رغم تعليمات الحكومة باستثناء المدن الصناعية..
خطر انقطاع الكهرباء يهدد المصانع وتلف معدات الإنتاج
أصبحت أزمات انقطاع الكهرباء حديث الساعة في الشارع المصري، خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة مع الموجة الحارة التى تشهدها البلاد.
وأثار انقطاع التيار بين مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم الواحد لمدة تزيد عن 60 دقيقة، تخوفات من تأثير المصانع بالأزمة وتوقف الإنتاج لعدد من الساعات، بالإضافة إلى تلف المعدات والآلات التي تقدر بالمليارات.
وترددت، خلال الساعات القليلة الماضية، تحذيرات وأنباء حول انقطاع الكهرباء ببعض المصانع؛ مما يشكل تهديدًا للإنتاج والاستثمار في مصر.
تحرك برلماني
وفي هذا السياق، حذر النائب محمد عبد الله زين الدين، عضو مجلس النواب، أمين حزب مستقبل وطن بالبحيرة، من مخاطر تأثير الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي على الصناعة، مشددا على وزارة التجارة والصناعة التدخل والتنسيق مع وزارة الكهرباء لإيجاد آلية للحد من تداعيات هذه الأزمة.
وأكد أن انقطاع التيار الكهربائي بهذه الصورة المتكررة يؤثر على الإنتاج من ناحية، وعلى كفاءة المعدات من ناحية أخرى، الأمر الذي يهدد بتكبد هذه المصانع خسائر كبيرة، فضلا عن التأثير على الإنتاجية.
وأشار «زين الدين»، إلى أن بعض المصانع لا يوجد لديها مولدات لتوفير الكهرباء في وقت الانقطاع، متابعًا: «كما أن التي يوجد لديها مولدات كهرباء، ليس لديها جدول زمني واضح بمواعيد الانقطاع حتى تتخذ الإجراءات اللازمة لفصل التيار وتغيير مساره إلى المولدات».
ولفت عضو مجلس النواب، إلى أن محافظة البحيرة والتي يوجد بها عدد كبير من المصانع سواء الغزل والنسيج أو الصناعات الغذائية والإنتاج الحيواني وغيرها، تأثرت كثيرًا في الفترة الأخيرة بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي.
وقال محمد زين الدين: «في الوقت الذي تتجه فيه الدولة نحو توطين الصناعة وزيادة المنتج المحلي، يأتي قرار تخفيف الأحمال على الشبكات الكهربائية ليؤثر بشكل سلبي على هذا التوجه، لا سيما وأنه يؤدي لتراجع الإنتاج، وعدم وفاء المصانع بعقود التوريد مع الجهات المختلفة».
وأوضح عضو مجلس النواب، أن البيان الأخير لوزارة الكهرباء بشأن مواعيد انقطاع التيار غامض ولم يعط حلا واضحا للأزمة الراهنة، مشددا على ضرورة أن يتم استثناء المناطق الصناعية من انقطاع التيار، أو فصله في غير مواقيت العمل، حرصًا على عدم توقف عجلة الإنتاج.
وشدد «زين الدين»، على ضرورة أن تعلن وزارة الكهرباء على طريق الشركات في كل منطقة عن مواعيد قطع التيار ومدته، حتى يتمكن المواطنين من اتخاذ الاحتياطات اللازمة في فترة الانقطاع، لا سيما وأن التيار الكهربائي مرتبط به جميع الخدمات من مياه شرب وصرف وإنترنت وغيرها.
الاعتماد على المازوت
وكان المتحدث باسم مجلس الوزراء، السفير نادر سعد، أكد أن الحكومة لا تلجأ إلى قطع الكهرباء عن المصانع في إطار عمليات تخفيف الأحمال.
وأشار إلى أن الدولة وضعت حلولا لمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء، لعل أبزرها زيادة كميات المازوت التي تقوم باستيرادها؛ من أجل زيادة توليد الكهرباء.
وأوضح المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن الحكومة ستستورد المازوت بقيمة ما بين 250 مليون دولار إلى 300 مليون؛ لعبور شهر أغسطس بأقل قدر ممكن من تخفيف الأحمال، ومع ذلك كلما تحسنت درجات الحرارة؛ سيتم التقليل من تخفيف الأحمال في مختلف أنحاء الجمهورية.
وتابع: «كان لدينا احتياطي من المازوت تم استخدامه خلال الفترة الأخيرة»، مبينا أن بعض شحنات المازوت المستورد وصلت بالفعل والباقي سيصل قريبًا وسيكفي الاستهلاك المحلي.
لا يوجد انقطاعات بالمصانع
وبالرغم من المخاوف والتحذيرات من توقف المصانع وتأثرها بأزمة الكهرباء، إلا أن الدولة تسعى جاهدة إلى توفير الطاقة اللازمة لتشغيلها والبعد عن المناطق الصناعية، لاستمرار دورة الإنتاج ودعم المستثمرين، حسب ما أكده رؤساء المناطق الصناعية بالمحافظات.
وقال المهندس على حمزة، رئيس جمعية مستثمري أسيوط وعضو اتحاد المستثمرين، إن المدن السكنية تواجه أزمات في انقطاع الكهرباء، ولكن في المقابل المدن الصناعية لا تواجه أي انقطاعات في الكهرباء.
وأضاف «حمزة»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن المصانع بالصعيد لا تعاني من انقطاعات بالكهرباء بتكليف من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء.
وأوضح رئيس جمعية مستثمري أسيوط، أن عدم انقطاع التيار بالمصانع يعطي ميزة، حيث بالرغم من مشكلات الكهرباء والغاز بالمدن السكنية، إلا أن المصانع تعمل بكامل طاقتها، ولا يتأثر الإنتاج واحتياجات السوق.
كما قال المهندس أسامة حفيلة، رئيس جمعية مستثمرى دمياط الجديدة، ونائب رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، إن المصانع لا تعاني من أي انقطاعات في الكهرباء، لافتًا إلى أنه لم يرصد شكاوى حتى الآن خلال دوام العمل الصباحي.
وأضاف «حفيلة»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن الانقطاعات تتم مساءً في وقت إغلاق المصانع، لافتًا إلى أن الأزمة لا تؤثر على الطاقة الإنتاجية أو انتظام العمل.
وأكد رئيس جمعية مستثمرى دمياط الجديدة، أنه لا يوجد مشكلات تواجه المصانع على مستوى الطاقة سواء في الغاز أو الكهرباء.
ومن ناحيته، قال المهندس عبدالله محمد الغزالي، رئيس جمعية مستثمري بلبيس الصناعية، إن هناك انقطاعات بسيطة ولكن للصيانة ويتم الإبلاغ عنها مسبقًا.
وأضاف «الغزالي»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه حتى الآن لم يرصد شكاوي بانقطاعات عشوائية أو بالساعات داخل المناطق الصناعية.
وأوضح رئيس جمعية مستثمري بلبيس الصناعية، أن هناك تعلميات من الحكومة بعدم قطع الكهرباء عن المصانع، لما سيحدث من أزمات توقف بالكامل لأن هناك بعض الآلات تحتاج إلى «تسخينها قبل العمل بساعتين على الأقل».
وأشار إلى أنه في حالة استمرار انقطاع الكهرباء لمدة طويلة سيحدث تلفا للمواد الغذائية والأجهزة، موضحًا أنه عند عودة الكهرباء بعد الانقطاع تأتي بترددات عالية، ما يؤدي إلى اختراق بعض المعدات والمواسير البلاستيكية.
بدوره، قال محمد جيندي، عضو مجلس إدارة جمعية مستثمرى مدينة 6 أكتوبر ونقيب المستثمرين الصناعيين، إن الجمعية لم ترصد أي شكاوى من المصانع بشأن انقطاع الكهرباء.
وأضاف «جيندي»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن المصانع بمدينة 6 أكتوبر تعمل بشكل منتظم، دون أي تأثير حتى الآن.
وأشار نقيب المستثمرين الصناعيين، إلى أنه تم عقد اجتماع مع رئيس هيئة التنمية الصناعية، المهندس محمد عبد الكريم، لحل مشكلات المستثمرين فيما يخص الكهرباء والغاز وإغلاق المصانع وتوقفها.