كم بيننا وبين عرش الرحمن؟.. علي جمعة يجيب
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، إن هناك امر واحد بيننا وبين عرش الرحمن وهو الدعوة الصادقة.
وأضاف “ علي جمعة”، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الإمام أحمد رحمه الله سُئل: كم بيننا وبين عرش الرحمن؟ فقال : (دعوة صادقة).
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أنه يجب على المسلم الابتعاد عن داء القسوة، منوها أن القسوة من الأخلاق السيئة، وهي تعني خلو القلب من أي رقة ولين، وامتلائه بالفظاظة والغلظة، ولقد بين ربنا سبحانه وتعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فظا ولا غليظ القلب، قال تعالى: ﴿وَلَوْ كُنتَ فَظًا غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران:159].
وأضاف علي جمعة، في منشور له، أن قسوة القلب قد تكون مع الله سبحانه وتعالى، فيبتعد الإنسان عن ذكر الله بسبب قسوة قلبه، وقد حذر ربنا سبحانه وتعالى من تلك القسوة، فقال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِى ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾ [الزمر:22].
كما ذم الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل لقسوة قلوبهم، فقال تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ [البقرة:74].
وأشار إلى أن القسوة تكون كذلك مع خلق الله، فقاسي القلب يرى المحتاج المتألم ولا يلين قلبه، ولا يتعاطف معه، ولا يمد له يد المساعدة، وقاسي القلب يعذب الناس، بل ويعذب مخلوقات الله سبحانه وتعالى، فعدم رعاية الحيوان الذي يحتاج للرعاية والطعام من القسوة المذمومة، وتعذيب الحيوان من أسباب دخول النار كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال: «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلا هي أطعمتها، ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هزلا» [رواه البخاري ومسلم].
وشدد على أنه يجب على الإنسان، أن يبتعد الإنسان عن القسوة بأمور، منها ذكر الله سبحانه وتعالى، وتذكر الموت والحساب، ومنها أن يضع نفسه مكان المتألم ويرى كيف يحب أن يصنع الناس به، ويتأكد له أن تركه للرحمة سببًا في أن يترك الله رحمته قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لا يَرحم لا يُرحم» [رواه البخاري ومسلم].
وقال علي جمعة، إن الرحمة لا تنزع إلا من شقي؛ لأن الرحمة في الخلق رقة القلب، ورقته علامة الإيمان، ومن لا رقة له لا إيمان له، ومن لا إيمان له شقي، فمن لا يرزق الرحمة فشقي، فعلم أن غلظة القلب من علامة الشقاوة.
وأضاف، أن المسلم رحيم مع كون الله كله، يتعامل مع برقة وبلين وبانسجام، لأنه يراه قائم بنفس الوظيفة التي أمره الله بها وهي العبادة فيشعر أنه يشترك مع الكون في إخوة العبودية لله وحده، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الريح، فقال: «لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به» [رواه الترمذي].
كما أن المسلم يخاطب مخلوقات الله بهذا المشترك وهو يتأسى في ذلك بنبيه صلى الله عليه وسلم، إذ يخاطب الهلال فيقول: « اللهم أهله علينا باليمن والسلامة والإسلام ربي وربك الله» [رواه الترمذي].