رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الدكتور محمد حمزة يتسائل: ماذا بعد اللجنة التي شكلها الوزير بشأن المقابر أسفل جبل المقطم

النبأ

قام السيد الوزير مشكور بتشكيل لجنة لإعداد دراسة كاملة ووضع تصور كامل حول المقابر  أسفل جبل المقطم في يوم الاثنين18 مارس الجاري2024 م من  أجل تطويرها؛ ويوم الخميس 21 مارس الجاري 2024 م نشر (لأول مرة الحكومة تسمح للقطاع الخاص بالدخول  في مشروع تطوير القاهرة   التاريخية؛ وإنشاء كيان مؤسسي لإدارة المناطق التاريخية والأثرية   وتيسير إجراءات استخراج التراخيص اللازمة للمستثمرين الراغبين في الاستثمار في مناطق القاهرة التاريخية التي يقوم صندوق التنمية الحضرية برئاسة المهندس خالد صديق بتنفيذ مشروع إعادة إحياء القاهرة التاريخية).

وبعد نشر هذا الخبر  قام التربية بمطالبة الأهالي بنقل الرفات من مقابر باب النصر شفاهة بطبيعة الحال؛ كما تم وضع علامات إزالة بمقابر الإمام الشافعي أسفل جبل المقطم فماذا يعني ذلك؛ وهل  كان هناك تنسيق بين رئاسة الوزراء ووزير السياحة والآثار والمحافظة وإدارة الجبانات بها؛ أم لم يحدث مثل هذا التنسيق أصلا؛؛  وبالتالي كيف نفسر صدور قرار الوزير بتشكيل اللجنة المشار إليها برئاسة د جمال  عبد الرحيم أستاذ الفنون الإسلامية بجامعة القاهرة وعضو  اللجنة الدائمة   بالمجلس الأعلى للآثار وصاحب المواقف السابقة المعروفة والمنشورة حول ما يجري بالمقابر.

وفي نفس الوقت تم تعيين رئيس جديد لقطاع الآثار الإسلامية بالمجلس وهو د جمال مصطفى ونتمنى له التوفيق؛ كما أن  الأمين العام الجديد  وهو د محمد إسماعيل سوف يمارس مهامه وسلطاته ونتمنى له التوفيق؛ وبالتالي كيف سيكون موقف هؤلاء الثلاثة الأمين العام ورئيس قطاع الآثار الإسلامية ورئيس اللجنة من قرار السيد  رئيس الوزراء بالسماح للقطاع الخاص بالدخول في تطوير القاهرة التاريخية وكيف سيتم التنسيق؛ وما هي الرؤية المستقبلية لمنطقة القرافة المسجلة ضمن  القاهرة التاريخية على قائمة التراث العالمي باليونسكو منذ عام1979 م وعلى قائمة التراث الإسلامي بالأيسيسكو منذ عام2019، وهل سيكون لهم موقف قوي وصارم انطلاقا من الدستور والقانون بصفة عامة ونصرة السيد الرئيس للمواقع الأثرية والتراثية وتوجيهات  سيادته بشأنها منذ يوليو2021م،  وحتى الآن كما أشرنا إلى ذلك في مقالات سابقة بصفة خاصة
أم سيكون موقفهم هو نفس موقف السادة الأمين العام السابق وكل من رئيسي قطاع الآثار  الإسلامية السابق والأسبق وكذلك رئيس اللجنة نفسه بخصوص المسجل وغير المسجل طبقا للقانون المعيب والذي ناشدنا السيد الرئيس  باستصدار قانون جديد موحد للآثار والتراث في مصر بدلا من القوانين الأربعة الحالية حتى لا يتفرق دم الآثار بين القبائل المختلفة أي المحافظة والوزارات  والإدارات المختلفة وهو ما أبرزناه  في مقالات سابقة.

نأمل من الإدارة الجديدة ورئيس اللجنة المشكلة تطبيق القانون والدستور  وتوجيهات  السيد الرئيس بالجمع بين الأصالة والمعاصرة؛ وأن نكون في مستوى مصريتنا بالنسبة   للذات وفي مستوى عصرنا بالنسبة لغيرنا  أو الأخر؛ فإن المقابر الأثرية والتراثية بقرافة القاهرة وجبانتها الرئيسة بمسمياتها المختلفة تعد كنزا حضاريا معماريا وفنيا في العالم  وليس في مصر وحدها وهي بمثابة وادي الملوك المصري الإسلامي  على غرار وادي الملوك والملكات  المصري القديم في الأقصر وكذلك هي مثل جبانة سقارة إحدى جبانات منف العشر الشهيرة وهي الجبانة   المصرية القديمة الوحيدة التي ظل الدفن فيها مستمرا طيلة العصور التاريخية المتعاقبة بل وخلال العصرين  اليوناني الروماني؛ وكذلك  قرافة القاهرة ظل الدفن فيها مستمرا منذ الفتح العربي الإسلامي في منتصف القرن السابع الميلادي وحتى يومنا هذا؛ وبالتالي هل نضحي بكل هذا ونفقده للا بد بحجة التطوير والتحديث مع أنه لا يجوز التفريط فيها والمحافظة عليها وعلى أصالتها وعلي نسيجها العمراني المتصل والمستمر  وعلى بيئتها العمرانية والبصرية وحرمها وخطوط تجميلها وموقعها الأثري المرتبط بتطور عواصم مصر الإسلامية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال والشمال الشرقي في نطاق القاهرة التاريخية بين النيل غربا وسفح المقطم  شرقا؛؛ فيأيها  المسؤلؤون عن الآثار والعمل الأثري  في مصر حافظوا على التراث المصري  والآثار المصرية الفريدة النادرة والحية منذ أقدم العصور وحتى الآن  فإن فقدناها أو فقدنا أجزاء منها تحت أي اعتبار واي مسمى فإننا  نكون قد فقدنا الكثير من مقومات  هويتنا ومن أركان شخصيتنا ودوائر تحركها في محيطها العربي في آسيا وافريقيا وكذلك في محيطها الافريقي  والعالمي.

والتطوير لا يعني إلغاء الماضي بل يجب الجمع بين القديم والجديد أو بين الأصالة والمعاصرة   وهذا هو عين توجيهات  القيادة السياسية؛ فلا تنسوا ذلك من أجل منصب زائل لا يدوم لأحد مهما طال الزمن؛ ولكن الآثار باقيية والتراث باق والتاريخ سيسجل كل  شيء ويكتبه إيجابا وسلبا ومواقف.
حفظ الله مصر أرضا وشعبا وهوية وقيادة وجيشا وشرطة وحكومة رشيدة وقوة ناعمة وعلماء وخبراء أو تاريخًا وأثارًا وحضارة وثقافة وتراثًا إلى أن يشاء الله وحتى يرث الأرض ومن عليها اللهم أمين يا رب العالمين.