انقلاب النيجر..«إيكواس» تفعل القوة العسكرية الاحتياطية
أكد مفوض السلام والأمن في "إيكواس" عبد الفتاح موسى، أن النظام الدستوري في النيجر ستتم استعادته "بكل الوسائل المتاحة".
وأوضح المفوض: "ما زلنا نعطي فرصة للدبلوماسية"، لكنه أكد أن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة".
وقال إن المجلس العسكري في النيجر "يتظاهر بأنه مستعد للمحادثات ويسعى لأسباب لتبرير الانقلاب"، مشددا على أنه "إذا فشلت جميع الحلول في النيجر فإن قوة إيكواس جاهزة للرد".
وأكد موسى أن جميع الدول الأعضاء في المجموعة، ما عدا الخاضعة لحكم عسكري وكذلك الرأس الأخضر، مستعدة للمشاركة في القوة الاحتياطية التي قد تتدخل في النيجر.
ولوحت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس»، بتدخل عسكري وشيك في النيجر، التي شهدت انقلابا عسكريا قبل أسابيع أطاح الرئيس محمد بازوم.
وبدأ قادة جيوش المجموعة، اجتماعا أمس الخميس يستمر يومين لمناقشة ردهم على الانقلاب الذي شهدته النيجر في 26 يوليو، بما في ذلك تفاصيل القوة الاحتياطية التي قرر التكتل حشدها من أجل تدخل محتمل.
فيما يرجح أن يشارك في هذا التدخل العسكري آلاف الجنود من نيجيريا وساحل العاج والسنغال وبنين، في حال اتخذ القرار، وقد تستغرق العملية أسابيع أو أشهرا للتحضير، حسب ما أكد العديد من الخبراء.
وفي هذا السياق أوضح أندرو ليبوفيتش، الباحث في معهد كلينجينديل الهولندي للعلاقات الدولية، أن "لدى المجموعة الاقتصادية عددا قليلا من الخيارات الجيدة، لا سيما وأن المجلس العسكري يبدو غير راغب حاليا في التنازل أمام الضغط الخارجي."
كما اعتبر أن التدخل العسكري قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ويلحق الضرر بالمنظمة بعدة طرق، في حين قد يضعف الفشل في انتزاع تنازلات كبيرة من المجلس العسكري، إكواس سياسيا في وقت تعد فيه المجموعة هشة أصلا.
وأعلن ناشط نيجري ثان إنشاء جبهة جديدة لدعم الرئيس المعزول محمد بازوم، الذي أطاح به انقلاب عسكري قبل أسابيع.
وظهر محمد صلاح في شريط فيديو جرى تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، وهو يعلن إنشاء جبهة جديدة تسمى "جبهة التحرير الوطني (FPL)" في النيجر.
وتطالب الجبهة الجديدة بالإفراج عن بازوم واستعادة النظام الدستوري.
وصلاح من قبائل "التبو"، ويعرف عنه أنه من المؤيدين لبازوم واستعادة النظام الدستوري والديمقراطي في البلاد، وهذا هو الخلاف الذي نشب بينه وبين حركته السابقة.
وكان صلاح طرد الثلاثاء الماضي من اتحاد القوى الشعبية التي كان رئيسا لها، وهي حركة سياسية عسكرية أبرمت السلام مع حكومة النيجر في مايو الماضي.
وبررت الحركة الشعبية طرده من رئاستها، بـ "عدم احترام الالتزامات التي تعهد بها"، و"عدم احترام النظام الداخلي والأساسي للحركة".
وكررت الحركة دعمها للمجلس الوطني لحماية الوطن، وهو الاسم الرسمي للمجلس العسكري الذي يحكم البلاد بعد الانقلاب.
وأكدت أنها "مستعدة للانضمام إلى صفوف قوات الدفاع والأمن في جميع الظروف للدفاع عن البلاد".
كما أطلق عيسى بولا مستشار الرئيس النيجري المعزول تحذيرات بالذهاب إلى الحرب، والانخراط في عمل مسلح من أجل عودة النظام الدستوري في النيجر.
وقال بولا إن مجموعة "إكواس" الإفريقية يمكنها التدخل عسكريا عبر عملية نوعية في القصر الجمهوري، وإنها "إذا لم تفعل ذلك فستفقد مصداقيتها في إفريقيا".
وكان قيادي سابق فيما يعرف باسم "ثورة الطوارق في النيجر"، أعلن مطلع أغسطس تأسيس “مجلس المقاومة من أجل الجمهورية" في النيجر، للدفاع عن شرعية بازوم ونظامه.
ويطالب سكان العاصمة نيامي، بتجنيد جماعي لمتطوعين من أجل مساعدة الجيش في مواجهة التهديد المتزايد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس)، والتي تقول إنها ستستخدم القوة العسكرية، إن لم يعد المجلس العسكري بازوم إلى السلطة.
وقال أمسارو باكو، أحد مؤسسي مبادرة تجنيد المتطوعين، لوكالة "أسوشيتد برس" أمس الثلاثاء إن المبادرة - التي يقودها سكان محليون في نيامي - تهدف لتجنيد عشرات الآلاف من المتطوعين من جميع أنحاء البلاد للدفاع عن النيجر والقتال، والمساعدة في جهود الرعاية الطبية وتوفير خدمات لوجستية تقنية وهندسية في حال احتاج المجلس العسكري إلى المساعدة.
وأضاف: "هذا أمر محتمل. نحتاج لأن نكون مستعدين في حال وقوع ذلك. ستبدأ حملة التجنيد يوم السبت المقبل في نيامي وعدة مدن قد تدخلها القوات الغازية، مثل تلك القريبة من الحدود مع نيجيريا وبنين اللتين قالتا إنهما ستشاركان في التدخل العسكري".
وبإمكان أي مواطن يزيد عمره على 18 عامًا التسجيل في قائمة ستقدم إلى المجلس العسكري لاستدعاء المتطوعين إذا لزم الأمر، حسب باكو.
وأضاف أن المجلس العسكري غير منخرط في هذه العملية، لكنه على علم بالمبادرة.
وقال المجلس العسكري الأسبوع الماضي، إنه منفتح على الحوار مع إكواس بعد رفض جهود الكتلة في إجراء محادثات، لكن المجلس وجه اتهامات لبازوم بعد ذلك بوقت قصير بـ "الخيانة العظمى"، واستدعى سفير البلاد من دولة ساحل العاج المجاورة.