المظاهرات تعود في محافظتي درعا والسويداء بسوريا
تستمر مظاهرات مئات السوريين لليوم الخامس على التوالي في محافظتي درعا والسويداء بسوريا في جنوب البلاد، في تحركات انطلقت احتجاجًا على تدهور الأوضاع الاقتصادية وتطورت إلى المطالبة بإسقاط النظام.
تشهد مدن محافظة السويداء السورية حشود ضخمة، منذ صباح اليوم الجمعة، في مظاهرات وصفتها مصادر صحفية محلية بأنها الأكبر منذ اندلاع ثورة عام 2011، وذلك تلبية لدعوة بعنوان «جمعة الغضب»، تنادي بإسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد.
ويستمر هذا التحرك الاحتجاجي منذ نحو أسبوع بمحافظتي درعا والسويداء بسوريا أعقبت قرار السلطات رفع الدعم عن الوقود، في خضم أزمة اقتصادية تخنق السوريين بعد أكثر من 12 عامًا من نزاع مدمر.
وتتركز اليوم مظاهرة مركزية ضخمة في محافظة السويداء بساحة "الكرامة-السير" وسط المدينة، وشهدت السويداء إضرابًا عامًا وسط الدعوات لعصيان مدني، ووقفة احتجاجية أمام ضريح سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي عام 1925، وأهم رموز طائفة الموحدين الدروز في البلاد.
واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، صور ومشاهد التظاهرات التي بدا فيها المحتجون وهم يرفعون أعلام الثورة السورية، وأعلام طائفة الموحدين الدروز، وسط هتافات تنادي برحيل الأسد ونظامه.
وطالب متظاهرون بالإفراج عن المعتقلين من سجون النظام السوري، وتطبيق القرار الأممي 2254، الذي ينص على الانتقال السياسي كمخرج للحل في البلاد برعاية أممية.
وفي محافظة درعا التي كانت تعدّ مهد الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عام 2011 قبل أن تقمعها دمشق بالقوة، شارك عشرات السكان في تظاهرة في بلدة بصرى الشام، مرددين هتافات مناهضة للرئيس بشار الأسد والتي استمرت في محافظتي درعا والسويداء بسوريا .
وقال الناشط أحمد المقداد على هامش مشاركته في التظاهرة في محافظتي درعا والسويداء بسوريا "خرجنا للتأكيد على استمرارنا في الثورة السورية وعلى مطالبنا التي خرجنا من أجلها عام 2011".
وتابع "أكدنا على ثوابت لن نتراجع عنها وهي الحرية والكرامة ووحدة سوريا من جنوبها إلى شمالها".
ورفع المتظاهرون في محافظتي درعا والسويداء بسوريا وخاصة في البلدة الواقعة تحت سيطرة فصائل سورية أبرمت اتفاقات تسوية مع دمشق برعاية روسية، بدءا من العام 2018، لافتات حملت شعارات عدة بينها "ارحل نريد أن نعيش" و"السكوت اليوم يعني استمرار الطاغية".
وأفاد المرصد السوري عن تظاهرات في مناطق متفرقة في محافظتي درعا والسويداء بسوريا ، "تأكيدًا على مطالب الثورة التي تركز على تنحي رأس النظام السوري وتحقيق انتقال سياسي" في البلاد.
وأحصى "مكتب توثيق الشهداء" في درعا، وهو هيئة محلية تضم ناشطين معارضين، خروج تظاهرات في تسع نقاط على الأقل في المحافظة بينها المزيريب وطفس ونوى.
وشهدت مدينة درعا وريفها صيف 2021 تصعيدًا عسكريًا بعد ثلاث سنوات من تسوية استثنائية أرستها روسيا، سلّم بموجبها مقاتلو الفصائل المعارضة سلاحهم الثقيل فقط، مقابل بقائهم في مناطقهم. ولم تنتشر قوات النظام في كل أنحاء المحافظة.
وإثر التصعيد، تم إخراج دفعة من المقاتلين الرافضين للتسوية وانضم آخرون إلى صفوف الجيش. لكن المحافظة تشهد بين الحين والآخر اشتباكات وفوضى أمنية واغتيالات.
وفي محافظة السويداء، معقل الأقلية الدرزية في سوريا، تظاهر المئات في ساحة الكرامة في مدينة السويداء، في تحرك قال المرصد إنه الأكبر منذ اندلاع الاحتجاجات نهاية الأسبوع الماضي.