"التراث من أجل السلام": استهداف ما لا يقل عن 28 موقعا ثقافيا وأثريا خلال الاشتباكات في السودان
تأثر التراث الثقافي السوداني بالاشبتاكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على مدار 3 أشهر.
كما توجد كتبا ثمينة في التراث الثقافي السوداني تم حرقها بالمكتبة العامة بالخرطوم، كما ظل المتحف القومي معزولا لأسابيع بسبب الاشتباكات، كما أصبح متحف آخر في دارفور عرضة لتسرب الأمطار الموسمية، داخله بعد أن أحدثت مقذوفات ثقوب في سقفه.
وأشارت منظمة التراث من أجل السلام، إلى استهداف ما لا يقل عن 28 موقعا ثقافيا من التراث الثقافي السوداني، وأثريا في أنحاء السودان، وأنها تعرضت لأضرار جانبية.
ونوه إلى أن تقرير منظمة التراث من أجل الإنسان أكدت أن الاشتباكات في منطقة دارفور، ألحقت أضرارا بـ4 متاحف تحتوي على التراث الثقافي السوداني على الأقل، كما قضت النيران المشتعلة على أكثر من 50 كتابا نادرا في جامعة أم درمان الأهلية.
وأوضح أن الهيئة القومية للآثار والمتاحف في السودان، جمعت أموالا لدفعها رواتب لـ 50 حارسا للمتاحف، ليعودوا إلى مواقعهم، وأجرت عمليات تحويل أموال للتدريب على التعامل مع حالات الطوارئ، واتخاذ إجراءات لمنع التنقيب غير القانوني، وتعليم طلاب مدارس دافور بشأن أهمية التراث الثقافي.
تحدثت مصادر سودانية عن انهيار سرايا الشريف الهندي بمنطقة بري اللّاماب في الخرطوم جراء الاشتباكات والتي تعد أحد روائع التراث الثقافي السوداني.
في عام 1905م اتهمت الحكومة الإنجليزية الشريف يوسف محمد الأمين الهندي بتكوين حركةٍ دينيةٍ تعدُّ العُدة للجهاد لمقاومة الإنجليز في حكم السودان، واعتقلته الحكومة في حلة (الربوة) – جنوب بركات بالجزيرة وأحضرته إلى الخرطـوم بعد تقديمه للمحاكمة في مدينة ود مدني، وأودع السجن العمومي بكوبر لمدة تزيد على 6 شهور، وعندما تكاثرت وفود المحبين والمريدين لزيارة الشريف اضطرت الحكومة للإفراج عنه، واستبدال سجنه بتحديد إقامته في منطقةٍ مجاورةٍ داخل مديرية الخرطوم، وتُرك له حق اختيار موقع ليسكن فيه، فاختار منطقة بري اللاماب شرق الخرطوم على ضفة النيل الازرق، وبنى فيها بيته هناك المعروف بسرايا الهندي، ويجاورها قبره الذي دفن فيه في العام 1942.
وتعد سرايا الشريف الهندي بمنطقة بري مزارًا دينيًا مهمًا، حيث توجد أضرحة لعدد من القيادات الدينية والسياسية منهما الشريف حسين الهندي والشريف زين العابدين الهندي وتجاوز عمر بعضها المائة عام.
كما ظهر الرائد مصطفى هلال من الدعم السريع في شريط فيديو نشرته قوات الدعم السريع التي تخوض صراعا مع الجيش السوداني منذ 15 أبريل، من أمام متحف السودان القومي قائلًا "الآن نحن أمام المتحف وجنودنا يحمونه".
أظهر الفيديو واجهة متحف السودان القومي، الذي تم افتتاحه في الخمسينيات من القرن الماضي، والذي يضم مئات الآثار القديمة التي تعود في الغالب إلى النوبة القديمة ومصر القديمة، بالإضافة إلى قطع أثرية من العصر الحجري القديم أو الفن الإسلامي، وطالبت المنظمات الذهاب إلى المتحف للتحقق من حالة القطع الأثرية.