بعد إطلاقه على تامر حسني.. «الفنان الشامل» لقب يستحقه البعض وتمسح فيه آخرون
بين الماضي والحاضر.. «الفنان الشامل» لقب يستحقه البعض وتمسح فيه آخرون
- اتهامات من البعض لجمهور تامر حسني بالمبالغة بعد وصفه بـ«الفنان الشامل»
- الجمهور وأهل الفن اتفقا على أحقية دنيا سمير غانم في لقب «فنانة شاملة»
- السيد بدير والضيف أحمد أشهر من استحق اللقب من زمن الفن الجميل
«فنان شامل»، لقبٌ لطالما أطلقه الكثير من الجمهور على فنانهم المُفضل الذي تعددت مواهبه، وبالرغم من ذلك لم ينل شرف الحصول على هذا اللقب سوى قلة من أهل الفن، بدءًا من زمن الفن الجميل ومرورًا بالماضي القريب، وانتهاءً بالحاضر، لاسيَّما مع ظاهرة المتمسحين بهذا اللقب، والضجة التي أثارها الجمهور بعدما لقَّب الفنان تامر حسني بـ«الفنان الشامل»، بعد طرح أحدث أفلامه «تاج»، من تأليف وبطولته، الأمر الذي استدعى إلى الأذهان فنانى الزمن الجميل الذين لُقبوا بهذا اللقب عن استحقاق، وقارنوا بينهم وبين فناني الحاضر الذين أطلق عليهم محبيهم اللقب أو أولئك الذين استحقوه عن جدارة.
تامر حسني
حالة من الجدل أحدثها الفنان تامر حسني، لاسيَّما على مواقع التواصل الاجتماعي، والذين تداولوا بعض المنشورات التي تُشيد بموهبته المتعددة، معتبرينه فنانًا شاملًا، لم يتقيد بموهبتي الغناء والتلحين وحسب، وسرعان ما انتقل منهما إلى عالم التمثيل، الذي دمج بينه وبين الغناء وقدم لجمهوره مجموعة أفلام بدءًا من «عمرو وسلمى» ومرورًا بـ«سيد العاطفي» و«ونور عيني»، وانتهاءً بـ«تاج» الذي طرحه في موسم عيد الأضحى الماضي، والذي كان تأليفه وبطولته.
فيلم «تاج» الذي لعب فيه تامر حسني دور البطولة، أحدث جدلًا واسعًا وخلاف أكبر بين مُحبيه الذين لفبوه بـ«الفنان الشامل» وآخرون، حللوا الفيلم بنظرة ناقدة، ورأوا أنه لا يستحق تلك الضجة المُثارة بشأنه، لاسيَّما وأنه جميع إفيهات الممثلين به مُستهلكة وبعضها مستوحى من مواقع التواصل الاجتماعي، هذا بخلاف أن الجرافيك الذي تضمنه الفيلم متواضع جدًا لا يتناسب مع التطور التكنولوجي وعصر الذكاء الاصطناعي.
الإشادات التي عجَّت بها السوشيال ميديا، كانت مدعاة للشك لدى الكثيرين، والذين قالوا بإن الضجة المُثارة حول تامر حسني وأحدث أفلامه، ليست مبالغ فيها وحسب، ولكنها مفتعلة وممولة لتصدير صورة عن الفنان بأنه خارق ويحمل من المواهب ما لم يحمله غيره، استحق عليه لفب «الفنان الشامل».
أحمد مكي
لم يتوقف اللقب في الحاضر عند «حُسني» وحسب، بينما اتفق الجمهور على أن أحمد مكي يستحقه عن جدارة، للدرجة التي وصفه فيها زملاؤه بأنه «مدرسة» قادر على الإبداع ليس فقط في التمثيل بلونه الكوميدي فقط، ولكن الرومانسي والتراجيدي بعد نجاح دوره في مسلسل «الاختيار 2» عام 2020.
موهبة أحمد مكي لم تقتصر على التمثيل وحسب، ولكن يعتبر أول من اقتحم مجال «الراب» في مصر وهو لون غنائي له جمهور واسع، بخلاف موهبة الإخراج التي بدأ بها مسيرته الفنية بعد تخرجه في معهد السينما قسم الإخراج، وأخرج عددا من الأفلام القصيرة من بينها «ياباني أصلي»، وتلاها فيلم «الحاسة السابعة»، فضلًا عن أنه قدم أفكار بعض أعماله مثل فيلم «لا تراجع ولا استسلام» وسيناريو فيلم «طير أنت».
واعتاد «مكي» على تنويع الشخصيات التي يُقدمها في أعماله، وصنع عددا من الشخصيات التي تركت بصمة لدى جمهوره، مثل «حزلقوم» و«الكبير» و«إتش دبور» وغيرها.
ولم يقتصر لقب «الفنان الشامل» على الذكور من أهل الفن، إلا أن الجمهور والنقاد والعاملين في مجال الفن، اجتمعوا على أن دنيا سمير غانم تستحق اللقب عن جدارة، لكونها لم تبرع فقط في التمثيل، ولكنها أبدعت في الغناء والاستعراض أيضًا.
دنيا سمير غانم
النجاح الذي حققته شخصية «سليمة» التي قدمتها دنيا سمير غانم، في مسلسل «جات سليمة» في رمضان الماضي، والاستعراضات والأغاني التي أبهرت بها جمهورها ومحبيها ومحبي الفن بشكل عام، جعلتهم يلقبونها بـ«بالفنانة الشاملة»، مثلما يحدث بعد كل عمل تطرحه.
براعة دُنيا في اللون الكوميدي، سبقها العديد من نجاحها في تيمات أخرى كالتراجيدي في بداية مشوارها الفني، وارتبط الجمهور بالشخصيات التي قدمتها مثل «هدية» من مسلسل «الكبير أوي» في أجزائه الـ5 الأولى، و«لهفة» في مسلسل «لهفة»، و«عتاب» في مسلسل «اللالا لاند»، و«بيلا» و«لولي» في مسلسل «بدل الحدوتة تلاتة»، بخلاف الأعمال الكارتونية والإذاعية.
السيد بدير
ولم يخلٌ زمن الفن الجميل من الفنانين الذين استحقوا ذلك اللقب أيضًا، كـ السيد بدير، الذي استحق لقب «فنان شامل» عن جدارة، وهو الذي بدأ مسيرته الفنية بـ المسرح بعدما انضم إلى جمعية «ـنصار التمثيل»، ووقع بعدها عقدًا مع الإذاعة يشمل الإخراج والتأليف والتمثيل، ووصل إلى درجة كبير المخرجين بها، وتلاها توليه منصب رئيس مؤسسة السينما والمسرح والموسيقى بدرجة وكيل وزارة.
شهرة واسعة نالها «بدير»، بعد قيامه بدور «عبدالموجود» ابن «عبدالرحيم» كبير الرحيمية قبلي، في فيلم «ابن ذوات»، موهبته لم تقف عند الإخراج الإذاعي والتمثيل، وتخطتها إلى أن لمع نجمه في مجال التأليف أيضًا، فأمتع الجمهور بأفلام من تأليفه مثل «حكم القوي» و«ابن حميدو» و«بياعة الخبز» و«جعلوني مجرمًا» و«فتوات الحسينية» و«شباب امرأة» و«رصيف نمرة 5».
وفي 1957 تحول إلى الإخراج السينمائي، وأخرج مجموعة من الأفلام المميزة، أبرزها «المجد» و«ليلة رهيبة».
الضيف أحمد
رغم مسيرة الضيف أحمد الفنية القصيرة، التي قطعها الموت بعدما رحل عن عمرٌ ناهز الـ33 عامًا، إلا أنه استحق لقب «فنان شامل»، لاسيَّما وأنه لم يبرع فقط في مجال التمثيل، والذي بدأ فيه من خلال دوره في مسرحية «أنا وهو وهي» بعدما اختاره الفنان فؤاد المهندس للمشاركة بالعمل، بعد تخرجه في كلية الآداب قسم الاجتماع، وسرعان قرر أن يُكمل مسيرة الإخراج التي بدأها وهو طالب وأبدع فيها بإخراجه عدة أعمال من روائع المسرح العالمي، أبرزها مسرحيات «الغربان» و«الإخوة كرامازوف» و«الفريد يغني»، وبعد انضمامه إلى فرقة «ثلاثي أضواء المسرح»، أخرج لفرقته مسرحية «كل واحد وله عفريت».
وكما أبهر الجميع بموهبته التمثيبية والإخراجية، فاجأهم بموهبته في التأليف، بعدما شارك في تأليف وإخراج عدد من المسرحيات لفرقته، أبرزها «طبيخ الملائكة» و«براغيت» و«أحدث امرأة في العالم».
كما ألَّف فيلم «ربع دستة أشرار» بطولة الثنائي شويكار وفؤاد المهندس، بخلاف تلحينه جميع اسكتشات فيلم «30 يوم في السجن»، ما جعله يستحق اللقب.