خبير تربوي يكشف كواليس انهيار نتائج طلاب طب أسيوط وقنا
صدمت نتائج الدفعة الأولى لكليات الطب بمحافظة أسيوط وقنا الرأى العام، وفى محاولة لإيجاد حل لهذه المشكلة قام الخبير التربوى ببحثها، وعرض بعض المقترحات لعدم تكررها.
يقول الدكتور تامر شوقى الخبير التربوى وأستاذ علم الإجتماع بجامعة عين شمس، وصول نسب النجاح إلى أقل من 40% في بعض كليات الطب بجنوب الوادى، يتناقض مع نظريات التقويم التربوي التي تفترض حصول حوالي 86% من الطلاب على مجموع متوسط، 14% على مجاميع أعلى من المتوسط، وحوالي 2% على الدرجات الأعلى، مع ذلك، فهناك بعض الدروس المستفادة من تلك النتائج منها
. أن إعتماد الإمتحانات على أسئلة الإختيار من متعدد يتيح للطلاب سهولة الغش...وأن الحل لذلك هو زيادة عدد الأسئلة المقالية.
. مهما بذلت الوزارة من جهود في تطوير أسئلة الامتحانات فان هذا التطوير بلا جدوى في ضوء سهولة الغش
. رسوب أعداد كبيرة من الطلاب في نفس الإقليم الجغرافي يؤكد وجود غش جماعي أدى إلى التحاق هؤلاء الطلاب بنفس الكليات المميزة ( الطب وطب الأسنان) مع ذلك لم تستطع الوزارة إثبات حالة غش واحدة في ضوء استخدام الطالب البابل شيت والتظليل فقط...بينما استخدام الاسئلة المقالية يتيح فرصة أكبر للوزارة للتأكد من حالات الغش في ضوء التشابه التام في الإجابات وفي الأخطاء في الإجابات
. فشل هؤلاء الطلاب في السنة الاولي يوازي رسوبهم في الثانوية العامة وضياع سنة عليهم وقد يحول البعض منهم إلى كليات أخرى وكان من السهل تجنب ذلك من خلال التحاق الطالب بما يناسب عقله من كليات
.لا يزال تسعى الاسرة المصرية إلى إلحاق اولادها بما يسمى بكليات القمة حتى لو لم يمتلكوا القدرات لمسايرة الدراسة بها
.يجب أن يعي أولياء الأمور ضرورة أن تتوافق القدرات العقلية لأولادهم مع طبيعة الكلية التي سيلتحقون وألا يغتر ولي الأمر بحصول ابنه على مجموع مرتفع فيلحقه بكلية مميزة تتوافق مع مجموعه وليس مع قدراته(لأن الطالب قد يحصل على مجموع مميز في الثانوية العامة ليس نتيجة لكفائته ولكن نتيجة لعوامل الغش والتخمين في الإجابة علي أسئلة اختيار من متعدد )
وهنا يجب على ولي الأمر لكي يتعرف على القدرات العقلية لابنه ومدى مناسبتها لطبيعة الكلية التي سيلتحق بها ان ينظر إلى التاريخ التعليمي لابنه في المواد المختلفة ( إذا كان مميزا في مواد العلوم خلال السنوات السابقة يمكن أن بلحقه بكليات الطب، وإذا كان متميزا في الرياضيات يمكن أن يلحقه في الهندسة وهكذا الحال بالنسبة للغات في الالتحاق بكلية الألسن) اما إذا كان تاريخه في كل سنوات الدراسة السابقة في تلك المواد ليس جيد وحصل طفرة في الثانوية العامة فقط رغم صعوبة الإمتحانات هنا لا بد أن يشك ولى الأمر وعليه إلحاق ابنه بكلية أخرى مناسبة له
. من المتوقع إستمرار ظاهرة حصول بعض الطلاب على مجموع مرتفع هذا العام أيضا لا يعبر عن مستوى قدراتهم في ضوء ثبات استخدام الاسئلة الموضوعية والتى وصلت نسبنها إلى اكثر من 93% في الكثير من المواد
. لا بد أن يعى أولياء الأمور أن الطالب الغشاش سيتم كشفه في سنوات التعليم الجامعي أو في ميدان العمل
. حصول طالب ما على مجموع متوسط يعبر عن مستواه الحقيقي ويؤهله إلى دخول كلية تتوافق مع قدراته أفضل مليون مرة من حصول طالب على مجموع زائف لا يناسب قدراته.