جثث وبلاوي أخرى داخل «شنطة العربية» ..
حكايات جرائم المخدرات والجنس والقتل في السيارات الملاكي
أصبح الأمر اعتياديًا أن تسمع عن جرائم قتل داخل الشقق والمنازل والشوارع بل ويصل الأمر أحيانًا إلى تخلص مرتكبي الجرائم من الجثث بإلقائهم في الشوارع والطرق النائية والترع وأسفل الكباري، ولكن الجديد في الأمر أن ترى جرائم جنائية كاملة ترتكب داخل السيارات بل العثور على الجثث داخل حقائب السيارات لتتحول «شنطة العربية» من أداة لتخزين المنقولات الشخصية والأمتعة إلى «صندوق موت متحرك».
«قتل وسرقة ومخدرات».. نهايات حزينة بلا أدنى شك لقصص مؤلمة بدأت داخل السيارات الملاكي وانتهت بجرائم متنوعة، فتعددت الأسباب والموت في مكان واحد وهي «السيارة الملعونة».
وشهدت الآونة الأخيرة وقائع غريبة من نوعها بعد العثور على جثث لأشخاص داخل سيارات ملاكي مركونة بالطرق والجراجات، وكان آخرهم العثور على 3 جثث داخل سيارة متوقفة بجراج في منطقة الوراق.
وتسرد «النبأ» في السطور التالية أبرز الجرائم التي تمت داخل السيارات الملاكي من قتل وسرقة ومخدرات وتكشف الأسباب الحقيقية وراء العثور على جثث الضحايا داخل الصندوق المتحرك.
ضحايا ليلة الكيف
أثار العثور على 3 جثث «شابين وفتاة» داخل سيارة ذعر أهالي الوراق، بعدما اكتشف «سايس» توقف سيارة لمدة طويلة داخل جراج وبداخلها بعض الأشخاص وعندما اقترب منهم وجدهم جثثا هامدة.
ورد بلاغ لمديرية أمن الجيزة يفيد العثور على 3 متوفين داخل سيارة بمنطقة الوراق، وبانتقال رجال المباحث إلى مكان البلاغ، عثر على شابين وفتاة مفارقين الحياة داخل السيارة.
وكشفت التحقيقات أن أحد المتوفين من مالكي الجراج ومتغيب منذ 3 أيام، كما تبيّن العثور بجوار الجثث على مواد مخدرة.
وأشارت التحريات إلى أن المتوفي الأول «مالك الجراج» اتفق مع الثاني على استقطاب فتاة «المتوفية الثالثة» لقضاء سهرة حمراء داخل الجراج المغلق المملوك له، وتناولوا جرعات زائدة من المواد المخدرة، وهو ما كان السبب في وفاتهم.
سيدة حدائق الأهرام
وفي حدائق الأهرام التابعة لمديرية أمن الجيزة، عثر الأهالي على جثة سيدة داخل سيارة متوقفة بدائرة قسم شرطة الأهرام، وبجوارها حقيبة يد.
وبفتح الحقيبة وتفتيشها عثر بداخلها على بعض المتعلقات الشخصية للمتوفية، و3 أكياس بلاستيكية بها آثار مادة مخدرة.
وبالكشف ملكية السيارة المعثور على الجثة بداخلها، تبيّن أنها مملوكة لشخص آخر يعمل بإحدى الشركات الكائنة بمدينة 6 أكتوبر.
وبالقبض على مالك السيارة، أقر أن المتوفية تعمل رفقته بنفس الشركة، وأنهما ليلة وفاتها تقابلا وجلسا داخل السيارة ليتناوبا على تعاطي مخدر الآيس، وأثناء الانغماس في «جلسة الكيف» فوجئ مالك السيارة بالسيدة تنتابها حالة تشنج حتى فارقت الحياة.
واعترف المتهم باستيلائه على الهاتف المحمول الخاص بالمتوفية وانصرف ولم يبلغ عن الواقعة خشية افتضاح أمره.
نهاية الحرام فى الجراج
وفي شارع الهرم، كشف رجال المباحث لغز العثور على جثة سائق وفتاة داخل سيارة بجراج خاص بالمنطقة، في حالة تعفن إثر إصابتهما باختناق ثاني أكسيد الكربون.
تحريات المباحث في تلك الواقعة، كشفت أن الشاب والفتاة مبلغ بتغيبهما منذ قرابة 3 أيام، وعثر على جثتهما في حالة تعفن داخل السيارة نظرًا لإغلاق منافذ التهوية بالسيارة؛ مما تسبب في مصرعهما بعد تشبع الرئتين بثاني أكسيد الكربون.
وأكدت التحقيقات، أن الشاب تربطه علاقة عاطفية بالفتاة وتقدم لخطبتها إلا أن أسرتها رفضته، وأضافت أنها كانت بصحبته داخل السيارة ولفظا أنفاسهما الأخيرة نتيجة تشبع رئتيهما بثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى تناولهما جرعة زائدة من المواد المخدرة.
وأوضحت أوراق القضية، أن السيارة توقفت داخل محل استأجره الشاب المتوفي خصيصًا لاستخدامه كجراج، وبفحص كاميرات المراقبة تبيّن أن السيارة توقفت يومين كاملين داخل المحل، وبكسر باب الجراح وفتح السيارة عثر على جثة المتغيب بالمقعد الخلفي وبصحبته الفتاة المتوفية.
وأكد تقرير الطب الشرعي أنه لا توجد شبهة جنائية، وأن عدم قدرة الشاب والفتاة على فتح أبواب السيارة يرجع إلى أن ثانى أكسيد الكربون من ضمن تأثيراته أنه يشل حركة الشخص حال استنشاقه حيث إنه لا يستطيع السيطرة على أعصابه ولا يستطع النطق والحركة.
وأكدت أن غاز ثانى أكسيد الكربون نسبته زادت داخل السيارة أثناء ممارسة الشاب والفتاة للعلاقة الجنسية، فملأ رئتيهما، وما زاد من زيادة الغاز بالسيارة ارتفاع درجة الحرارة، بالإضافة إلى إنهما كانا يتعاطيان المواد المخدرة.
حقيبة سيارة التجمع
وكشفت تحريات مباحث القاهرة، تفاصيل العثور على جثة شاب مذبوحًا داخل حقيبة سيارة في التجمع، وتبيّن أن المجني عليه من مواليد الزقازيق ويقيم في منطقة العاشر من رمضان.
وأضافت التحريات أن السيارة ليست ملك المجني عليه بل يعمل عليها، وتم ارتكاب الواقعة بهدف السرقة، حيث تبيّن عدم العثور على أموال بحوزة القتيل.
وأشارت التحريات إلى أن المتهمين التقوا المجني عليه في مدينة العاشر من رمضان في الشرقية، وطلبوا منه توصيلهم إلى منطقة القاهرة الجديدة، وفي الطريق ذبحه أحدهم.
ودلت التحريات إلى أن المجنى عليه يعمل على سيارة ملاكى كسائق بشركة توصيل شهيرة، وقام المتهمان باستدراجه وقتلوه لسرقة السيارة وبعد قتله وضعوه فى شنطة السيارة تمهيدًا للتخلص من جثته، وفى الطريق تعطلت السيارة بسبب عدم وجود بنزين فقاموا بترك الجثة داخل السيارة وسرقوا الهاتف المحمول ولاذوا بالفرار حتى تم ضبطهم.
المتهم الرئيسي
ورغم سقوط العديد من الضحايا داخل السيارات نتيجة تناول جرعات مخدرات زائدة؛ إلا أن جرائم القتل بسبب «الكيف» ما زالت مستمرة، وما زال العديد من الشباب يدفعون حياتهم ثمنًا للذة وقتية، فإن لم تقتلهم فهى تدفعهم للجنون أو الجريمة، فعلى ما يبدو أن السيارات ليست المتهم الرئيسي في تلك الوقائع بل أن سموم الكيف هي العنصر الأساسي والمشترك في كل الوقائع المختلفة.
ومن جانبه، يقول الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة الإدمان والتعاطى، إن 79% من الجرائم التى ترتكب على مستوى الجمهورية يكون السبب الرئيسي فيها هو إدمان المخدرات حيث ترتكب معظم الجرائم تحت تأثير المخدرات، مشيرا إلى أن إساءة استخدام الأدوية هى أحد أسباب الانجراف للإدمان، وهى من أهم وأخطر ملامح الخطورة لانتشار حالات الإدمان بين الشباب.
وأكد «عثمان» أن 58% من مرتكبى جرائم الاغتصاب وهتك العرض كانوا يتعاطون المواد المخدرة، و23.7% من مرتكبى جرائم القتل العمد، و24.3% من مرتكبى جرائم السرقة بالإكراه، وكل هذه النسب بسبب تعاطى المواد المخدرة.
وتابع: «المخدرات تتسبب في سلوك عنيف، يؤدى إلى القتل والسرقة والجرائم العائلية، وتؤثر على المراكز المتحكمة في شخصية الفرد، حيث تفرض علية سلوكيات عنيفة».
بينما يقول اللواء عبد الرحيم سيد، الخبير الأمنى، أنه فى البداية يجب أن نعلم أن تأثير المواد المخدرة على اختلاف أنواعها، لو لم تؤد إلى الوفاة، فهى تؤدى إلى أعرض أكثر خطورة وتؤثر على كل المحيطين بالشخص المدمن، فهى تسبب انفصام فى الشخصية، وهياج عصبى وتوتر وقلق مزمنين ومصاحبين للمتعاطى، وهلاوس ووسواس قهرى، تُخيل له أشياء غير حقيقية، أو على غير حقيقتها، تدفعه لارتكاب أفعال غير مسئولة قد تصل إلى حد الإجرام.
أما عن خريطة توزيع أنواع المواد المخدرة بين فئات المتعاطين، يوضح «سيد»، أنه وفقًا للمحاضر المحررة خلال الفترة السنوات الماضية، فإن الحشيش والبانجو والأفيون تصنف من بين المخدرات الأرخص ثمنًا ولذلك فهى منتشرة بين الطبقات الاجتماعية الفقيرة ودون المتوسطة، وكلما ارتفع سعر المواد المخدرة اختلفت الفئة المستخدمة له.
وأضاف اللواء عبد الرحيم سيد، أن مخدرات «الهيروين» و«الكوكاين» ينتشران بين الطبقات الغنية وأوساط الفنانين وطلاب الجامعات الخاصة، أما الأقراص المخدرة كـ«الترامادول» و«الأباتريل» ومشتقاتهم، فهى تنتشر بشكل كبير بين الشباب فى مختلف الأعمال السنية، وتتسبب تلك المواد فى إضرار خطيرة، وتدمير العديد من الأسر ووقع العديد من الجرائم الجنائية نتيجة الآثار السلبية التى تحدثها فى المتعاطين.