رئيس التحرير
خالد مهران

مؤيدو انقلاب النيجر يضرمون النار بمقر الحزب الحاكم

انقلاب النيجر
انقلاب النيجر

نهب مؤيدون للانقلاب العسكري في النيجر مقر الحزب الحاكم في العاصمة نيامي وأضرموا فيه النيران، يوم الخميس، بعد أن أعلنت قيادة الجيش دعمها لعملية الاستيلاء على السلطة التي نفذها جنود من الحرس الرئاسي.

ورأى مراسل لرويترز أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد في السماء فوق المبنى، بعدما تحرك باتجاهه مئات من مؤيدي الانقلاب الذين كانوا متجمعين أمام الجمعية الوطنية. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وعزف الحشد الموسيقى للتعبير عن تأييدهم للجيش. ولوح البعض بالعلم الروسي ورددوا شعارات مناهضة لفرنسا، في تعبير عن موجة متنامية من الاستياء تجاه باريس، القوة الاستعمارية السابقة ونفوذها في منطقة الساحل.

وقال الجيش، في بيان وقعه رئيس الأركان، إنه "قرر الالتزام بالإعلان" الذي أدلى به جنود أعلنوا في خطاب بثه التلفزيون في وقت متأخر ليل الأربعاء أنهم عزلوا الرئيس محمد بازوم من السلطة.

وأضاف أن الجيش بحاجة إلى "الحفاظ على السلامة الجسدية" للرئيس وعائلته وتجنب "مواجهة مميتة... يمكن أن تتسبب في حمام دم وتؤثر على أمن السكان".

ولم يتضح بعد من سيتولى المسؤولية من بازوم. ويرأس اللواء عمر تشياني الحرس الرئاسي، وهو قوة من القوات المسلحة عادة ما تتولى مهام حماية الرئيس وحاشيته.

ووثّق المجلسان العسكريان في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين العلاقات مع روسيا منذ توليهما الحكم في عامي 2020 و2022 على التوالي، وقطعا العلاقات مع الحلفاء الغربيين التقليديين.

ومنذ توتر العلاقات مع الحكومات العسكرية، وما ترتب عليه من انسحاب للقوات الأجنبية، تزايدت أهمية النيجر على نحو مطرد بالنسبة للقوى الغربية التي تساعد في محاربة تمرد عنيف بالمنطقة. ونقلت فرنسا قوات من مالي إلى النيجر العام الماضي.

تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة

وقال العقيد أمادو عبد الرحمن، الذي أعلن الانقلاب على التلفزيون الحكومي بينما كان حوله تسعة ضباط آخرون، إن تحرك قوات الدفاع والأمن جاء كرد فعل على تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة.

ومثّل انعدام الأمن مشكلة منذ انتخاب بازوم في 2021، مع انتشار تمرد إسلامي كان قد ثبت جذوره في مالي في 2012، فيما أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد أكثر من ستة ملايين عبر منطقة الساحل.

وقالت خديجة عيس، وهي امرأة مسنة وسط الحشود خارج مبنى البرلمان، "نأمل أن يحل وصول الجيش إلى السلطة الأزمة الأمنية. لقد تسبب الإرهاب اليوم في تشريد الكثير من القرى... أصبح أبناؤنا أرامل وأحفادنا أيتاما".

تعليق أنشطة الأحزاب السياسية

قال عبد الرحمن، وهو من القوات الجوية، إن طائرة عسكرية فرنسية هبطت صباح يوم الخميس في النيجر رغم إغلاق المجال الجوي بعد إعلان الانقلاب العسكري ليل الأربعاء.

ولم ترد أي من وزارتي الخارجية والدفاع الفرنسيتين ولا الجيش الفرنسي بعد على طلبات للتعليق.

وفي وقت سابق، قال مسؤولون غربيون إن الوضع بالنسبة لمحاولة الانقلاب في النيجر غير واضح، فيما حث بازوم ووزير الخارجية حسومي مسعودي القوى الديمقراطية في البلاد على مقاومة الانقلاب.

وهذا هو سابع انقلاب في غرب ووسط إفريقيا منذ 2020.

وفي تصريحات منفصلة يوم الخميس، ندد الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) وألمانيا بالانقلاب.

كان الاستحواذ على السلطة قد بدأ يوم الأربعاء، عندما منع بعض الحراس في القصر الرئاسي في نيامي الرئيس من الدخول.

وأعلن عبد الرحمن يوم الخميس تعليق جميع أنشطة الأحزاب السياسية حتى إشعار آخر.

وتعهد بازوم، في منشور على الإنترنت صباح يوم الخميس بحماية المكاسب الديمقراطية "التي تحققت بشق الأنفس".

وساهمت مشاعر الإحباط بسبب فشل الدول في منع الهجمات على البلدات والقرى بدور في حدوث انقلابين في مالي وانقلابين آخرين في بوركينا فاسو منذ عام 2020.

وتوجه رئيس بنين المجاورة باتريس تالون إلى النيجر بعد ظهر الأربعاء للوساطة بعد اجتماعه مع الرئيس النيجيري ورئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بولا تينوبو.

ولم يتضح يوم الخميس ما إذا كانت المحادثات لا تزال جارية.