أزمات كليوباترا تعود من جديد.. ممثلة إسرائيلية تعيد قصة حياة كليوباترا
عاد الجدل من جديد بعد الإعلان عن فيلم جديد يحمل اسم «كليوباترا» والذي تقوم ببطولته الممثلة الإسرائيلية غال غادوت، التي اشتهرت بتقديم فيلم البطلة الخارقة «Wonder Woman»، الذي عُرض عام 2017.
وبعد مرور عدة أشهر على عرض مسلسل «الملكة كليوباترا Queen Cleopatra» على منصة «نتفليكس» والذي تسبب في حالة غضب شديدة لدى الجمهور المصري بسبب توظيف الممثلة الإفريقية السوداء أديل جيمس في دور الملكة يونانية الأصل، لكن القصة عادت مجددًا لتثير جدلًا وفي هذه المرة تقوم بشخصية كليوبترا ممثلة إسرائيلية.
وفي السياق ذاته، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن الممثلة الإسرائيلية غال غادوت ستبدأ تصوير فيلم «كليوباترا Cleopatra» الذي يعد من أكثر الأعمال ذات الميزانية العالية، بعد الضجة التي أحدثها الفيلم الوثائقي كليوباترا على منصة «نتفليكس».
وأثار الإعلان عن الفيلم جدلًا واسعًا، وظن البعض أن صناع العمل سيحرفون تاريخ الملكة الشهيرة ويجعلوها يهودية، مما عرض الممثلة غال غادوت لانتقادات لاذعة، بعد أن أعلنت عن الفيلم عام 2020، إذ هاجمها بعض الأفارقة لكونها امرأة بيضاء تلعب دور ملكة إفريقية، بينما الجمهور العربي اعترض على تجسيد ممثلة إسرائيلية، مؤيدة للاحتلال الصهيوني، لملكة حكمت مصر.
وردت غال غادوت موضحة أن كليوباترا لم تكن إفريقية، وقالت: «أولًا، إذا أردت الالتزام بالحقائق، فإن كليوباترا كانت مقدونية.. بحثنا عن ممثلة مقدونية ولم نجد واحدة وأنا كنت شغوفة جدًا تجاه كليوباترا فحصلت على الدور»، ليكشف حديثها أن الفيلم سيلتزم بالخلفية العرقية الحقيقية لكليوباترا وأن جعل الشخصية يهودية لم يكن مخطط له في الأساس.
وكشفت غال غادوت عن كيف ستعيد شخصية كليوباترا إلى الحياة قائلة: «بالنسبة لي، أنا متحمسة جدًا لإخبار قصتها وتحقيق العدالة لهذه الشخصية، وهي إرثها والاحتفاء بها وإرثها».
وتأمل الممثلة الإسرائيلية، أن الفيلم سيغير السرد المحيط بالشخصية التاريخية الشهيرة، التي صورتها إليزابيث تايلور الأكثر شهرة في فيلم كليوباترا عام 1963، ومع ذلك، فإن تصويرها للفيلم قد يكون مثيرا للجدل للجمهور المصري الذي يشعر بالغضب الشديد؛ لأن التي تجسد شخصية تراثية هي ممثلة إسرائيلية.
وتقول الممثلة لـ«Vogue Hong Kong»، مؤخرًا، إنها ستغير سرد الشخصية التاريخية، قائلة: «تقع إسرائيل على حدود مصر، وقد نشأت مع العديد من القصص عن كليوباترا، وهي تشبه اسمًا مألوفًا، كما تعلمون، إذا كانت المرأة المعجزة هي القائدة الخيالية القوية، فإن كليوباترا في الواقع هي القائدة الحقيقية، هذا مثال رائع لقصة أردت أن أحكيها لأنني بدأت في قراءة كتب مختلفة عن كليوباترا».
وأضافت في حديثها: «و أو، هذا رائع، كل ما رأيته فيما يتعلق بكليوباترا من الفيلم هو أنها كانت تلك المرأة المغرية التي كان على علاقة غرامية مع يوليوس قيصر ومارك أنتوني، لكن الحقيقة هي أن هناك العديد من الأسرار عنها».
وتابعت غادوت: «كانت هذه المرأة سابقة لعصرها.. وما كانت مصر في ذلك الوقت، كانت لا تزال مستقبلية إلى ما نحن عليه اليوم، لا أستطيع أن أقول الكثير، لكن بالنسبة لي، أنا متحمسة جدًا لسرد قصتها وتحقيق العدالة لهذه الشخصية وإرثها والاحتفاء بها وبإرثها، لدينا نص جميل، ولا أطيق الانتظار لمشاركة هذه القصة مع العالم وتغيير رواية أن كليوباترا مجرد مغرية».
أزمات كليوباترا قبل العرض
العديد من الأزمات واجهت الفيلم قبل عرضه، ومنها انسحاب المخرجة باتي جنكنز عن العمل بسبب اختلافات إبداعية، وحلت محلها المخرجة كيري سكوجلاند، وانتهت المؤلفة ليتا كالجروديس من كتابة الاسكريبت النهائي لفيلم كليوبترا.
كما أنه كان من المقرر أن يعود إنتاج الفيلم لشركة يونيفرسال، ولكنه انتقل إلى شركة باراماونت، ولم يبدأ تصويره أو تحديد تاريخ إطلاقه بعد.
وانتشر، خلال الفترة الماضية، ملصقا دعائيا للفيلم، واعتقد البعض أنه الرسمي لكنه من صنع أحد المعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي.
كليوبترا على نتفليكس
وطرحت منصة نتفليكس فيلما عن حكاية كليوباترا التي أسهمت بشكل قوي في التاريخ المصري.
وفي السياق نفسه، أعلنت قناة «الوثائقية»، بقطاع الإنتاج الوثائقي في شركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عرض فيلم وثائقي مصري حول قصة كليوباترا، ليكشف الحقائق حول حياتها وقصتها الواقعية الخالية من التزييف.
وحصل الفيلم الوثائقي «Queen Cleopatra» الذي تم إنتاجه عن طريق «نتفليكس» على أسوأ تقييم من الجمهور على الإطلاق في تاريخ الأعمال التلفزيونية على «Rotten Tomatoes»، وفقًا لتقرير فوربس.
وذكرت مجلة فوربس، أن المسلسل حصل على نسبة تأييد تبلغ 1% بسبب الإقبال الكبير للمصريين للتعبير عن غضبهم من تزويره للتاريخ، وذلك لأن فيلم «Netflix» الذي رصد قصة كليوباترا جعلها تبدو ذات بشرة داكنة كما لو كانت أصولها إفريقية وليست مقدونية.
تعويض مادي
وكانت محكمة القضاء الإداري في مصر، حددت أولى جلسات دعوى تطالب منصة نتفيلكس بـ2 مليار دولار، كتعويض عن بث فيلم وثائقي عن الملكة «كليوباترا»، ووقف عرض الفيلم.
وأقام عمرو عبدالسلام، المحامي بالنقض وعضو اتحاد المحامين بألمانيا، دعوى قضائية لإلزام السلطات المصرية ممثلة في وزير الخارجية المصري، باتخاذ الإجراءات الدبلوماسية والقانونية ضد منصة نتفليكس وصناع الفيلم لوقف بثه، ومطالبة المنصة وصناع الفيلم بدفع 2 مليار دولار كتعويض للدولة المصرية.
وزارة الآثار ترفض التزييف
من جانبها، أكدت وزارة السياحة والآثار، أن الفيلم لاقى حالة من الرفض لتزييفه تاريخ مصر القديم، حيث إن ظهور «كليوباترا» بهذه الهيئة يتنافى مع أبسط الحقائق التاريخية، وكتابات المؤرخين أمثال بلوتارخوس وديوكاسيوس والذين سجلوا أحداث التاريخ الروماني في مصر في عهد كليوباترا وأكدوا أنها كانت ذات بشرة فاتحة اللون، وأنها ذات أصول مقدونية خالصة.
وأضافت الوزارة، أن دراسات الأنثروبولوجيا البيولوجية ودراسات الحمض النووي التي أُجريت على المومياوات والعظام البشرية المصرية القديمة، أكدت أن المصريين لا يحملون ملامح أفارقة جنوب الصحراء سواء في شكل الجمجمة وعرض الوجنات والأنف واتساعه وتقدم الفك العلوي ولا في الشكل الظاهري للشعر وطول القامة وتوزيع وكثافة شعر الجسد.