دراسة جديدة تربط السمنة بأحد المراكز العصبية في الدماغ
توصلت دراسة جديدة حول السمنة إلى أن مركز التحكم في الشهية في الدماغ يختلف في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو يعانون من السمنة، وقال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تضيف المزيد من الأدلة على أهمية بنية الدماغ للوزن واستهلاك الطعام.
وتشير التقديرات الحالية إلى أن أكثر من 1.9 مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
ووفقًا لمكتب تحسين الصحة والتفاوتات، يعاني ما يقرب من ثلثي البالغين في العالم من زيادة الوزن أو السمنة.
وهذا يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان والصحة العقلية السيئة.
ويقول الباحثون إن عددًا من العوامل تؤثر على مقدار ما يأكله الناس وما يأكلونه، بما في ذلك العوامل الوراثية وتنظيم الهرمونات والبيئة التي يعيشون فيها، ومع ذلك، ليس من الواضح تمامًا ما يحدث للدماغ ليخبرنا أننا جائعون أو ممتلئون.
الدراسات السابقة
أظهرت الدراسات السابقة أن منطقة ما تحت المهاد - وهي منطقة صغيرة من الدماغ بحجم حبة اللوز - تلعب دورًا مهمًا.
على الرغم من أننا نعلم أن منطقة ما تحت المهاد مهمة لتحديد مقدار ما نتناوله، إلا أننا في الواقع لدينا القليل جدًا من المعلومات المباشرة حول منطقة الدماغ هذه لدى البشر الأحياء، وذلك لأنها قطعة صغيرة جدًا ويصعب تحديده في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي التقليدي للدماغ..
وقال البروفيسور بول فليتشر، كبير مؤلفي الدراسة: "لقد أعطانا العقدين الماضيين رؤى مهمة حول التحكم في الشهية وكيف يمكن تغييرها في السمنة.
ويأمل الباحثون من خلال اتباع هذا النهج الجديد لتحليل عمليات مسح الدماغ في مجموعات البيانات الكبيرة، توسيع نطاق هذا العمل ليشمل البشر، وفي النهاية ربط نتائج الدماغ الهيكلية الدقيقة هذه بالتغيرات في الشهية والأكل وتوليد فهم أكثر شمولًا للسمنة.
وتأتي غالبية الأدلة على دور الوطاء في تنظيم الشهية من الدراسات التي أجريت على الحيوانات، والتي تشير إلى مسارات تفاعلية معقدة داخل منطقة ما تحت المهاد، مع مجموعات خلايا مختلفة تعمل معًا لتخبرنا عندما نكون جائعين أو ممتلئين.
وفقًا للنتائج، كان الحجم الإجمالي لمنطقة ما تحت المهاد أكبر بشكل ملحوظ في مجموعات الشباب الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة.
كانت الاختلافات أكثر وضوحا في تلك المناطق الفرعية من منطقة ما تحت المهاد التي تتحكم في الشهية من خلال إفراز الهرمونات لتحقيق التوازن بين الجوع والامتلاء.
في حين أن الأهمية الدقيقة للنتيجة غير واضحة، فإن أحد التفسيرات هو أن التغيير يتعلق بالالتهاب
وأظهرت دراسات أجريت على الحيوانات سابقًا أن اتباع نظام غذائي عالي الدهون يمكن أن يسبب التهاب ما تحت المهاد، والذي بدوره يؤدي إلى مقاومة الأنسولين والسمنة.