لماذا منعت بريطانيا مواطنيها من إجراء جراحة اللوزتين؟
يعاني مريض التهاب اللوزتين من آلام متكررة في الحلق، تدفعه لزيارة الطبيب بصفة دورية، ليحصل على مضادات حيوية للتخلص من الألم، ولكن لا يتم التخلص منه بشكل نهائي، لأن المريض في تلك الحالة يكون بحاجة لإزالة اللوزتين.
ولكن دراسة بريطانية تاريخية، أشارت إلى عدم فاعلية تلك العملية، حيث أن الآلاف من المرضى، قد يُحرمون من الجراحة التي يمكن أن تحررهم من الهجمات المنتظمة وتغير نوعية حياتهم، ؛يث أظهرت أن عمليات استئصال اللوزتين ليست فعالة، حيث تقلل معدل التهاب الحلق بمقدار النصف.
ورغم أنها كانت واحدة من أكثر أنواع العمليات الجراحية شيوعًا في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، كان يتم إزالة اللوزتين لنحو 250 ألف مريض سنويًا، ولكن تضاءلت الأرقام الآن إلى حوالي 20 ألف سنويًا في إنجلترا، حيث أشارت الدراسات إلى أن العملية الجراحية كانت في كثير من الأحيان غير ضروري، لأن التهاب اللوزتين المتكرر يمكن أن يستقر في النهاية.
وقد وجدت الدراسة - وهي الأكبر من نوعها لدراسة مدى فعالية جراحة اللوزتين - أنه على مدى العامين التاليين، كان المرضى الذين استأصلوا اللوزتين يعانون من التهاب الحلق بمقدار النصف مثل أولئك الذين تم علاج حالتهم بالأدوية.
ما هي اللوزتين؟
اللوزتان عبارة عن كتلتين من الأنسجة في الجزء الخلفي من الفم، والتي كان يُعتقد لسنوات أنها ذات قيمة قليلة، وبسبب موقعها، فهي تشكل جزءًا من خط الدفاع الأول لجهاز المناعة ضد البكتيريا والفيروسات التي تدخل عن طريق الفم، مما يعني أنه يمكن إصابتها بسهولة.
في معظم الحالات، يختفي التهاب اللوزتين من تلقاء نفسه أو باستخدام دورة قصيرة من المضادات الحيوية. لكن في الحالات المتكررة أو الشديدة، تكون الجراحة لإزالة اللوزتين هي الخيار الفعال الوحيد.
ليس من الواضح سبب تعرض بعض الأشخاص لتكرار العدوى، وتشير الأبحاث إلى عدد من النظريات، بما في ذلك العنصر الوراثي لها.
تتكون اللوزتان من الأنسجة اللمفاوية، التي تصنع البروتينات لمحاربة الالتهابات. ولحسن الحظ، فإن الأنسجة الأخرى حول الجسم تصنع هذه البروتينات أيضًا، لذا فإن إخراج اللوزتين لا يؤثر سلبًا على الصحة العامة.
منذ عام 2005 تقريبًا، أدرجت هيئة الخدمات الصحية البريطانية عمليات استئصال اللوزتين في القائمة السوداء باعتبارها "إجراءً ذا فعالية محدودة"، وتم قطع التمويل المخصص لها.
ولكي يكون المريض مؤهلًا للجراحة، يجب أن يكون لديه: ثلاث نوبات حادة على الأقل من التهاب اللوزتين سنويًا لمدة ثلاث سنوات متتالية؛ خمس هجمات سنويا لمدة عامين؛ أو سبع هجمات خلال 12 شهرًا.
وتشمل هذه الحالات الكينسي، حيث يتشكل خراج بين اللوزتين وجدار الحلق ويجب تصريفه بإبرة؛ وحتى الإنتان الذي يهدد الحياة، حيث يبالغ جهاز المناعة في رد فعله تجاه العدوى عن طريق إتلاف الأعضاء الحيوية. في بعض الحالات، يحتاج المرضى إلى إقامة طويلة في العناية المركزة للتعافي.