تحريات المباحث تكشف القصص المأساوية لبائعي الكلى في الجيزة
كشفت تحريات المباحث حول واقعة الاتجار بالبشر بمحافظة الجيزة، والتى يتزعمها مالك معامل تحاليل، وتهدف إلى الاتجار بالبشر داخل البلاد وتستهدف نقل وزراعة الأعضاء البشرية، العديد من المفاجآت.
تحريات المباحث
حيث توصلت تحريات المباحث بمعرفة العميد حسام صيام مدير إدارة الاتجار بالبشر، إلى قيام المتهمين بتكوين جماعة إجرامية منظمة، تخصصت في استقطاب الشباب المصري ممن يمرون بأزمات مالية طاحنة، مستغلين احتياجاتهم للمال عن طريق الوعد بإعطائهم مبالغ مالية، نظير موافقتهم ببيع أحد أجزاء أجسادهم خاصة "الكلى"، والقيام بأعمال السمسرة في تلك العمليات.
إيصالات أمانة
وأضافت تحريات المباحث قيامهم بأخذ توقيعات المستقطبين على إيصالات أمانة ضمانا لاستمراريتهم في إجراء الجراحة، ويكون وسيلة الضغط عليهم، والتي باشروها قبل ثلاثة من المجني عليهم، حيث يقوم المتهمين باستقطاب المجني عليهم، والسير معهم في إجراء التحاليل والاشاعات والأوراق الحكومية اللازمة.
فصائل الدم
واوضحت تحريات المباحث أنه كان يتم عمل جزء من تلك الإشاعات والتحاليل الطبية بمعمل تحاليل الحرمين الخاص بالمتهم الأول، والباقي بمعامل مختلفة، وايوائهم والحصول على توقيعهم على إيصالات أمانة من أجل ضمان استمرارهم في إجراء الجراحة، حتى إنهاء كافة الإجراءات، على أن يقوم المتهم الأول مالك معمل التحاليل باعطائهم التعليمات والتكليفات، ونقلها إليهم نظير مبالغ مالية، لتحديد نوع فصائل الدم المطلوبة.
تحاليل طبية
وأشارت تحريات المباحث أنه نفاذا لقرار النيابة العامة بضبط وإحضار المتهم الثالث تمكن من ضبطه وبتفتيشه عثر بحوزته على دفتر إيصالات أمانة، يحوي على سبع إيصالات أمانة إثنين ممهورين بتوقيعات وبصمة لشخصين، وورقتين تحاليل طبية، الأولى صادرة من معمل الاسراء، والثانية صادرة عن معمل جهينة، مدون عليها إسم سيدة وورقة تحليل بذات الإسم من معمل المروة وهاتفي محمول.
المكالمات الهاتفية
كما تمكن رجال المباحث من ضبط المتهم الأول مالك معمل التحاليل، وبتفتيشه عثر بحوزته على نوتة حمراء اللون، وعدد من الملفات الطبية وجهاز حاسب آلي محمول لاب توب وهاتفي محمول، وبتفريغ الهواتف المحمولة الخاصة بالمتهم الأول، تبين وجود العديد من المكالمات الهاتفية المسجلة والمقاطع الصوتية بينه وباقي أفراد الجماعة الإجرامية، بشأن تنسيق العمل فيما بينهم على المشروع الإجرامي، حول كيفية إتمام عمليات نقل الاعضاء البشرية مقابل مبالغ مالية.
عصابة الجيزة
وتبين من تحقيقات نيابة شمال الجيزة الكلية، أن العصابة الإجرامية اتخذت من منطقة العجوزة، مسرحًا لمزاولة نشاطهم الإجرامى، وضمت عصابة الجيزة كهربائي سيارات وصاحب محل ملابس وآخر هارب، تحقيقًا لأغراضها متعاملين في أشخاص طبيعيين، بأن استقبلوهم وتولى زعيم عصابة الجيزة نقلهم وإيوائهم، وعرضوا عليهم بيع وشراء أعضائهم البشرية، مستغلين حالة الضعف والحاجة لديهم وكان ذلك بقصد استئصالها من أجسامهم لزراعتها فى اجسام آخرين من أجل الحصول على منافع مادية، مما ترتب عليه إصابتهم بعاهات مستديمة.
الضحية الأولى
قرر الضحية الأولى الذى يبلغ من العمر 25 سنة ويعمل جامع قمامة، أنه على إثر مروره بضائقة مالية، قام كهربائي السيارات بمفاوضته للتعامل بالبيع في إحدى أعضاء جسده "الكلى اليسرى" مقابل مبلغ مالي وقدره خمسة وعشرون ألف جنيهًا، مستغلًا في ذلك احتياجه الشديد للمال، فاستجاب لطلبه، فقام بإيوائه بإحدى الوحدات السكنية، واستحصل على توقيعه على إيصال أمانة ضمانا لاستمراريته في استكمال الجراحة، والسير معه في الإجراءات الطبية والقانونية اللازمة، وأجرى له تلك الجراحة بمستشفى النيل بدراوي، وعقب إنهاء تلك الجراحة تحصل على مبلغ سبعة عشر ألف جنيهًا.
الضحية الثانية
شهد الضحية الثانية الذى يبلغ من العمر 47 سنة ويعمل مكانجى أحذية، بقيام كهربائي السيارات باستغلال حاجته الشديدة للمال، واقناعه بالتصرف بأحد أعضائه البشرية "الكلى" مقابل مبلغ مالي وقدره خمسة وعشرون ألف جنيهًا فأجابه، وآنذاك قابله صاحب محل الملابس، واستحصل على توقيعه على إيصال أمانة، وأجرى التحاليل الطبية بمعمل الحرمين المملوك للمتهم الأول، الذي تواصل معه واستكمل باقي الإجراءات القانونية حتى إجراء الجراحة بمستشفى الأمل وتحصل على مبلغ مالي واحد وعشرون ألف جنيهًا.
الضحية الثالثة
وأوضح الضحية الثالثة الذى يبلغ من العمر 37 سنة، أن المتهمين الثلاثة استغلوا حاجته الشديدة للمال، واقنعوه بالتصرف فى أحد أعضائه الجسدية "الكلى"، مقابل مبلغ مالى، واستحصل مستقطبيه على توقيعه على إيصال أمانة على بياض، ضمانا لاستكمال إجراءات الجراحة، ورافقوه حتى انهيا كافة الإجراءات المطلوبة لتلك الجراحة، حتى أجراها بمستشفى مصر الدولى.