انقلاب النيجر.. أين يعيش الرئيس المعزول «بازوم» وما هو مصيره؟
جدد وزير الخارجية أنتوني بلينكن، من خلال بيان نشرته وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الأربعاء، التشديد على دعم بلاده للرئيس النيجري المعزول محمد بازوم، مشيرا إلى أن سلامة وأمن بازوم وعائلته أمر أساسي.
تصريحات وزير الخارجية الأمريكي عن رئيس النيجر المعزول يثير الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام حول مصير الرئيس محمد بازوم في حال فشل «إيكواس» في إيجاد حل سياسي لأزمة الانقلاب في النيجر، لا سيما وأن البعض يتحدث عن وجود خطر على حياة الرئيس المعزول في حال التدخل العسكري.
حذر أنتينيكار الحسن، المستشار السياسي للرئيس النيجري محمد بازوم، من أن التدخل العسكري من جانب قوات المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا "إيكواس"، لو تم، سيضع حياة الرئيس وعائلته في خطر.
وأرجع الحسن ذلك إلى أن الهجوم يمكن أن يؤدي لإصابة الرئيس، سواء عن طريق الخطأ من جانب القوات المهاجمة أو على يد قوات الجيش التي انقلبت عليه".
وكشف المستشار السياسي للرئيس، أن بازوم ما زال موجودا في مقر إقامته في رئاسة الجمهورية منذ 26 يوليو الماضي (تاريخ الانقلاب)، وهو قيد الاحتجاز من جانب الانقلابيين.
المرة الوحيدة التي ظهر فيها الرئيس المعزول محمد بازوم، هي بعد الانقلاب بأيام قليلة عندما التقى في 31 يوليو الماضي مع رئيس تشاد محمد إدريس ديبي الذي تحدث معه ونشر صورة على حسابه على «تويتر».
وفي تصريح علني له منذ انقلاب النيجر، أعرب الرئيس محمد بازوم لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عن قلقه من خطر عودة الإرهاب وإقامة منطقة «تحت النفوذ الروسي» إذا نجح الانقلاب.
ووصف نفسه، بـ«رهينة» الانقلابيين، قائلًا: «أنا أكتب هذا رهينة. النيجر تتعرض لهجوم من مجلس عسكري يحاول الانقلاب على ديمقراطيتنا، وأنا لست سوى مواطن من مئات تم سجنهم اعتباطيًا وبطريقة غير شرعية».
منذ بداية عزله، لا يُعرف الكثير عن ظروف الإقامة الجبرية للرئيس محمد بازوم.
ووفق شبكة «فرنس إنفو» الفرنسية، سيرى بازوم ظروفه المعيشية تصعب، وسيُحرم الآن من الكهرباء وحتى من الطعام: «وفقًا لأقاربه، الذين تم الاتصال بهم، فإن محمد بازوم بخير ويرفض بشكل قاطع الاستقالة. لكن ظروفه المعيشية أصبحت قاسية بشكل كبير».
ووفقًا لأقاربه، لم يعد لدى الرئيس بازوم الكهرباء ولم يعد بإمكان الشخص المسئول عن إرسال الطعام له الوصول إلى القصر.
وذكرت معلومات صادرة على «فرنس إنفو» أيضًا لسفيرة النيجر لدى فرنسا، أن الرئيس المنتخب لن يحصل على مياه الشرب بعد الآن.
وتضيف «فرنس إنفو»: «طوال الأسبوع، استمر محمد بازوم في الحديث مع الأقارب الناشطين في الخفاء ومع شركائه الدوليين»، وأنه على اتصال مع الولايات المتحدة الموجودة عسكريًا في النيجر.
في سياق متصل، حذرت الحكومة الألمانية الانقلابيين في النيجر، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية، من ارتكاب أعمال عنف بحق الرئيس المحتجز محمد بازوم.
وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية، إن برلين تشعر بقلق بشأن رئيس النيجر، «ولهذا السبب أود في هذا الصدد أن أؤكد مرة أخرى على رسالتنا إلى الانقلابيين بأن عليهم أن يضعوا في حسبانهم أنهم سيتعرضون لعواقب شخصية وخيمة في حال حدث شيء للرئيس المنتخب ديمقراطيًا بازوم وأسرته».
وصرح المتحدث بأن حكومة بلاده لا تزال تأمل في أن يستجيب الانقلابيين لجهود الوساطة التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي، وكذلك المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس».
يذكر أنه عندما تولى بازوم منصب الرئاسة في عام 2021، كان أول انتقال ديمقراطي للسلطة في البلاد، بعد سنوات من الانقلابات العسكرية بعد أن نالت النيجر استقلالها لأول مرة عن فرنسا عام 1960.
انتخب بازوم (63عاما) في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير 2021 بحصوله على 55 بالمائة من الأصوات في مواجهة الرئيس السابق ماهامان عثمان الذي لم يعترف بهزيمته ودعا إلى "تظاهرات سلمية".
يعتبر أول رئيس للنيجر من أصول عربية؛ حيث ينتسب للميايسة، وهي من قبيلة أولاد سليمان العربية القادمة من ليبيا، والتي تعود بدورها إلى قبائل بني سليم القادمة من نجد في الحجاز.
يتحدث اللغات العربية والهوسا والتوبو والكانوري والفرنسية والإنجليزية بطلاقة.
عملية انتقال السلطة بين إيسوفو وبازوم كانت الأولى بين رئيسين منتخبين بطريقة ديمقراطية في بلد اتسم تاريخه بالانقلابات.
منذ توليه السلطة يواجه بازوم تحدي الهجمات الإرهابية التي تنفذها جماعات تابعة لتنظيمي "القاعدة" و"داعش" غربا على الحدود بين النيجير ومالي ووبوركينا فاسو، وجماعة بوكو حرام النيجيرية شرقا.
تعهد بمواصلة سياسات إيسوفو والتركيز على الأمن في ظل تصدي البلاد للمتمردين، كما وعد بطرح سياسات لإصلاح الاقتصاد.
يعتبر بازوم أحد شركاء فرنسا الأوفياء في منطقة الساحل والصحراء، بعدما خسرت حلفاؤها في إفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو، وسط تمدد روسي في المنطقة.
وشغل بازوم منصب رئيس الحزب النيجري للديمقراطية والاشتراكية منذ عام 2011.
وعمل وزيرًا للخارجية من 1995 إلى 1996 ومرة أخرى من 2011 إلى 2015.
وشغل منصب وزير الدولة في رئاسة الجمهورية من 2015 إلى 2016، ووزير الدولة للشؤون الداخلية بين 2016 و2020، عندما استقال للاستعداد للترشح للرئاسة.
وتولى منصب وزير الدولة للتعاون من 1991 إلى 1993.
وقُبض على بازوم مع اثنين من السياسيين المعارضين، بمن فيهم الأمين العام للحركة الديمقراطية من أجل الديمقراطية والتنمية حماه أمادو، في 1998، بزعم مشاركتهم في مؤامرة اغتيال.