أعراس اليمن.. طقوس وعادات شعبية متجددة (صور)
يحرص اليمنيون منذ القدم على إحياء الأعراس بطقوس اجتماعية مميزة ومختلفة، بهدف إعطائها نفسًا روحيًّا ولتكون مناسبة مليئة بالفرح والبهجة.
وتصاحب الأعراس في اليمن العديد من الطقوس والعادات والتقاليد الاجتماعية القديمة التي تغمرها بالبهجة والسرور، وتجعل منها مناسبة خاصة.
وما يميّز الأعراس في اليمن هي قرع الطبول والرقص الشعبي خلال أيام الزفة والتي يرفع بها العريس من على سطح منزله مكبرات الصوت لتكون بمثابة إعلان طقوس العرس، ليتوافد الناس وليشاركوه الفرحة في السمر.
يقول العريس اليمني صلاح محمد،إنه وعند اقتراب موعد العرس يذهب العريس برفقة والدته أو أحد أقاربه إلى خاله ليفتسح منه وتسمى "الفُسحة"، وليتم تحديد عدد الضيوف ممن يأتون مع خال العريس لتناول وجبة الغداء نهار الوليمة (يوم الزفاف)، وتحديد مكان إقامة العرس.
ويضيف محمد (28 عاما) أنه "يتم تحديد ساحة لاستقبال ضيوف العريس، وخاله والأشخاص الذين قدموا معه ويسبق ذلك جمع الأموال والهدايا للعريس، مع قرع الطبول والرقصات الشعبية، واستضافتهم في منزل العريس وتقديم وجبة الغداء والحلوى".
ويتابع: "يستمر استقبال الضيوف حتى مساء يوم الزفاف، مع مواصلة قرع الطبول والرقصات المختلفة، ليتجه بعض الضيوف وأقارب العريس في وقت المغرب إلى بيت العروس، ليأتوا بها إلى منزل العريس، الذي يبدأ باستقبال الزوجة من أمام منزله".
عن سبب اختيار صلاح إقامة العرس في الريف، يوضح أن الطقوس مميزة فيها وحفاظا على العادات والتقاليد الاجتماعية وإعادة إحيائها، ولما تعبره عن رمزية التكافل وتعاون الأهالي مع العريس، والتي لا تتوفر في أعراس المدن.
مواسم الأعراس
تزداد الأعراس في اليمن، خلال شهري ذو الحجة ومحرم، إذ تعد أحد أشهر مواسم الأعراس اليمنية سواء التي تقام في الأرياف أو المدن.
ويقول العريس رمزي ناصر (32 عاما) إنه اختار موعد إقامة زفافه في منتصف شهر ذو الحجة، والذي يوافق الأيام الأولى لعيد الأضحى المبارك، بسبب وجود جميع الأهالي وأصدقائه، ولأهمية مناسبة العيد ليضاعف من فرحته ويجعلها محل ذكرى في المستقبل.
وتختلف مراسم الأعراس في اليمن من محافظة إلى أخرى، وقد تختلف أحيانا في المحافظة نفسها لكل مديرية ومنطقة عادات وتقاليد تختلف عن غيرها.
فمراسيم الأعراس في محافظات صنعاء وعمران ومأرب، تختلف عن مراسيم أعراس المحافظات الجنوبية وعن محافظات الحديدة وتعز وإب.
حفلات النساء
كما تختلف عدد الحفلات أو المراسم التي تقوم بها الفتاة قبل حفل زفافها من منطقة إلى أخرى، وقد تصل إلى خمس حفلات متنوعة بين اللحجي والصنعاني والتعزي والهندي وما إلى ذلك.
وتشمل هذه الحفلات لباس يخص المحافظة أو الدولة المسمى اليوم الزفافي باسمها، إضافة إلى توابع من كوشه وأشياء تعود لعادات تلك المحافظة أو الدولة.
ولم تكن بعض طقوس زفاف النساء هذه موجودة في السابق وإنما انتشرت واشتهرت في السنوات الأخيرة، وأصبحت الفتيات تتنافس على إبراز هذه الحفلات والإكثار منها بغرض التجديد، كما يقول يمنيون.