عثر عليه بكامل ملابسه
تفاصيل العثور على جـثة شاب من الدقهلية في "نيل سوهاج"
انتهت حياة شاب في منتصف العقد الرابع من العُمر، غرقًا بنهر النيل بشارع السماكين ببندر المنشاة جنوب محافظة سوهاج، وبفحص الجـثة ظاهريًا تبين أنه يرتدي كامل ملابسه: " قميص أصفر اللون، وبنطلون جينز أسود اللون، به حزام بيج اللون، وساعة يد ماركة سواتش".
تعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء محمد عبدالمنعم شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارا من مأمور مركز شرطة المنشاة يفيد بورود إشارة من غرفة عمليات النجدة، مفادها ورود بلاغ من الأهالي، يفيد بوجود جـ.ـثة شاب ثلاثيني طافية بنهر النيل بشارع السماكين دائرة المركز.
بالانتقال والفحص تبین غرق المدعو "محمد ز. م- 35 سنة- حاصل على ليسانس آداب- ويقيم الدقهلية"، وبمناظرة الجـ.ـثة ظاهريًا تبين عدم وجود ثمة إصابات به، وعثر بين طيات ملابسه على "محفظة جلد سوداء اللون بداخلها بطاقة تحقيق شخصية، ومبلغ مالي مُحدد وفيزا كارت باسمه".
على الفور، تم نقل الجـ.ـثة إلى مشرحة المستشفى المركزي، تحت تصرف النيابة العامة.
وبتوقيع الكشف الطبي على الجثة بمعرفة مفتش الصحة أفاد بعدم وجود ثمة إصابات ظاهرية به، وأن سبب الوفاة إسفكسيا الغرق، ولا توجد شبهة جنائية.
حُرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.
اسفكسيا الغرق
حوادث الغرق اختناقا أو اسفكسيا الغرق Drowningنوع من أنواع الاختناق العنفي أو الميكانيكي، ويحصل الموت المفاجئ نتيجة دخول الماء يالمسالك الهوائية في الجهاز التنفسي وسدها.
ويحدث نتيجة غمر الإنسان الحي بحيث تقع الفتحات الخارجية للمجاري الهوائية تحت سطح الماء.
ولا يلزم لحدوث الغرق أن يغمر الجسم كله تحت الماء، وإنما يكفي ان تغمر فتحتا الفم والأنف تحت الماء.
وكم من حالات شوهدت وقد انطفأ الغريق في بركة من الماء الضحل، أو في قناة صغيرة خاصة في حالات مرضى الصرع والسكارى.
للغرق علامات خارجية وعلامات داخلية.
العلامات الخارجية كعلامات أكيدة على حدوث الوفاة غرقًا هي:
1-وجود زبد رغوي خارجًا من فتحات التنفس الخارجية.
ويتكون هذا الزبد من الماء الموجود في المسالك الهوائية، مختلطًا مع الهواء، والسائل المخاطي الموجود على الغشاء المخاطي للمجاري التنفسية.
ويتميز الزبد الرغوي بكونه أبيض اللون وفقاعاته الغازية رقيقة وصغيرة الحجم. ولا رائحة له.
وإذا أزيل هذا الزبد ثم ضُغط على الصدر يبدأ بالظهور ثانية حول فتحات التنفس الخارجية، حيث أنه يملأ المسالك الهوائية من الداخل.
2- وجود يدي الغريق منقبضتين في حالة توتر رمي، وتقبض اليدين على طين أو رمل أو أعشاب بحرية- حسب طبيعة المجرى المائي الذي غرق فيه الغريق.
ووجود أية من هاتين العلامتين علامة أكيدة لحدوث الوفاة نتيجة اختناق الغريق.
أما العلامات التي تشاهد بإلجثة، فهي علامات غير أكيدة لحدوث الغرق وتحدث في كل الجثث المغمورة تحت الماء بعد وفاتها بسبب اَخر غير الغرق، وهي:
* برودة الجثة.
* ظهور الزرقة الرمية بالرأس والعنق والكتفين والجزء العلوي من الصدر.
* تظهر اليدين مشبعتين بالماء بلون باهت، مع كرمشة بالجلد(جلد الأوزة)، كرمشات طويلة براحة أصابع اليدين-كما يشبه ايدي الغسالة.
* جلد (الأوزة): يظهر جلد الجثة محببًا نتيجة انقباض العضلات القابضة خصيلات الشعر.وهذا مظهر من مظاهر التيبس الرمي..
والموت غرقًا إما ان يكون انتحارًا أو عارضًا، كما أنه قد يكون جنائيًا.
وغالبًا ما يحدث الموت غرقًا بطريقة عارضة أثناء استحمام في المياه في الأشخاص عديمي الخبرة بالسباحة.
كما قد يحدث عند حدوث إجهاد نتيجة السباحة في بحر هائج أو عند حدوث تقلصات/ تشنجات عضلية مفاجئة، ولا يشاهد في هذه الجثث أي علامات لمقاومة أو تماسك أو إصابات، فمعظمها تكون عارية من الملابس تمامًا أو بلباس البحر.
ويعتبر الغرق من الطرق السهلة والمعتادة للتخلص من الحياة إانتحارًا.
ويشاهد الغريق بكامل ملابسه.ولا نجد بالجثة علامات مقاومة.ولكن قد يرى بالجثة علامات إصابة لمحاولة الإنتحار بطريقة أخرى، كالجرح الذبح الانتحاري، والجرح القطعي الانتحاري بمعصم اليد.
ولعل في التحري عن ظروف الشخص الحياتية ما يشير إلى ان الواقعة انتحارًا.
وجريمة الإغراق الجنائي، وإن كانت نادرة الحدوث،إلا أنها تحدث في الأطفال والمسنين وغير القادرين على المقاومة.وعادة يلجأ الجاني في قتل شخص ما بإغراقه إذا كان الشخص مخدرًا،أو في حالة سكر، يلقي به في الماء.
أما الأسفكسيا الحمراء،فتحدث في حالات التسمم بأول أوكسيد الكاربون والتسمم بمادة السيانور، وتتميز هذه الأسفكسيا بان الجسم عامة يبدو بلون أحمر وردي، كما ان الزرقة الرمية أو الرسوب الدموي يكون بلون أحمر وردي أيضا.