تقرير غربي يشير إلى خطوات السعودية الجادة للخروج من حرب اليمن
تسعى المملكة العربية السعودية إلى زيادة نفوذها في مدينة عدن الساحلية المدعومة من الإمارات، وهي خطوة يراها المراقبون بداية استراتيجية للخروج من حرب اليمن.
وقد يصبح المشهد السياسي الممزق في اليمن، الذي ظل لفترة طويلة تحت تأثير القوى الإقليمية، أكثر تعقيدًا قريبًا. وبحسب وكالة الأنباء اليمنية، فقد افتتح أول مجلس إداري تدعمه السعودية في منطقة حضرموت في يونيو، ومن المقرر عقد المجلس الثاني في وقت لاحق من هذا الشهر في مدينة عدن الساحلية.
بمجرد إنشاء هذه الهيئات المدعومة من السعودية، فإنها ستعمل على تعزيز فكرة اليمن الموحد، وذلك في تناقض صارخ مع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة وسعيه للانفصال عن بقية البلاد.
تحليل الموقف
وقال ماثيو هيدجز، وهو من لندن باحث وخبير إقليمي مقيم في اليمن يمكن أن يكون مؤشرا على قبول المملكة العربية السعودية أن اليمن قد تنقسم إلى قسمين، حيث كان اليمن في حالة حرب منذ عام 2014، عندما استولى الحوثيون على العاصمة آنذاك، صنعاء، وأطاحوا بالحكومة المعترف بها دوليًا.
وفي عام 2015، تصاعد الموقف عندما تدخل تحالف بقيادة السعودية من تسع دول، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، في محاولة لاستعادة الحكومة، التي أصبحت في الوقت نفسه مجلس القيادة الرئاسي، حيث تعد الإمارات العربية المتحدة حليف قوي للسعودية من جميع النواحي - باستثناء ما يتعلق بمسألة الانفصال.
على مدى العقد الماضي، تم تقسيم اليمن إلى ثلاثة أجزاء: منطقة يسيطر عليها الحوثيون في الشمال، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في الجنوب، وبقية البلاد التي تسيطر عليها الحكومة، بدعم من التحالف السعودي.
المصلحة الحقيقية للسعودية.. الخروج من الحرب
لكن المراقبين يشككون في الواقع في أن هذه المجالس الجديدة ستؤثر على الانتماءات السياسية في الجنوب.
وقال هيدجز: "من غير المرجح أن يتطور المجلس الجديد في عدن إلى مجتمع دعم أوسع أو إلى حركة سياسية أوسع يمكن أن تواجه المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث قامت السعودية بمحاولات متكررة لتشكيل تحالف سياسي في عدن، لا سيما مع تلك الفصائل السياسية التي تشاركها التطلعات إلى يمن موحد.
ومع ذلك، يرى الباحث فائدة أخرى يمكن أن تقدمها المجالس المدعومة سعوديًا، حيث قال العرياني إذا تغلبت السعودية والإمارات على خلافاتهما في الجنوب، فإن هذه المجالس الجديدة يمكن أن تسهل على الأرجح بناء توافق في الحوارات المحلية بين الفصائل الجنوبية، وهذا يمكن أن يساعد في خروج التحالف بقيادة السعودية من الحرب.
الأزمة الإنسانية في اليمن
يُنظر إلى الصراع الوحشي، الذي لا يزال مستمرًا من الناحية النظرية على الرغم من الهدوء الأخير في القتال، على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين المملكة العربية السعودية وإيران.
ومع ذلك، كانت المملكة العربية السعودية منفتحة بشكل متزايد بشأن رغبتها في الخروج من الحرب المكلفة، حيث اكتسب هذا الاحتمال زخمًا بعد أن استعادت الرياض وإيران، اللذان كانا أعداء المنطقة اللدودان.
وأعقب هذه الخطوة تبادل الأسرى في الأشهر الأخيرة، ولأول مرة منذ ثماني سنوات، تصريح سعودي لرحلات الركاب من صنعاء إلى مدينة جدة الساحلية السعودية لأداء فريضة الحج، حيث كان من بين الحجاج نائب رئيس اللجنة العسكرية للحوثيين يحيى الرزمي.
قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج، إن هذه التطورات هي خطوة حاسمة وإيجابية نحو بناء الثقة بين الأطراف المتحاربة.
بالنسبة للشعب اليمني، فإن أي بصيص أمل هو موضع ترحيب، حيث أكد آخر تقرير صادر عن منظمة اليونيسف حول الوضع الإنساني في البلاد، والذي نُشر في أوائل شهر يوليو، مرة أخرى أن اليمن لا يزال أحد أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج 21.6 مليون شخص، أو ثلثي سكان اليمن، إلى المساعدات الإنسانية.