انقلاب النيجر.. 3 خيارات أمام «إيكواس» اليوم لإعادة الرئيس المعزول
يجتمع، اليوم الخميس، بالعاصمة النيجيرية أبوجا، رؤساء المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إكواس"، لبحث تطورات الانقلاب في النيجر، بعد أن فشلت كل الحلول الدبلوماسية حتى الأن في تراجع العسكر عن الانقلاب وإعادة الرئيس المعزول محمد بازوم للسلطة.
وتشير التوقعات أن إلى أن المنظمة الإقليية أمامها ثلاثة خيارات لا رابع لهم، الخيار الأول وهو اعطاء المزيد من الوقت للحلول الدبلوماسية، أما الخيار الثاني فهو فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية للضغط على المجلس العسكري للتراجع، أما الخيار الثالث والأخير فيتمثل في استخدام القوة العسكرية والتي لوحت بها الإيكواس في بداية الأزمة، والتي يستبعدها الكثير من الخبراء لما تنطوي عليه من مخاطر لا سيما على حياة الرئيس المعزول المحتجز وأسرته.
وقبل هذا الاجتماع المرتقب اليوم الخميس بساعات، التقى المجلس العسكري بالنيجر مبعوثين اثنين هما، مبعوث الرئيس النيجيري، ومبعوث "إكواس"، بولا تينوبو.
قبلها بأيام قليلة أبلغ المجلس العسكري الحاكم في النيجر الجماعة الاقتصادية "إيكواس"، التي كانت تريد إرسال وفد إلى نيامي، بأنه لا يستطيع استقبالها في الوقت الحالي لأسباب "أمنية".
وجاء في رسالة وزارة الخارجية الموجّهة إلى ممثلية الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في نيامي: "السياق الحالي بما فيه غضب السكان واستياؤهم، بعد العقوبات التي فرضتها إيكواس، لا يسمح باستقبال الوفد المذكور في أجواء هادئة وآمنة".
وأضافت الرسالة، التي تلقّت وكالة فرانس برس نسخة منها "تبيّن أن إرجاء زيارة البعثة المقررة يوم الثلاثاء الماضي إلى نيامي ضروري وأيضا إعادة النظر في بعض جوانب البرنامج، بما في ذلك عدم إمكانية الاجتماع مع بعض الشخصيات لأسباب أمنية واضحة، في هذا الجو من التهديد بالعدوان على النيجر".
وكانت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، قد قامت بزيارة العاصمة نيامي، والتقت مع بعض قادة المجلس العسكري في النيجر.
وقالت نولاند خلال وجودها من النيجر، للصحفيين في اتصال هاتفي، أنها التقت بالجنرال موسى سالو بارمو، الذي نصب نفسه وزيرا للدفاع، و3 ضباط يدعمونه لأكثر من ساعتين لإجراء محادثات "صريحة للغاية، وفي بعض الأحيان صعبة للغاية".
وأشارت فيكتوريا نولاند إلى أن بارمو عمل مع القوات الخاصة الأمريكية في النيجر لسنوات عديدة، وبالتالي كانت قادرة على وصف المخاطر التي يتعرض لها هذا التعاون بـ "تفصيل كبير".
وقالت المسؤولة الأمريكية: "آمل أن يبقوا الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية، لقد قدمنا هذا الاقتراح لكن أفكارهم لا تتفق مع الدستور وسيكون ذلك صعبا من حيث علاقتنا إذا كان هذا هو المسار الذي يسلكونه، لكننا أعطيناهم عددا من الخيارات لمواصلة الحديث ونأمل أن يتجاوبوا".
وأوضحت أن طلبها لمقابلة الرئيس المحتجز محمد بازوم رُفض كما أنها لم تكن قادرة على رؤية القائد الذي نصب نفسه قائد للبلاد، الجنرال عبدالرحمن تياني، وقالت: "لذلك تُركنا لنعتمد على السيد بارمو لتوضيح ما هو على المحك مرة أخرى."
وأكدت أن قادة الانقلاب "حازمون تماما في رؤيتهم للطريقة التي يريدون المضي قدما بها والتي لا تتماشى مع دستور النيجر. "
وقالت نولاند إنها كانت "صريحة بشأن ما هو معرض للخطر إذا لم يعكسوا المسار"، وأنها أوضحت بـ "وضوح شديد" المسؤوليات القانونية للولايات المتحدة إذا تم إعلان استيلاء الجيش رسميا على أنه انقلاب، فسيكون مطلوب من واشنطن قطع المساعدات الخارجية والعسكرية للحكومة في هذه الحالة.
وذكرت أنها أوضحت أيضا أنه "ليست رغبتنا في الذهاب إلى هناك، لكنهم قد يدفعوننا إلى هذه النقطة".
وتابعت: "طلبنا منهم أن يكونوا حذرين في هذا الصدد، وأن يستمعوا إلى عرضنا لمحاولة العمل معهم لحل هذه المشكلة دبلوماسيا والعودة إلى النظام الدستوري".
وقالت: "إذا كانت هناك رغبة لدى المسؤولين عن ذلك للعودة إلى النظام الدستوري، فنحن على استعداد للمساعدة في ذلك، ومعالجة المخاوف من جميع الجوانب".
وفيما يتعلق بمجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر"، قالت نولاند إنها تعتقد أن "الأشخاص الذين اتخذوا هذا الإجراء هنا يفهمون جيدا مخاطر دعوة مجموعة المرتزقة الروسية إلى الداخل"، وأضافت أنها "أثارت أيضا حقيقة أن الأمن وحقوق الإنسان يزدادان سوءا".