رئيس التحرير
خالد مهران

تبادل الإتهامات بين موسكو وواشنطن بعد انهيار إتفاق الحبوب الروسي الأوكراني

النبأ

 

 

أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي  بعد انهيار إتفاق الحبوب الروسي الأوكراني،  اليوم تقديم 362 مليون دولار من المساعدات الإضافية من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للدول التي تواجه درجة حادة من انعدام الأمن الغذائي.

قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيانها:" يعزز هذا التمويل مرونة المجتمعات الضعيفة من خلال تعزيز قدرتها على مكافحة سوء التغذية وتقليل معدلات المرض والوفيات وتعزيز النمو الاقتصادي وتقليل مخاطر الكوارث وتحسين الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ".

واضاف البيان أن هذه المساعدات توفر دعمًا مهمًّا متعدد القطاعات لدول في مختلف أنحاء القارة الأفريقية بعد انهيار إتفاق الحبوب الروسي الأوكراني.

أوضحت أن هذا التمويل يعد حاسمًا في خضم أزمة الغذاء العالمية القائمة والمتفاقمة بفعل الصدمات المناخية وأسعار الغذاء والوقود والأسمدة المرتفعة والنزاعات طويلة الأمد.

 

بلينكن يتهم روسيا باستخدام الغذاء كسلاح حرب

قال بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، الذي يترأس اجتماعًا حول انعدام الأمن الغذائي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، أمام مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوًا إنه "يجب ألا يتم تسليح الجوع" بعد انهيار إتفاق الحبوب الروسي الأوكراني.

وخص، أنتوني بلينكين، بالذكر روسيا قائلا إن غزوها لأوكرانيا العام الماضي تسبب في هجوم على نظام الغذاء العالمي.

انتقد بلينكين موسكو لانسحابها الشهر الماضي مما يسمى بمبادرة حبوب البحر الأسود. حيث سمحت الاتفاقية بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر، خلال الصراع بين البلدين.

رفضت موسكو تمديد الاتفاق، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب الذي أثر بشدة على الدول الفقيرة.

قال بلينكين: يجب على كل عضو في هذا المجلس، وكل عضو في الأمم المتحدة أن يخبر موسكو بما فيه الكفاية، يكفي استخدام البحر الأسود كابتزاز يقصد  إتفاق الحبوب الروسي الأوكراني.

وأضاف: "يكفي معاملة الأشخاص الأكثر ضعفا في العالم على أنها وسيلة ضغط. يكفي هذه الحرب غير المبررة وغير المنطقية".

تهدف الاتفاقية، التي تم توقيعها في يوليو 2022 مع تركيا بصفتها وسيطًا مدعومًا من الأمم المتحدة بين أوكرانيا وروسيا، إلى التخفيف من خطر المجاعة في العالم من خلال ضمان وصول الحبوب الأوكرانية إلى أسواق العمل على الرغم من الحرب.

تطالب موسكو بضمانات بشأن اتفاقية أخرى تتعلق بصادراتها في إتفاق الحبوب الروسي الأوكراني، ولا سيما مكونات الأسمدة.

أضرت طائرات مسيرة روسية يوم الأربعاء بالبنية التحتية في ميناء أوكراني على نهر الدانوب، حيث استهدفت موسكو منشآت حيوية لشحنات الحبوب من أوكرانيا في أعقاب انهيار الاتفاق.

اعترافات أمريكية

اعترفت نائبة مدير وكالة التنمية الدولية في أمريكا، إيزابيل كولمان، اليوم الخميس، بأن جميع الحبوب المصدرة من أوكرانيا بموجب مبادرة البحر الأسود التي توسطت فيها الأمم المتحدة لم تذهب مباشرة إلى البلدان الفقيرة التي تواجه انعدام الأمن الغذائي.

وقالت كولمان: “علينا أن نتذكر أن جميع المواد الغذائية المصدرة من أوكرانيا تخدم دورًا حاسمًا لفقراء العالم، حتى لو لم تذهب مباشرة إلى المناطق التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي لأنها تهدئ الأسواق وتخفف من ارتفاع الأسعار والسلع الأساسية”.

وأضافت أن تصريحات روسيا بأن الدول الأكثر ثراءً استفادت من اتفاقية تصدير الحبوب هي كذبة.

وقالت: “في الواقع، ذهب ما يقرب من ثلثي صادرات القمح الأوكرانية من خلال مبادرة حبوب البحر الأسود إلى البلدان النامية، وذهب ما يقرب من 20٪ إلى أقل البلدان نموًا”.

الرد الروسي 

بينما قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن بلاده لا تثق بمزاعم واشنطن حول تسهيلها تصدير الحبوب الروسية.

وأكد بيسكوف - حسبما أفادت قناة (روسيا اليوم) اليوم الجمعة - أن روسيا لا تثق في الوعود الأمريكية بتسهيل تصدير الحبوب الروسية إن عادت موسكو لاتفاق اسطنبول للحبوب.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قال أمس، إن بلاده ستواصل فعل كل ما بوسعها لضمان استمرار تصدير الحبوب والمواد الغذائية الروسية، مضيفا أن واشنطن كانت تسعى لحل مشكلة الشحن والتأمين في إطار اتفاق الحبوب، وحررت رسائل إلى البنوك لضمان تسهيل التعاملات عبرها.