رئيس التحرير
خالد مهران

محلل سياسي يكشف تفاصيل تحركات واشنطن لاستخدام القوة العسكرية ضد دولتين إفريقيتن

الأوضاع في النيجر
الأوضاع في النيجر

كشف المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي “عادل الخطاب” النقاب عن أنه مع رفض قادة النيجر التراجع عن الانقلاب وتسليم السلطة للرئيس المخلوع محمد بازوم، حليف الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، بدأت واشنطن دراسة خطة لشن علمية عسكرية ضد كل من النيجر وليبيا لتحييد السلطات والمعسكرات السياسية المعادية لها، بشكل يضمن لها التحكم بشكل كامل في هاتين الدولتين الغنيتين بالثروات الباطنية، وتضمن من خلالها إبطاء النفوذ الروسي المتنامي في القارة السمراء.
وأضاف أنه في ليبيا أمسك كل من مجلسي النواب والدولة زمام المبادرة لإجراء انتخابات رئاسية في البلاد وفقًا لمصالح الشعب الليبي متجاهلين الأجندات الأمريكية التي تحاول من خلالها إيصال شخصيات موالية لها إلى سدة الحكم، وذلك بالتزامن مع لقاء رئيس المجلس الرئيس محمد المنفي بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين خلال قعاليات قمة روسيا – إفريقيا، والتي دعا فيها المنفي الرئيس الروسي للمساعدة في إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
وتابع المحلل السياسي قائلا: أنه بينما في النيجر أسهمت الأحداث المدعومة من قبل الشعب بقيادة عبد الرحمن تياني بالإطاحة برئيس النيجر محمد بازوم، الراعي الرسمي للنفوذ الفرنسي والأمريكي في النيجر، ما أثار غضب واشنطن وباريس من خسارة نفوذهما في تلك الدولة، وكما هي العادة، أينما يتواجد النفوذ الغربي تتواجد معه المصالح والثروات الباطنية، فالنيجر تتمتع بثروات كبيرة من اليورانيوم، وعدد من الثروات الأخرى بينما ليبيا تتربع على عرش أكبر احتيطيات من النفط والغاز في القارة السمراء، وهذا ما دفع بواشنطن لدراسة خطة شن عملية عسكرية للسيطرة على هاتين الدولتين، خصوصًا مع تسارع تنامي النفوذ الروسي في القارة، ولجوء العديد من قادة الدول الإفريقية للتعاون مع موسكو في العديد من المجالات وامتناعهم عن التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.
واشار إلى إنه حسب تقارير أمريكية، تحظى واشنطن بأكبر قاعدة جوية عسكرية في العالم في النيجر، تحوي أعدادًا كبيرة من الطائرات المسيرة والطائرات دون طيار، والتي وبحسب التقارير يدرس البنتاجون خطة لاستخدامها كعامل رئيسي في عمليته العسكرية المقبلة على كل من الجيش الوطني الليبي وعدد من الجهات العسكرية في ليبيا وعلى قادة الإنقلاب في النيجر.
وأوضح أن ليبيا الآن قاب قوسين أو أدنى من التحرر من الهيمنة الغربية، وإجراء تغييرات جذرية تحرف بوصلة البلاد نحو الشرق، منها مسارعة البرلمان المدعوم عسكريًا من قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، لتشكيل حكومة موحدة جديدة لضمان اجراء انتخابات رئاسية وفقًا لمطالب الشعب وتشديده الخناق على الحكومة المنتهية الصلاحية في طرابلس، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذي تدعمه واشنطن، وبالتالي خسارة نفوذها في ليبيا لصالح روسيا، التي تدعم الانتخابات في ليبيا وعلى تواصل دائم مع النخب السياسية شرقي البلاد وغربها.

 

البنتاجون مع “ افريكوم” يسابق الزمن لتحريك قواته وحشدها لاحتواء الخسائر 


وأكد المحلل السياسي، أن البتناجون مع القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم ” يسابق الزمن لتحريك قواته وحشد قدراته لاحتواء الخسارة الفادحة في النيجر وقبيل محاصرة أكبر قاعدة جوية له في العالم هناك، وأن الخطة الوحيدة التي أمام قيادة الجيش الأمريكي هي شن ضربات جوية عنيفة على الأهداف في كل من ليبيا والنيجر، وخلخلة توازن قادة الدولتين العسكريين، وكسب بعض من الوقت لإعادة تموضع قواتها ومن ثم الشروع بعملية سياسية وتنصيب حكومات موالية لها في السلطة أو دعم النخب السياسية الموالية لها في استعادة السلطة، وإعادة الأمور إلى نصابها في تلك الدولتين.
ونوه “ خطاب ” إنه وفقا لتقارير أوروبية بأن واشنطن لن تستطيع استعادة ما فقدته في إفريقيا، لأن سياسة الهيمنة وفرض الأجندات لم تعد مقبولة لدى شعوب تلك المنطقة، الذين يعانون الامرين أساسًا بسبب الفوضى التي خلفتها السياسات الامريكية فيها، كما يحدث في ليبيا على سبيل المثال، فوضى خلاقة واقتتال سياسي منذ أن أطاح حلف الناتو بقيادة اشنطن بنظام العقيد معمر القذافي في 2011.