بعد إثارتها للجدل.. ما سر زيارة نائب رئيسة تايوان لواشنطن
أثارات زيارة نائب رئيسة تايوان وليام لاي إلى الولايات المتحدة الجدل بعد اعتراض بكين عليها، ولكن ما يثير التساؤلات هو سبب تلك الزيارة وماذا فعل بها؟
فيما لم تقدم تايبه ولا واشنطن أي تفاصيل دقيقة حول جدول أعمال نائب رئيسة تايوان وليام لاي في الولايات المتحدة، وتهدف كلتاهما إلى إبقاء ذلك الجزء طي الكتمان، حسب مسؤولين مطلعين على مسألة الزيارة.
بدوره، لم يذكر نائب رئيسة تايوان وليام لاي زيارته إلى الولايات المتحدة إلا بشكل وجيز، إذ اكتفى بالقول للصحفيين إنه ذاهب إلى نيويورك أولا. وقال إنه لن ينتهز زيارة باراغواي لتوطيد العلاقات مع ذلك البلد فحسب، بل لإجراء محادثات مع دول أخرى ولقاء وفود من شركاء من ذوي العقلية المشابهة. إلا أنه لم يفصح عن هؤلاء الشركاء.
كما أضاف نائب رئيسة تايوان وليام لاي أن هذا "سيدع المجتمع الدولي يتفهم أن تايوان بلد ملتزم بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وتشارك مشاركة فعالة في الشؤون الدولية"، وفق ما نقلت رويترز.
كذلك اعتبر نائب رئيسة تايوان وليام لاي أن ذلك سيجعل العالم يعرف أيضا "جهودنا المتنوعة للحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي".
وغالبا ما تؤكد كل من تايبه وواشنطن أن مثل هذه الزيارات روتينية وليس هناك ما يدعو بكين لاتخاذ إجراءات "استفزازية".
مساعدات عسكرية
كشفت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدة للأسلحة في تايوان تصل قيمتها إلى 345 مليون دولار، وهي خطوة من المحتمل أن تغضب الصين، حتى عندما رفضت إدارة بايدن تقديم تفاصيل علانية عن الأسلحة في الحزمة.
وأقر الكونجرس المساعدات والتي تصل إلى مليار دولار من مساعدات سلاح السحب الرئاسي في تايوان، والتي ترفض بقوة مطالبات السيادة الصينية، في ميزانية 2023، وفقًا لوكالة "رويترز" الإخبارية.
وطالبت بكين مرارًا وتكرارًا الولايات المتحدة، أهم مورد الأسلحة في تايوان، توقف بيع الأسلحة إلى الجزيرة.
وفي الأسابيع الأخيرة، قالت أربعة مصادر لرويترز إن الحزمة كان من المتوقع أن تشمل أربع طائرات استطلاع دون طيار من طراز MQ-9A، لكنها أشارت إلى أن إدراجها قد يتعطل حيث يعمل المسؤولون من خلال التفاصيل المتعلقة بإزالة بعض المعدات المتطورة من الطائرات المسيرة التي لا يستخدمها سوى سلاح الجو الأمريكي. يسمح بالوصول إلى.
ولم يتضمن الإعلان الرسمي قائمة بأنظمة الأسلحة المقدمة.
وشكرت وزارة الدفاع التايوانية الولايات المتحدة على 'التزامها الأمني الراسخ'، مضيفة في بيان أنها لن تعلق على تفاصيل الحزمة بسبب 'الاتفاق الضمني' بين الجانبين.
رد غاضب
غير أن الصين لا تأخذ تلك الزيارات عامة بشكل ودي، وقد ردت بغضب على تلك الزيارة الأخيرة، معتبرة أنها "علامة أخرى على دعم واشنطن لتايوان" التي تعتبرها أرضا صينية.
وقد حذر مسؤولون تايوانيون من أن السلطات الصينية سوف تستخدم توقف لاي في الولايات المتحدة كذريعة لبدء تدريبات عسكرية الأسبوع المقبل على الأرجح بالقرب من تايوان لترهيب الناخبين قبل انتخابات العام المقبل كي تجعلهم "يهابون الحرب".
لا سيما أنه سبق لبكين أن ردت بشكل حاسم أيضًا على زيارات أميركية سابقة للجزيرة، وكذلك على زيارة رئيس تايوان للولايات المتحدة قبل أشهر عدة.
فلماذا كل تلك الحساسية؟
الجواب يكمن في أهمية تايوان بالنسبة لبكين، إذ تعتبرها أرضًا صينية يجب ضمها بالقوة إذا لزم الأمر وترسل مهام جوية وبحرية على أساس يومي تقريبًا في محاولة لإضعاف القدرات الدفاعية للجزيرة وإزعاج سكانها البالغ عددهم 23 مليون نسمة، الذين يبدو حتى الآن أنهم غير قلقين إلى حد كبير من مثل هذه التحركات.
فيما لا يزال دعم الولايات المتحدة للجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي والتي انفصلت عن البر الرئيسي للصين وسط حرب أهلية عام 1949 مصدر إزعاج كبير في العلاقات مع بكين.
إذ تعترض الصين بشدة على الدعم العسكري الأميركي لتايوان، وقد انتقدت مرارا بيع واشنطن أسلحة وقذائف مدفعية لتايبه، متهمة الولايات المتحدة بتحويل المنطقة إلى برميل بارود!