رئيس التحرير
خالد مهران

عادل توماس يكتب: ثورة 23 يوليو ليست انقلابا عسكريا بالدليل

عادل توماس
عادل توماس

كثر الحديث وتكرر فى موضوع ثورة 23 يوليو فى الآونة الأخيرة ووصفها البعض بأنها إنقلاب عسكرى وليست ثورة، وهذه ليست الحقيقة لأن ثورة 23 يوليو صنعها المصريون جميعًا، صنعها الفلاح والعامل بعملهما الطويل فى الحقل والمصنع دون جزاء عادل أو ثواب، وصنعها الطلاب والشباب الذين استشهدوا فى القرن التاسع عشر فى ثورة 1919، وصنعها الشهداء المصريين فى حرب فلسطين عام 1948 نتيجة الأسلحة الفاسدة، إذ لولا هذه التضحيات ما كانت هناك ثورة 23 يوليو.

ثورة 23 يوليو

ويجب أن يعلم كل من يردد أن ثورة 23 يوليو انقلاب عسكرى، أن قبل الثورة كان هناك ألفين من الملاك يملكون من الأراضي الزراعية أكثر من مليون ومائتى ألف فدان، بينما يملك 72% من الملاك الزراعيين ما لا يزيد على 13% من الاراضي الزراعية.. أى ما يعنى أن ألفين من الملاك يملك كل واحد منهم في المتوسط نحو ألف فدان، وثلاثة ملايين من الفلاحين لا يبلغ ما يملكه الواحد منهم ربع فدان واحد يعيش من دخله، وفى هذا التوقيت كان الشعب يزيد فى العام الواحد بمقدار ثلث مليون، بينما الأرض التى يعيش عليها المصريين ويأكلون محاصيلها لا تزيد بل تنقص، وكانت أكبر المصائب أن الشعب المصرى يعيش على موارد محدودة لا تزيد، وكانوا أشبه بأسرة يتزايد عدد أعضائها ويبقى دخلها ثابتًا لا ينمو.

قنبلة موقوتة

كانت هذه الحقائق التى كان الشعب المصرى يشعر ويفكر بها، وكان ذلك أشبه بقنبلة موقوتة، وكانت الحكومات تعى أن ملايين جديدة من الفقراء سيدخلون إلى جحيم الحياة فى مصر، والدولة مشغولة عن تدبير مستقبل لهؤلاء الملايين، وكانت ميزانية الدولة لا تمثل حاجات ملايين الفقراء والمساكين ولا تعرف شيئا عن مرضهم أو جهلهم، وفى ذات الوقت تنفق الميزانية على يخوت وقصور الملك وشهواته، وكانت الأحزاب والأقلام والألسنة مشغولة بالتسبيح بحمد الملك.

ميزانية الدولة

هذا إلى جانب أنه بلغ العجز فى ميزانية الدولة قبل قيام ثورة 23 يوليو 55 مليون جنيه، وكانت الخزانة شبه خالية من العملات الصعبة، وكان المفروض أن تعمل الحكومات المتوالية قبل الثورة على خفض أسعار المعيشة، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث، وكذلك  انتشرت الرشوة والمحسوبية والصراع الحزبي والاغراض الشخصية وتسخير اداة الحكم في قضاء اغراض الطبقة الحاكمة قبل ثورة 23 يوليو.


الجيش المصرى

فى النهاية نؤكد أن الجيش المصرى هو عنوان شرف هذه الأمة، ولقد عرف الاحتلال ذلك فكان أول ما فعله هدم المصانع الحربية فى ذلك الوقت، وحول واحدًا منها وهو الحوض المرصود إلى مستشفى للعاهرات إسرافا منه في التنكيل بالمجد المصري، ومبالغه في وضع شارات العار محل شارات العزة والشرف، بينما قامت الحكومات المتوالية بعد ثورة 23 يوليو فى افتتاح مصانع حربية.