ليبيا..المجلس الأعلي للدولة يطيح بخالد المشري وينتخب رئيسا جديدا له
اختارت أغلبية أعضاء المجلس الأعلى للدولة في ليبيا اليوم الأحد محمد تكالة رئيسا جديدا للمجلس خلفا لخالد المشري.
وحصل محمد تكالة على67 صوتا مقابل 62 لخالد المشري بعد انحصار المنافسة بينهما في الجولة الثانية من التصويت، ليغادر الأخير رئاسة مجلس الدولة بعد 5 سنوات قضاها في المنصب.
والمجلس الأعلى للدولة مقره طرابلس ويتمتع بسلطة عليا في الأمور السياسية الرئيسية بموجب بنود الاتفاق السياسي لعام 2015، ويجري مفاوضات مع مجلس النواب الليبي الذي يتخذ من شرق البلاد مقرا له.
ويخوض المجلس الأعلى ومجلس النواب مفاوضات لرسم المسار لإجراء انتخابات بضغط من الأمم المتحدة، لكنهما يسعيان إلى استبدال حكومة الوحدة الوطنية ومقرها طرابلس قبل أي انتخابات وطنية.
لكن رئيس هذه الحكومة عبد الحميد الدبيبة، الذي يُنظر إليه على أنه منافس سياسي لكل من المشري ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، يقول إنه لن يترك منصبه إلا بعد الانتخابات، وقد تمكن العام الماضي من التصدي لمحاولات مسلحة استمرت لفترة وجيزة للإطاحة به.
ومحمد تكالة، محسوب على تيار الرافضين للتعديل الدستوري الـ13 وهو مقرب من حكومة الوحدة الوطنية ورئيسها عبدالحميد الدبيبة الذي عرفت علاقته بالمشري خلافات كبيرة وصلت إلى حدّ القطيعة.
وتنظم انتخابات رئاسة المجلس كل عام، وتداول على الرئاسة رئيسان حتى الآن، هما، عبد الرحمن السويحلي، وخالد المشري.
وخالد المشري الذي تم الاطاحة به، وُلد عام 1976، وهو حاصل على بكالوريوس الاقتصاد من جامعة قاريونس ببنغاني عام 1999. ثم دبلوم الدراسات العليا من أكاديمية الدراسات العليا بطرابلس عام 2004، وماجستير الاقتصاد من أكاديمية الدراسات العليا، طرابلس عام 2010.
و هو سياسي ليبي من أصول تركية، شغل منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة من 8 أبريل 2018، وهو جهة استشارية لحكومة الوفاق الوطني الليبية التي تأسست في ديسمبر 2015، وهو عضو في حزب العدالة والبناء التابع للإخوان المسلمين.
في يناير 2019 أعلن المشري استقالته من جماعة الاخوان المسلمين عبر كلمة متلفزة ألقاها، مشيرًا إلى استمراره في العمل السياسي والحزبي. وأوضح المشري أن هذه الاستقالة جائت انطلاقًا من مقتضيات المصلحة الوطنية والتي تستوجب الوضوح مع المواطن الليبي.[
ويرى مراقبون للشأن الليبي أن المشري كان واضحًا منذ البداية حيث لم ينكر في السابق انتمائه لجماعة الإخوان وقالها صراحة في لقائه الشهير عبر قناة فرانس 24 "أنا من الإخوان المسلمين ولم أنكر ذلك يومًا"، تلى ذلك تقديم الاستقالة بشكل علني عندما لم تستجب الجماعة لجملة التغييرات والمراجعات الجوهرية على حد تعبيره.
ووفقا للائحة الداخلية التي تنظم عمل المجلس الأعلى للدولة، "يتم انتخاب مكتب رئاسة كل عام، مكوّن من رئيس، ونائب أول يمثل الجنوب، ونائب ثاني يمثل الشرق، فيما يكون الرئيس ومقرّر المجلس من الغرب.
ومن المتوقع أن تكون نتائج هذه الانتخابات حاسمة ومؤثرة في مستقبل العملية السياسية في ليبيا، خاصة بعد الإطاحة بخالد المشري الذي يدعم خارطة طريق مشتركة مع البرلمان تقوم على إجراء الانتخابات بعد إقرار قوانينها التي أعدتها لجنة 6+6، لا يوافق عليها أغلب أعضاء المجلس الأعلى للدولة.