملية، بدلًا من التشجيع المرتبط بالترفيه وأن اللعب مجرد رياضة فيها الفائز والخاسر.
3. التعصب الديني أو الطائفي: يعرف التعصب الديني بأنه التمييز على أساس الدين، أي تمسك الشخص المتعصب برأيه الذي يعتبر غير صحيح، والعمل على نشره وعدم تصحيحه، وعدم سماع أي رأي آخر يكون ضد معتقدات أو أفكار الشخص المتعصب وهذا يؤدي إلى مشاكل عديدة وكثيرة في المجتمع، ويطلق عليه أيضا التطرف أو التشدد الديني.
4. التعصب الحزبي: وهو التعصب للفئة أو الحزب، أو الجماعة التي ينتسب إليها الفرد، والولاء والانتصار لها دون غيرها سواء بالحق أو الباطل  . 
5. التعصب الفكري: وهو الانغلاق على التفكير بصفة أحادية وإلغاء الرأي الآخر ورفض الاعتراف به وتقبله واحترامه أو الحوار معه، وهو ما ينافي المبدأ الذي يقرّ بالتنوع وتعدد الآراء، ومصادرة حق الآخر في التفكير أو الرأي.
6. التعصب السياسي: يتمثل التعصب السياسي في تمسك الفرد بحزب أو جماعة سياسية معينة حيث يسعى بشتى السبل المتطرفة ليحقق هدف هذا الحزب أو الجماعة وقمع كل من يحاول التعبير عن رأي هذا الحزب أو الجماعة، وقد يكون لهذا النوع من التعصب أثر كبير في فتك المجتمعات وتدميرها. 
                       كيف نواجه العصبية القبلية؟
• يجب أن يكون شعارنا الفترة القادمة هو « الإسلام يجمعنا.. والعصبية تفرقنا». 
• التخلص من الإرث القديم «الحقد والكراهية والانتقام».
• الحفاظ على قنوات التواصل بين القبائل «النصبة أو واجبات العزاء – المناسبات الاجتماعية».. لتنفبذ قول الله تعالى « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ».
• احترام كل قبيلة عادات وتقاليد «خصوصية»  القبائل الأخرى.
• حملات التثقيف والتنوير والتوعية بنشر ثقافة التسامح ونبذ العنصرية والعصبية القبلية.
• حل المشكلات بين القبائل بالطريق السلمية والقانونية.
• تطبيق حديث «أنصر آخالك ظالما أو مظلوما».
• عدم التوظيف السياسي للقبيلة.. وهنا لا أقصد التوظيف السياسي للقبائل من جانب الدولة، ولكن من جانب القبائل نفسها والمنتمين لها، فكل القبائل بلا استثناء تختار المرشحين للمجالس النيابية على أساس قبلي بغض النظر عن الكفاءة العلمية أو العملية، مما يؤدي إلى وصول عديمي الكفاءة والعلم إلى المجالس النيابية، مما يؤثر بالسلب على تقديم الخدمات للمواطنين، كما يؤثر بالسلب على كفاءة عمل المجالس النيابية نفسها.. كما أن التوظيف السياسي للقبائل من جانب المنتسبين لها يؤدي إلى تأجيج الصراعات بينها.
• أوجد الله الشعوب والقبائل للتعارف والتآلف بين البشر، لا للتنازع والتخالف.
                                  الخـلاصــة
الدراسة انتهت بالتوصل إلى النتائج التالية: 
• أن العنصرية والعصبية ليست قاصرة على القبائل فقط، ولكنها مرض اجتماعي خطير، وظاهرة قديمة حديثة ترتبط فيها الكثير من المفاهيم مثل التميز العنصري والديني والجنس واللون.
• التعصب مرض اجتماعي يولد الكراهية والعداوة في العلاقات الاجتماعية والشخصية ويعد ظاهرة مركبة ومعقدة، وأسباب نشأتها متعددة ومتنوعة، فلا تتحدد بظاهرة نفسية فردية فحسب، بل قد يكون مرجعها إلى أسباب فكرية أو نفسية أو سياسية أو اجتماعية.
• العصبية مرض خطيرً يورث الكراهية، وينبت العداوة، ويمزق العلاقات، ويزرع الضغائن، ويفرق الجماعات، ويهدد الاستقرار، وينشر القطيعة، وهو مرض كريه، يبني جدارًا صلبًا بين المبتلى به وبين الآخرين، ويمنع التفاهم، ويغلق باب الحوار، ويعمم في الأحكام، ويزدري المخالف.
• التعصب ظاهرة اجتماعية شديدة الخطورة، وخاصة عندما تتخذ أشكالًا عدوانية عنيفة، وتتنوع أشكال هذه الظاهرة، وتختلف صورها داخل المجتمعات حسب طبيعة كل مجتمع ونظامه وقد يرتبط بعضها ببعض، فهناك من يتعصب لقبيلته أو لحزبه أو لفكرته، أو لجماعته.
• يقول العلماء: التعصب غُلُوٌّ في الأشخاص، وفي الأُسَر، وفي المذاهب، وفي القوم، والقبيلة، وفي الطائفة، وفي المنطقة، وفي الفكر، وفي الثقافة، وفي الإعلام، وفي الرياضة، وفي كل شأن اجتماعي.. ومن هنا فمن أجل علاج التعصب لا بد من تقرير المساواة بين الناس، ونشر ثقافة الحوار والتعايش وقَبول الآخر، والمحبة.
• يؤكد الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الشريف الأسبق أن الإسلام حذر من التعصب الأعمى، لما له من أثار سيئة مدمرة كإثارة الفتن، وغرس الحقد والكراهية، وسفك الدماء بين الناس.
• ويحذر العلماء من عواقب التعصب بجميع أشكاله وصوره، لما له من آثار سلبية على الفرد والمجتمع، حيث يدفع صاحبه إلى سلوكيات غير مقبولة تتنافى مع الفضيلة.