رئيس التحرير
خالد مهران

قصة تحدي أهالي 7 قبلي لـ «حبظلم».. ورحلة صعود بتاع البنزين بعالم المخدرات

حبظلم
حبظلم

التحرك الشعبي الجريء، الذي نفذه شباب وقيادات قرية «7 قبلي» في مركز كوم أمبو شمال محافظة أسوان، وتضامنهم على قلب رجل واحد، لتطهير قريتهم من سموم الموت السريع، التي تباع داخل دولاب مخدرات يديره عنصر إجرامي شهير باسم «حبظلم»، رسم صورة مشرفة للصعيد.

قصة «حبظلم» من الألف للياء في قرية «7 قبلي»

و«حبظلم» هو أبو ريماس، «أحمد سيد فراج»، خريج دبلوم صنايع لم يتجاوز الـ36 عامًا، ونشأ في شارع «المريس» بالقرب من منطقة الزهور في قلب مركز كوم أمبو، وهو الأبن الأكبر من أسرة بسيطة مكونة من 3 أولاد وله شقيقات، وكان والده يعمل في مجال المعمار وتحديدًا «النقاشة» ويمتاز بالسيره الطيبة، لكن صفة الشر كانت تجمع بين «حبظلم» وألأشد خطورة أخيه الأوسط الشهير بـ«لولو».

من مبيض محارة وبتاع بنزين إلي تاجر صنف  

وكان «حبظلم» في بداياته ملازمًا لمهنه وعمل «مبيض محارة»، وأثناء الموجة الحادة آبان نقص المواد البترولية أتجه لبيع «جراكن البنزين» علي ترعة كاسل عن طريق السوق السوداء، وكان من «لصوص الأزمات» وبيكسب فلوس وقتها أحسن من مدير في البنك، وعايش حياته «سمنة علي عسل» مع بنت خالته، لكن العمل المشبوه مهما طال لن يستمر، ثم سقط في قبضة رجال الأمن بتهمة مواد مُخدرة، وحكم عليه بـ10 سنوات سجن وخرج قبل انتهاء المدة بـ3 سنوات.

لهذا السبب زوجته الأولي طلبت «الطلاق»..؟

أصل الحكاية بدأت عقب خروج «أبو ريماس» من السجن، فكانت زوجته تنتظره بذات الصورة التي تزوجته عليها كعامل باليومية يصارع مع الحياة بأزماتها ومتاعبها ولا ييأس وهي بدورها الأصيل تسانده علي «الحلو والمر» لكنها فوجئت بشخص آخر يرتدي ثوب الشياطين ويتحدث بلسان البحث عن الثراء بسرعة البرق عن طريق بيع المواد المخدرة، وأنتهت العلاقة بينهما بـ«الطلاق» لأنها رفضت أن تذوق المال الحرام بطعم تدمير الشباب والقضاء علي مستقبلهم، ثم تزوج بأخري.

تطورت الحكاية بعدما أنضم «حبلظم» إلي تاجر مخدرات، وأخذ يمده بالشغل، حتي أصبح نسخة من الإجرام لأخيه الأوسط «لولو» الذي مازال في السجن حتي الآن، حتي كون ثروة طائلة وأصبح له صيت بين المدمنين «أصحاب المزاج»، ومن هنا قرر أن يتجه إلي قرية «7 قبلي» ليبني له ملاذ أمن لتوسعه نشاطه في بيع المخدرات، وكان يرسل الأموال إلي أحد أقاربه داخل القرية وبالفعل هيأ له مسكنا علي أرض زراعية من ناحية أول المدخل الغربي للقرية، وكان هذا المكان علي  كان ما أشبه بمقبرة للشباب.

من كويت الغلابة إلي مسرح للمدمنين

أول يوم لـ«حبظلم» داخل قرية «7 قبلي» كانت مليئة بالدهشة والصدمة، فكان الأهالي بمجرد فتح الدولاب وبداخله «شلة مطاريد» استشعروا أنهم أمام وباء مدمر بدأ يتفشي، فبعد أن كان يطلق علي القرية بأنها ما أشبه بـ«كويت الغلابة» بمعني أن جميع سكانها شرفاء لا يعرفون البطالة، كل منهم مهموم في البحث عن قوت رزقه ويقدسون قيمة العمل سواء في الزراعة أو التجارة أو المهن المتنوعة أصبحت مسرحًا للمدمنين، وبالفعل جلسوا معه وحذروه من استمرار نشاطه، ولم يستجيب، ثم اعترضوا الطريق مره أخري، وتلقوا وعودا من رجال الأمن في وقتها، لكن لم تنفذ، مما تسبب في موجة إحباط ويأس داخل القرية أو بمعني أدق ظنوا أنه «مسنود» أو يعمل لمافيا.

وكانت شخصية «أبو ريماس» داخل القرية تمتاز بالهدوء والاختصار فهو مجرد «تاجر صنف»، لكن لم يمارس أعمال النهب و«التحليق» ولا يملك موكب من السيارات ودائم التحرك بالموتوسيكل وبسبب بساطته كانت الزبائن تتجه إليه من كل مكان من خارج القرية، مما أشعل الغيرة عليه من منافسيه تحت رعاية «رأس الأفعي» بذات المجال الملعون وبدأت الصراعات حول التجارة المشبوهة تتحول إلي ساحات حرب بالأسلحة الثقيلة فوق رؤوس أبناء القرية.

الأحداث الأخيرة من سرقات وبلطجة ومخدرات في كل مكان، جعلت شباب «7 قلبي» قرر أن يحرق أوراق العبارات السلبية التي ورثوها عن نظرية جحا ومنها «أنا مالي.. بعيد عن بيتي» وكشروا عن أنيابهم وخرجوا لأنهاء امبراطورية «حبلظم» وعصابته الإجرامية حفاظا علي سمعة بلدتهم وأجيالها، وتمكنوا بالفعل من ذلك وفر كالفئران في زراعات القصب، وتدخلت الجهات الأمنية ونجحت في فرض السيطرة داخل القرية.

متي سيسقط «رأس الأفعي» 

لكن السؤال الذي يراود الكثيرون داخل محافظة أسوان وتحديدًا أبناء مركز كوم أمبو، هل ستستمر العاصفة الشعبية شباب وقيادات «7 قبلي» في تطهير قريتهم من «رأس الأفعي» وراعي الفساد الأول في بيع المخدرات والنهب والسرقة بالإكراة واحتضان المطاريد أسوة بـ«حبظلم» الذي أنتهت امبراطوريته في أقل من 15 دقيقة، أم هناك مفاجأت جديدة.