الطاعون الدبلي.. القصة الكاملة لـ الموت الأسود
الطاعون الدبلي "الموت الأسود"
يعتبر الطاعون الدبلي "الموت الأسود" من الأمراض الخطيرة، وهو مرض نادر ينتشر غالبًا في عدد قليل من البلدان حول العالم، ويحدث هذا المرض نتيجة لجرثومة تسمى "اليرسينيا الطاعونية"، وينتشر عن طريق الجراثيم الموجودة في القوارض الصغيرة والبراغيث، والسناجب وكلاب المراعي في المناطق المزدحمة ببعض مناطق العالم، ويمكن علاج الطاعون عادةً بالمضادات الحيوية، ويكون مميتًا غالبًا إذا لم يُعالَج على الفور، إذ تتراوح حالات الوفاة به بين (30% و60%)، في حين يكون الشكل الرئوي مميتًا في حالة غياب العلاج، وينجو معظم الأشخاص ممن يتلقون العلاج بالمضادات الحيوية على الفور من الطاعون الدبلي.
أسباب الإصابة بالطاعون الدبلي (الموت الأسود)
يَحدث الطاعون الدبلي بسبب بكتيريا تسمى "اليرسينيا الطاعونية"، وهي نوع من البكتيريا ينتشر بين مجموعات الحيوانات الصغيرة والبراغيث الموجودة فيها.
ومن الممكن أن يُصاب الأشخاص أيضًا بالطاعون عن طريق الملامسة المباشرة لأنسجة حيوان مريض، على سبيل المثال قد يُصاب الصياد بالمرض أثناء سلخ حيوان مصاب بالمرض أو الإمساك به.
ومن الممكن أن ينتقل الطاعون الرئوي من حيوان إلى إنسان، أو من شخص لآخر؛ حيث تنتقل البكتيريا عن طريق الرذاذ المتطاير من سعال أو عطس شخص أو حيوان مصاب، ومن ثمّ يُصاب الأشخاص بالعَدوى عند استنشاقهم هذا الرذاذ أو ملامستهم للمخاط الناتج عن هذا السعال.
أنواع الطاعون الدبلي
توجد ثلاثة أنواع من الطاعون، وتختلف أعراض كل نوع منها.
1-الطاعون الدبلي
يعد "الطاعون الدبلي" من أكثر أنواع الطاعون شيوعًا، ويتسبب الطاعون الأسود في التهاب العقد الليمفاوية، وهي مرشّحات صغيرة توجد في الجهاز المناعي للجسم، وتسمى العقدة الليمفاوية المتورمة بالدَبل، وتصف كلمة "دَبلي" هذه السمة من المرض، ويحدث ذلك عادة في الأسبوع الأول بعد الإصابة، ويمكن أن يسبب الموت الأسود في إصابة العقد الليمفاوية الأربية، أو الإبط أو الرقبة، وتصبح الغدد في حجم بيضة الدجاج تقريبًا ويشعر الشخص بألم عند لمسها، ويختلف حجمها بدءًا من أقل من نصف بوصة (1 سم) تقريبًا إلى 4 بوصات (10 سم) تقريبًا.
2-الطاعون الدموي
حيث تتكاثر فيه الجراثيم في الدم، وتسبب حمى ورعشة ونزفا تحت الجلد، أو في أماكن أخرى من جسم المصاب.
3-الطاعون الرئوي
ويصيب الطاعون الرئوي الرئتين، وقد يبدأ هذا المرض في الرئتين أو قد ينتقل من الغدد الليمفاوية المصابة إلى الرئتين، ويمكن أن تبدأ الأعراض في غضون ساعات قليلة من التعرض للعدوى وتتفاقم بسرعة، وإذا لم يبدأ العلاج في اليوم الأول، سيتفاقم المرض بسرعة ليصل إلى فشل الرئتين والإصابة بالصدمة والموت.
وهذا النوع من الطاعون تدخل الجراثيم إلى الرئتين وتسبب الإصابة بالالتهاب الرئوي، ويمكن أن تنتقل العدوى إلى الآخرين من الشخص المصاب بهذا النوع، أي يمكن أن يكون هذا النوع وسيلة للإرهاب البيولوجي.
أعراض الطاعون الدَّبلي
- طاعون إنتان الدم.
- الصداع.
- حُمى شديدة وقشعريرة مفاجئة.
- الشعور بالتعب.
- الضعف العام.
- آلام في العضلات.
- ونادرًا، قُرَح الجلد.
يحدث طاعون إنتان الدم عندما تتكاثر بكتيريا الطاعون في مجرى الدم، وقد لا توجد أدبال (أورام الغدد اللمفية).
الأعراض المبكرة للطاعون
- ألم بالمعدة وإسهال وقيء.
- حُمى شديدة وقشعريرة مفاجئة.
- الضعف الشديد.
وقد تظهر أعراض أكثر خطورة مع تفاقم المرض وفشل الأعضاء، وتشمل ما يلي:
مؤشرات الصدمة، مثل نوبات الصرع، والطفح الجلدي، وانخفاض ضغط الدم.
نزيف من الفم، أو الأنف، أو المستقيم، أو تحت الجلد.
تحول الأنسجة إلى اللون الأسود وموتها، المعروف باسم "الغرغرينا"، ويكون هذا أكثر شيوعًا في أصابع اليدين، وأصابع القدمين والأذنين، والأنف.
علاج الطاعون الأسود
يعتبر العلاج الفوري بالمضادات الحيوية أمرا بالغ الأهمية، علما أن المرض غالبا ما يكون قاتلا في حال إهماله، ويساهم التشخيص المبكر في علاج المرض، كما أنه من الضروري أيضا إخضاع المريض الذي يشتبه بإصابته بهذا الطاعون للفحوصات التي تشمل اختبارات الدم بالدرجة الأولى، وأخذ عينات من مناطق معينة من الجسم.
كيف ينتقل الطاعون الدبلي؟
يمكن للشخص أن يلتقط العدوى بهذا الطاعون من لسعات البراغيث الحاملة للمرض، وكذلك لمس الحيوانات المصابة به كالجرذان والفئران.
كما ينتقل المرض من خلال استنشاق قطرات صادرة عن جهاز تنفسي لشخص أو حيوان مصاب بالطاعون.
ويحذر الخبراء من أن هذا الطاعون قد تصاب به القطط والكلاب إن تعرضت للسعات البراغيث، أو أكلت قوارض مصابة به.
وقد تتسبب جثة شخص توفى إثر إصابته بالطاعون في الإصابة بالعدوى للأشخاص المخالطين له عن كثب، من قبيل من يعدون الجثمان للدفن، ومصدر العدوى هو البكتيريا التي لا تزال موجودة في سوائل الجسم.
عوامل الخطر للإصابة بالطاعون الدبلي (الموت الأسود)
يكون الأشخاص عرضة لخطر الإصابة بالطاعون إذا كانوا يعملون في الأماكن الخارجية التي تنتشر فيها الحيوانات الحاملة للطاعون.، كما يكون الأشخاص الذين يعملون في العيادات البيطرية في هذه المناطق أيضًا عرضة لخطر ملامسة القطط والكلاب الأليفة المصابة بالمرض.