لماذا اختار الله اللغة العربية؟
أجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر عن سؤال: "لماذا اختار الله اللغة العربية لتكون لغة القرآن؟"، موضحا أننا من خلال اللغة العربية نستطيع أن نقرأ كتاب الله تعالى قراءة صحيحة.
لماذا اختار الله اللغة العربية؟
وأوضح علي جمعة أنها مفتاح الكنز، وهي الأداة التي نبلغ بها فهم المراد. فهو قرآن عربي مبين، والقدح في أداته -اللغة العربية- هو قدح لا يخرج عن كونه قدحا في القرآن، فبها أُنزل وبها يُقرأ.
وأضاف: لقد كانت الأمة أمة أمية يحفظون ما يسمعون، ويضبطون، ولا يكتبون؛ فقرأوا، وكتبوا وأشهدوا بتوفيق الله. فالوحي (القرآن) نزل بلسان عربي مبين، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
ونبيه علي جمعة أن الذي بيننا وبينهم الوحي الذي أنزله الله من السماء على قلب رسوله المصطفى ونبيه المجتبى- صلى الله عليه وسلم-: ( رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو العَرْشِ يُلْقِى الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) [غافر:15]. والذي بيننا وبينهم هذا الكتاب الذي آمنا به وجعلوه وراءهم ظهريا. والذي بيننا وبينهم ما يوصل إلى فَهم هذا الوحي الشريف، وإلى الامتثال بأوامره ونواهيه، وإلى طلب الهداية منه.
يقـول ربنا- سبحانه وتعالى-: الر تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ المُبِينِ* إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ" [يوسف:1-3]. ويأخذ يقص علينا قصة يوسف.
وأردف: كان علماؤنا يجلسون في الأزهر الشريف، يعلمون القضاة، والمحامين، والمدافعين عن العدالة- من سورة يوسف؛ لأنها قد اشتملت على كل إجراءات القضاء وإقامة العدل والحكم بين الناس، على جميع المستويات التشريعي والقضائي والتنفيذي، وعلى جميع المراحل؛ من الشهادة والدعوة، والادعاء، والسماع.
كانوا يدرسون سورة يوسف لبيان ما يكتنف النفس البشرية، وأن النفس البشرية غابة متشابكة يصدر عنها الخير والشر، يصدر عنها الحسن والقبيح. فعن أَنَسٍ رضى الله عنه، أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُون) (رواه الترمذي في سنته). وبيان أن هذه الدنيا بما فيها من أكدار ليست مثالًا كاملًا، إنما هي واقع مر ينبغي أن يُغَيَّر إلى الأحسن وأن يُقاوم وأن تقاوم فيه الشهوات. يُدَرِّسون ويَدْرُسون من كلام الله جل جلاله ما يأخذون منه المبادئ لسير العدالة بين الناس.
وأبان: قد ختمت السورة ببيان أثر القصص القرآني علي المسلمين، يقول ربنا سبحانه وتعالى: "لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِى الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "[يوسف:111]. وأولوا الألباب هم المفكرون المتعقلون، الذين يتدبرون القرآن، ولا يخرون على آيات ربهم صمَّا وعميانًا. ولخص الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة وغيرها من آيات الكتاب المجيد أهداف القصص القرآني، فقال: "أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ" [الأنعام:90]، وقال:" إِنَّ هَذَا لَهُوَ القَصَصُ الحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ" [آل عمران:62]. فهو سبحانه وتعالى أنزل القصص الحق "فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ" [يونس:32]. وهذا القصص الحق الذي أنزله الله سبحانه وتعالى في الكتاب إنما يُفهم بلغة العرب.
وشدد أن القدح في اللغة العربية الذي نراه في الكتُب الرخيصة، وفي بعض المجلات السيارة وفي المؤتمرات المشبوهة وفي الاجتماعات الخائبة، هو في واقعه قدح في الأداة التي نفهم بها القرآن، الذي سوف يكون تصديقًا لما بين يديـه من الكتب السابقة. والذي سوف يكون تفصيل كل شيء يهم الإنسان في حياته وسعيه إلى الله، في حياته ومماته وحقيقة الكون، وأن هناك معادًا سنعود فيه إلى ربنا سبحانه وتعالى للحساب، ونحن نريـد أن نكون في رضـا الله إلى الجنة، نعوذ به من سخطه والنار. والذي سيكون هدي لأن بعده هو الضلال. والذي سيكون رحمة لأن بعده هو العذاب.. عذاب نراه في الدنيا من التخبط والمذلة والمهانة بسبب البعد عن كتاب الله ومبادئه وأوامره وسننه، وعذاب في الآخرة ينتظر الفاسقين.. ينتظر القوم الذين لا يؤمنون. فهو هدى للذين آمنوا ولأولي الألباب، أما القوم الذين لا يؤمنون فهو عليهم عمى.. أما القوم الذين لا يتقون فهم يطلبون أن يسدوا الطريق عن فهمه وأن يُنحّوه جانبًا.
يقول ربنا سبحانه وتعالى في آياتٍ وكأنها نزلت من أجل عصرنا الحالي ترد على أولئك المنافقين، وعلى هؤلاء الجاهلين إذا كانوا لا يعلمون. يقول ربنا سبحانه وتعالى: "حم * وَالْكِتَابِ المُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِى أُمِّ الكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ * أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ" [الزخرف: 1-5].
وقال علي جمعة إن هذا الذي يعادي الوحي يريد عدم التكليف، لا يريد الصلاة، والصيام، والحج، والزكاة، والذكر، والدعاء، لا يريد أن يلتزم بكل هذه القيود التي يراها شاقة على نفسه، ولا يريد أن يمنع نفسه عن الشهوات.. عن الزنى والكذب والنفاق..؛ فماذا يفعل حتى يُظْهِر نفسه بِكِبْرِه أنه خير الناس ؟! فلا يجد أمامه إلا نكران الوحي. ويقول ربنا جل في علاه لهذا الصنف من الناس: "سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِى لَهُمْ إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ" [القلم:44-45]. يضطر هذا المسكين أن ينكر وحي الله من أجل كبره الذي في الصدور، ولا غرابة..؛ فقد عرض الله الأمر على إبليس أنِ اسجُد مع الملائكة لكنه أبى وتكبر ورفض، "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ" [البقرة:34]. ويقول الله سبحانه وتعالى في شأن هؤلاء: لما تَمَكَّنَ الكبر من قلوبهم أبوا: "وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِى الأَوَّلِينَ * وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الأَوَّلِينَ * وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ العَزِيزُ العَلِيمُ" [الزخرف:6-9]. وكأن هذه الآيات نزلت في هؤلاء المستمعين الذين يريدون أن يقدحوا في العربية، فهم يؤمنون بالله ويكفرون بالوحي وربنا ينبهنا أنه أنزل الكتاب بالعربية لعلنا نعقل.
وشدد: أنزل الله سبحانه وتعالى الكتاب بالعربية على أقوامٍ من الأميين فدربت ذاكرتهم على الحفظ على مر العصور بصورةٍ لم يتدرب عليها أقوام آخرين؛ فكانت الفراعنة تكتب، والرومان يكتبون، وأهل الهند يكتبون، إلا العرب كانوا لا يقرءون ولا يكتبون بل كانوا يحفظون، أنزل الله الكتاب على أقوامٍ يحفظونه في صدورهم ويتهيئون لهذا أتم التهيؤ من قرون بعيدة -وكما يقول علماء الوراثة الآن- وهذه الوراثيات تزداد كل حين.. كل جيل، جيلا بعد جيل.. فأتى الوحي إلى أقوامٍ يحفظون ما يسمعون، ويضبطون من غير كتابة، إلا أنهم كتبوا أيضًا وأشهدوا على ما كتبوا حتى تمَّ الحفظ الذي وعد الله به عباده للكتاب الخاتم؛ فإذا كان هناك عهد قديم وعهد جديد فهناك عهد خاتم، والعهد الخاتم هو القرآن الكريم. هؤلاء لا يعرفون هذا المعنى: أن الرسل تسير في موكبٍ واحد..
ويتساءل أقوام لِمَ اختار الله العربية ؟!! فلا يعلم هؤلاء مدي عظمة اللغة العربية، وأنها لغة فيها من المميزات ما لا يوجد في لغةٍ سواها، لا تستطيع لغة أن تبقى على هذه المرونة والسعة إلى يوم الدين بدلالات ألفاظها وبمواطن الكلمات في الجملة المفيدة سوى العربية، ونكتشف هذا عندما نريد أن ننقل معاني القرآن الكريم إلى لغةٍ أخرى من لغات البشر. فترجمت تلك المعاني إلى أكثر من مائة وثلاثين لغة، كل هذه الترجمات عبر العصور من المؤمنين ومن الكافرين لم توفِّ القرآن حقه، ولم تنقل إلا وجهة نظر الكاتب والمترجم؛ لسعة العربية، ودقة معناها، وجمال جرسها، ولمردود الكلمة العربية على ذهن السامع الذي يعرف اللغة وهو مردود آخر غير كل لغات العالم، فما ظنك والقرآن كلام الله رب العالمين.
وقد تكاتفت اللجان على أن تترجم معانيه بحيث أن تنقل النص العربي إلى أي لغة كانت سواء استعملت من ألفاظ تلك اللغة المنقول إليها قديمها وحديثها، فلا يمكن أن يُنْقَلَ القرآن كما هو في العربية.. أبدا..! أليس هذا دليلًا على حكمة الله أن ينزله قرآنًا عربيًا ؟ وألا يكفي هذا عند قوم يؤمنون يريدون أن يستفيدوا من الكتاب وأن يستهدوا بهديه أن يهتموا بلغة العرب تدريسًا وفهمًا.. تعليمًا ونشرًا.
وإذا كان هذا سمت العربية في ذاتها.. فكيف بالنص القرآني في منطقه ورسمه، ولفظه ونظمه، وحلاوته ونغمه، وفعله في النفوس وأثره، وأوجه تحمله وثرائه، وحرفه وشكله، وتركيبه وبسطه، ومفاتحه وخواتمه، ومداخله ومخارجه.. وكيف بظاهره وباطنه.. وحدِّه ومطلعه، فعن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قـال: «أُنْزِلَ الْقُرآنُ عَلَى سَبْعَةِ أحْرُفٍ لِكلِّ آيةٍ مِنْهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ». صحيـح ابن حبان / 75، وفي مشكاة المصابيح1 / 238، 2 / 41: «أنزل القرآنُ على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهرٌ وبطن، ولكل حدٍّ مطّلَع».
لا والله (ولا تنقضي عجائبه ولا يخلَق عن كثرة الردِّ).. فسبحان من كان هذا كلامـه وتعالى علوًا كبيرا!!!
إنها والله لعربية أعجزت فطاحل العرب، ومن مدَّ عنقه من العجم فدخلوا في دين الله أفواجا، أو خذلوا أنفسهم وخذَّلوا. إنه ا عربية أعجزت معشر الإنس والجن معا جميعًا، فهاهو الجن لا يجد أمام هذا القرآن إلا الإيمان، ويخبرنا سبحانه وتعالى عن ذلك: "قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا "[الجن:1-2].
ومن عجائب القرآن أن حفظه العربي والأعجمي حتى الذي لا يعرف العربية، وحفظه الكبير والصغير، وليس هناك كتابا علي مر التاريخ وإلى الآن كهذا الكتاب. ومن عجائبه أيضا أن أحدا لم يحفظ ترجمة معانيه إلي أي لغة كانت، فلم نرى من يحفظه بالإنجليزية أو اليابانية. فهل بعد ذلك من إعجاز عجيب.
قرآنٌ مجيد ولفظه عربي مبين.. وفيه سر عجيب يهدي إلى الرشد.. لا يزال غضا طريّا كأنما أنزل الآن..إنه الوحي.. إنه كلام الله رب العالمين.. "وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًا لَّقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِى آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ" [فصلت:44]. إنه الكنز! والعربية مفتاحُ الكنز.. معنا كنز أيها المسلمون تنبهوا إلى أن أحدهم -وأحدهم هذه تعني جماعة كثيرة من الناس المنافقين- يريد أن يلقي بصندوق الكنز في البحر حتى نضل أكثر من ضلالنا، وتتعمى علينا الأمور أكثر مما قد عُمِّيَتْ علينا..!
لمـا نـزل قولـه جـل في عـلاه:" حم * تَنزِيلُ الكِتَابِ مِنَ اللَّهِ العَزِيزِ العَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ العِقَابِ ذِى الطَّوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ [غافر:1-3]، سمعه الوليد -ابن المغيرة- يقرؤها فقال: والله لقد سمعت منه كلامًا ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجنّ، وإن له لحَلاوة، وإن عليه لطَلاوة، وإن أعلاه لمُثمِر، وإن أسفله لمغِدق، وإنه ليعلو ولا يُعْلَى عليه، وما يقول هذا بشر. فقالت قريش: صَبَا الوليدُ لتَصبُوَنّ قريش كلها..! وكان يقال للوليد "ريحانة قريش"؛ فقال أبو جهل: أنا أكفيكموه.. فأتاه، فقال: يا عم إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالًا، قال: لِمَ ؟ قال: ليعطوكه، فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قِبَله، قال: قد علمت قريش إني من أكثرها مالًا، قال: فقل فيه قولًا يبلغ قومك أنك منكر له أو أنك كاره له، قال: وماذا أقول !!؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجز ولا بقصيدة مني، ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ! ووالله إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه، وإنه ليَحْطِمُ فاتِحَتَهُ، قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه ! قال: فدعني حتى أفكر ! فلما فكر -وقدَّر فقُتِل كيف قدَّر- قال: هذا سحر يؤثر بأثره عن غيره، فنزلت: {ذَرْني وَمَنْ خَلَقْتُ وَحيدًا}( الحاكم في المستدرك / 3902، وصححه).
واختتم: فلنحذر أبا جهل وأتباع أبي جهل!! واحذروا أن تبيعوا دينكم ودنياكم بدنيا غيركم.. وتطلبوا رضا غيره بسخطه سبحانه وتعالى.. ارجعوا إلى كتاب الله تعالى، واقرءوا القرآن من وعي ومن غير وعي حتى يفتح الله تعالى عليك فهمه، وعَلِّم نفسك وأولادك العربية واستشرف نفحات الله وحبه.. أحبَّ كتاب الله.. أحب كتاب الله حبَّا تلقى به وجه الله يوم القيامة.