الإدمان الجديد.. دراسة تحذر من الفيسبوك والوجبات السريعة
عندما يتعلق الأمر بـ الإدمان، هناك شيء غريب يحدث في العالم، حيث تشير الأرقام الحكومية إلى أن حالات الإدمان على المخدرات مثل الهيروين والكوكايين والكحول إما تقلصت أو استقرت.
ولكن في المقابل، يبدو أن المدمنين استبدلوا هذا الإدمان التقليدي بإدمان آخر من نوع غير تقليدي، وهو عبارة عن عادات نمط الحياة المدمرة، والتي تشمل هذه الرغبة الشديدة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والجنس، وتناول الوجبات السريعة، حيث يزعم البعض أن "إدمان" الطعام هو المسؤول عن زيادة الوزن.
علاوة على ذلك، فإننا نسمع مصطلح "الإدمان" يستخدم على نطاق واسع في المحادثات غير الرسمية. يتحدث الناس عن كونهم "مدمنين" على انستجرام أو القهوة أو البسكويت، ويخشى البعض أن يكون هذا الاستخدام المفرط مشكلة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من إدمان حقيقي، ويقولون إن التعريف مهم ولا ينبغي استخدامه باستخفاف.
الإدمان الحقيقي لوسائل التواصل
يعد الخوف من الإدمان الحقيقي لوسائل التواصل الاجتماعي أحد أكثر المخاوف، حيث تقول أكبر مؤسسة خاصة لإعادة التأهيل في بريطانيا، إنها شهدت طلبًا أكثر من الضعف في السنوات الخمس الماضية على علاج الحالات الاجتماعية، وهو "إدمان" وسائل الإعلام.
وقالت متحدثة باسم المنظمة تشير الدلائل بشكل متزايد إلى أن الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى أعراض مرتبطة عادة باضطرابات تعاطي المخدرات، مثل ضعف الصحة العقلية، وعدم ضبط النفس، والعلاقات المؤثرة سلبًا.
في العام الماضي، عالجتالمنظمة أكثر من 70 شخصًا أحالوا أنفسهم لإعادة التأهيل بسبب الإدمان المتعلق بالسلوك عبر الإنترنت - بما في ذلك استخدام الإنترنت أو الانخراط في وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الوقت نفسه، يحذر المنظمون من أن شركات وسائل التواصل الاجتماعي تتعمد تصميم منتجاتها لجذب انتباهنا والحفاظ عليه، وذلك باستخدام مستودع من المحفزات والمكافآت مثل العروض الفورية، والإعجابات الإيجابية، والإخطارات المستمرة عن "الشيء المثير التالي".
النظرية هي أن عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي يحاولون تهيئة منصاتهم لتحفيز مراكز المكافأة في أدمغتنا لتحفيز إطلاق المواد الكيميائية التي تجعلنا نشعر بالسعادة مثل الدوبامين، لإبقائنا منخرطين والعودة للحصول على المزيد.
دراسة في علم الأعصاب
على سبيل المثال، في دراسة أجريت عام 2010 في مجلة Frontiers in Behavioral Neuroscience، أظهر علماء الأعصاب الإدراكي أن أنواع المحفزات المكافئة التي تظهر على منصات وسائل التواصل الاجتماعي - مثل الإعجابات والابتسامات من الآخرين - تعمل على تنشيط مسارات مكافأة الدوبامين في أدمغتنا.
ويشعر المنظمون الأوروبيون بالقلق الشديد لدرجة أن الاتحاد الأوروبي سيفرض في نهاية هذا الشهر قواعد جديدة، تسمى قانون الخدمات الرقمية، لإجبار المنصات الكبيرة على الإنترنت على فتح برامج الكمبيوتر الخاصة بها للتدقيق، على أمل منعها من الاستخدام المخفي.