بعد عودة لطفي لبيب بـ«مرعي البريمو»..صناع الفن يجبرون نجوم آخر العمر على التقاعد
بعد عودة لطفي لبيب بـ«مرعي البريمو».. مشاركات نادرة وأدوار شرفية «قبلة الحياة» لفنانين أواخر العمر
- التقدم بالعمر وتواضع الصحة يجبرا المنتجين لحرمان كبار الفنانين من التواجد على الساحة
- لطفي لبيب:أنا اتربيت داخل اللوكيشنات وما أجمل هنيدي لأنه استضافني في «مرعي البريمو»
- نجوى فؤاد: أعوذ بالله أن أعتزل الفن وحالتي الصحية السبب
- صلاح عبدالله: لما بأشوف حركتي ومشيتي في الشاشة بتصعب عليَّ نفسي وشكرًا لكل من استعان بي للعمل
"شكرًا لمحمد هنيدي اللي رجعني أقعد بالكواليس وأعيش الأجواء، أنا متربي فيها وباللوكشينات بقالي سنين عمري.. الموضوع مش متعب بالعكس دا عشقي"، تلك الكلمات قالها لطفي لبيب، بعد مشاركته في «مرعي البريمو» بطولة محمد هنيدي، ورغم جمالها إلا أنها تحمل بين طياتها، القسوة التي يقسوها الفن على أهله، وتثبت في الوقتٍ ذاته أن مَن أدمَن التمثيل لا يسلاه، ويعز عليه البعد عنه، وكيف ذلك و«نداهة الفن» ربطت مصيره مع هذا العالم، ذلك حال الكثيرون من أهل الفن كبار العمر والقدر، الذين أمتعوا ذلك حال الكثير من الفنانين كبار العمر والقدر، الذين أمتعوا جماهيرهم ومحبيهم بأدوارٍ وأعمالٍ مميزة، على مدار سنوات طوال.
ما تفوح به كلمات «لبيب» عاشه الكثير من أهل الفن الكبار؛ ليبرهنوا على أن «دوام الحال من المُحال»، بعدما أبعدهم القائمين على تلك الصناعة عن شغفهم الوحيد، لعللٍ واهية، أكثرها إيلامًا انطفاء نجم لتقدمه بالعمر أو أنه لم يعد قادر على العطاء، بالرغم من يسخر لهم القدر بعض النجوم؛ ليردون لهم الجميل ويعيدونهم إلى عالمهم الذين أُجبروا على مغادرته، ويثبتون أنهم مازالوا قادرون على العطاء.
لطفي لبيب البريمو
26 يوليو الماضي، تاريخ كشف خلاله الفنان لطفي، عن مدى سعادته من عودته إلى الكواليس والتمثيل مرة أخرى، بعدما قرر الفنان محمد هنيدي أن يستعين به كـ«ضيف شرف»، في فيلمه الجديد «مرعي البريمو»، قائلًا في تصرحات متلفزة: "شاركت في مرعي البريمو كضيف شرف، وعاوز أقول ما أجمل هنيدي؛ لأنه استضافني في هذا الفيلم وأنا عملت مع هنيدي تقريبا كل أفلامه بدايةً من جاءنا البيان التالي".
مشاركة «لبيب» اعتبرها هدية من هنيدي يستحق عليها الشكر، لاسيَّما وأنه نشأ وتربى في الكواليس ومواقع التصوير «اللوكيشنات»، وتحول الأول من مجرد شغف إلى عشق بينه وبين المهنة؛ للدرجة الذي تصيبها فيها بالانتشاء من فرط سعادته.
الحالة الصحية للفنان لطفي، كانت سببًا في إقصاءه تدريجًا من المشاركة في الأعمال، ولم يُكلَّف القائمين على صناعة الفن، محاولة توظيف تلك الحالة في سياق العمل، كما أنها كانت سببًا في زعم البعض اعتزاله الفن نهائيًا، في نوفمبر 2021، إلا أنه نفى تلك الأنباء.
نجوى والأدوار الشرفية
اختفاء بعض الفنانين لسنواتٍ طوال، عن المشاركة في الأعمال الفنية، جعل البعض يعتقد أنهم اعتزلوا الفن، إلا أنهم يُصدمون بمناشدات بعضهم للمنتجين بإشراكهم في أي عمل، ولو أدوارًا صغيرة؛ لعدم قدرتهم على الابتعاد عن الفن، ولعل الفنانة نجوى فؤاد أبرز مثال.
قُبيل بضعة أيام، صرَّحت «نجوى»، أنها لن تعتزل الفن مُطلقًا؛ ولكن إصابتها بالانزلاق الغضروفي، يُجبرها على الابتعاد عن المشاركة، في الأعمال الفنية -رغم ندرتها- حتى تتعافى، وقالت: "الناس اللي هتقول إني اعتزلت بسبب غيابي عن الفن، يقولوا اللي يقولوه المهم عندي صحتي، ومش هعتزل الفن أعوذ بالله من اعتزال الفن".
منتصف مارس 2022، لم تجد الفنانة فؤاد أمامها سوى مناشدة، صُناع الفن، برغبتها في العودة إلى التمثيل، بعد مرور 7 سنواتٍ كاملة لم تُشارك فيها بأي عملٍ، اللهم إلا دوار شرفية، مثل مسلسلات «لأعلى سعر» بطولة نيللي كريم وزينة،عام 2017، و«أرض النفاق» بطولة محمد هنيدي، عام 2018، وآخرهم «بدل الحدوتة 3» بطولة دنيا سمير غانم، بخلاف مشاركتها في فيلم «قهوة بورصة مصر» في العام ذاته.
عمنا صلاح يعافر
يعيش الفنان صلاح عبدالله معاناة شبيهة، لاسيَّما وأن تقدمه في العمر، وتدهور حالته الصحية، جعلت صُناع الفن، يستعينون به على استحياء، في بعض الأعمال، ألا أنه أوفر حظًا من أقرنائه، خصوصًا وأن فُرصه متعددة ومساحة الأدوار التي تُسند إليه، كبيرة، وكان آخرها مشاركته في مسلسل «ليه لأ 3» بطولة نيللي كريم، الذي بدأ عرضه 22 يونيو الماضي.
مايو 2021، فَطن «عمنا صلاح»، إلى مصيره الذي ربما يقوده إليه وضعه الصحي، بالرغم من أنه مازال يعافر حتى لا يبتعد عن شغفه ومصدر سعادته، وحتى لا يواجه مصير أقرنائه من أبناء جيله في المهنة أو من يكبروهم ببضع سنوات، إلا أنه كشف عما يجول بخاطره، عندما يشاهد نفسه في أحد أعماله، التي تفضَّل عليه بالمشاركة فيها صُناعها، ورأى أن الشكر واجب لهم، والتمس العُذر لكل من لم يفعل.
ويقول: "لما بـ أشوف حركتي ومشيتي في الشاشة بتصعب عليَّ نفسي قوي، بس ما بسكتلهاش وبـ أقول لها نحمد ربنا قوي قوي إلى ما لا نهاية على مانحن فيه، ولسه يا نفسي قادر أصلب طولي وأشتغل؛ فشكرًا من الأعماق لكل من استعان بي للعمل رغم هذه الظروف ملتمسًا العذر والله لكل من لم أتشرف بالعمل معه بسببها"، وفقًا لمنشور دوَّنه عبر حسابه على موقع «فيسبوك».
حسن حسني والوداع الأخير
الفنان حسن حسنى، عانى من الأزمة نفسها قبل رحليه بسنوات، ونَدُرت مشاركته في بعض الأعمال الفنية، بسبب حالته الصحية، نظًرًا لتقدمه في العمر، إلا أنه كان تواقًا إلى العودة إلى الكواليس وأجواء التصوير، فأهداه القدر «قُبلة الحياة» دوره في مسلسل «رحيم» بطولة ياسر جلال، الذي عُرض في رمضان 2018، والذي ودَّع به ذلك العالم الذي جذبه سحره، ورغم تدهور حالته الصحية -آنذاك- إلا أنه استطاع لفت الأنظار إليه؛ ليثبت أنه مازال قادرًا على العطاء مخيبًا ظنون من أبعدوه عن الفن، ولم يُشارك في أي أعمالٍ أخرى حتى رحيله نهاية مايو 2020.