بعد انتهاء المهلة.. سيناريو توجيه ضربة عسكرية ضد قادة الإنقلاب في النيجر
تنتهي مساء اليوم الأحد المهلة التي منحتها دول غرب إفريقيا «إيكواس» للإنقلابيين في النيجر بالتراجع عن الانقلاب وإعادة الرئيس بازوم إلى منصبه.
وبينما تتعالى أصوات طبول الحرب في إفريقيا، يسارع السكان في العاصمة النيجيرية للاستعداد لكل الاحتمالات التي تحملها الساعات القليلة القادمة والتي ستكون حاسمة حربًا أو سِلمًا مع انتهاء المهلة اليوم، والتي حددتها دول "إيكواس" التي تنتظر الضوء الأخضر من الولايات المتحدة بعد انقِسامٍ حادٍّ في القارّة الإفريقيّة بسبب حالة التوتّر الحاليّة بين اعتراضات دول مثل الجزائر ومالي وبوركينو فاسو وتشاد للتدخل العسكري، وتأييد فرنسي لدول إيكواس لتوجيه ضربة عسكرية ضد الانقلابيين بانتظار ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأميركية.
وكان قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس»، قد هددوا باتخاذ إجراءات عسكرية ضد المجلس العسكري في النيجر، بعد أن استولى على السلطة في انقلاب الأسبوع الماضي.
وأمهل قادة إيكواس، المجلس العسكري، سبعة أيام، لإعادة الرئيس محمد بازوم المحتجز، إلى منصبه.
وأجرى قادة من إيكواس، محادثات حول الأزمة في العاصمة النيجيرية أبوجا، الأحد الماضي، لمناقشة الانقلاب الأخير - الذي يأتي بعد انقلابات عسكرية في مالي وبوركينا فاسو، المجاورتين.
وجاء في بيان تلا القمة، أن إيكواس "لا تتسامح مطلقا" مع الانقلابات.
وأضاف البيان، أن الكتلة الإقليمية ستتخذ "جميع التدابير الضرورية لاستعادة النظام الدستوري" إذا لم يتم تلبية مطالبها في غضون أسبوع.
"وقد تشمل مثل هذه التدابير استخدام القوة"، وسيجتمع قادة الجيوش "على الفور" للتخطيط لتدخل، وفقًا للبيان.
وقد أكدت الخارجية الفرنسية دعمها "بحزم وتصميم" لجهود إيكواس لدحر محاولة الانقلاب.
وقالت في بيان إن "مستقبل النيجر واستقرار المنطقة بأكملها على المحك".
وقد حذر المجلس العسكري في النيجر، من أنه سيقاوم أي "خطة للعدوان ضد النيجر" من قبل القوى الإقليمية أو الغربية.
انقسام أفريقي ضد التدخل العسكري
وفي السياق، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أنه ضد أي تدخل عسكري في النيجر المجاورة. وقال في مقابلة تلفزيونية مساء السبت "نرفض رفضا تاما وقطعيا التدخل العسكري في النيجر"، مضيفا "ما يحدث في النيجر تهديد مباشر للجزائر."
وشدد على أن "التدخل العسكري لا يحل أي مشكلة بل يؤزم الأمور. الجزائر لن تستعمل القوة مع جيرانها".
وأضاف الرئيس الجزائري "الجزائر تتشارك حدودا بطول ألف كيلومتر تقريبا" مع النيجر، متسائلا "ما هو الوضع اليوم في الدول التي شهدت تدخلا عسكريا؟"، في إشارة إلى ليبيا وسوريا.
ومن جهتها أيضا، أعلنت تشاد المجاورة التي تعد قوة عسكرية مهمة، عدم مشاركتها في أي تدخل عسكري محتمل.
ويحظى المجلس العسكري في النيجر بدعم مالي وبوركينا فاسو، الدولتين المجاورتين للنيجر واللتين يحكمهما عسكريون بعد انقلابين في 2020 و2022.
وأوضح البلدان اللذان تم تعليق عضويتهما في هيئات "إيكواس" أن أي تدخل مسلح في النيجر سيعتبرانه "إعلان حرب" عليهما أيضا، وسيؤدي إلى انسحابهما من المجموعة الاقتصادية.
وفي بنين المجاورة للنيجر، أكد وزير الخارجية أولشيغون أدجادي بكاري أن الدبلوماسية تظل "الحل المفضل"، لكنه قال إن بلاده ستحذو حذو "إيكواس" إذا قررت التدخل.
وفي نيجيريا، حض كبار السياسيين الرئيس بولا تينوبو على إعادة النظر في التهديد بتدخل عسكري محتمل في النيجر.
ومن جهته دعا مجلس الشيوخ النيجيري "رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية بصفته رئيسا للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) إلى تشجيع القادة الآخرين في المجموعة على تعزيز الخيارات السياسية والدبلوماسية".
كما نصح أعضاء في مجلس الشيوخ من ولايات في شمال نيجيريا التي تتشارك سبع منها حدودا بطول 1500 كيلومتر مع النيجر، بعدم القيام بأي تدخل عسكري حتى يتم استنفاد جميع الخيارات الأخرى.