سيناريوهات الإغلاق والإجراءات الاحترازية بسبب متحور كورونا الجديد «Eg.5»
أثار الإعلان عن متحور جديد يحمل اسم «إيريس» أو «Eg5»، حالة من الفزع لدى المواطنين ومخاوف كبيرة من تكرار سيناريو انتشار وباء كورونا، وما فرضه من تداعيات، وإعادة إغلاق معظم الأنشطة الحياتية بشكل لم يشهده العالم من قبل.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، عددًا من المنشورات سواء لمواطنين أو الأطباء التي تحذر من المتحور الجديد، وأعراضه.
وازداد الفزع بعدما أعلنت وزارة الصحة والسكان، الثلاثاء الماضي، ظهور حالتين إيجابيتين ثبت إصابتهما بمتحور كورونا الجديد «إيريس».
بدوره، كشف الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن متحور أوميكرون الجديد «EG5» ظهر في 51 دولة.
وأوضح أن الأدلة العلمية تقول إن المتحور أكثر انتشارا ولكنه ليس أشد ولا يسبب عبئا مرضيا أكثر على المصابين.
وأكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن آخر تقرير صدر عن المنظمة بخصوص الانتشار لفيروس كورونا خلال آخر 28 يومًا يؤكد انخفاض عدد الحالات المصابة بها.
وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أنه فيما يخص الموقف الوبائي في مصر، فإنه بداية من شهر أبريل وحتى الآن، بدأت حالات الإصابة بمرض «كوفيد-19» تتناقص بشكل ملحوظ، حيث وصلت إلى أقل المعدلات مقارنة بالسنوات السابقة.
وتابع أن الوزارة تتابع الموقف الوبائى للفيروسات التنفسية، بما فيها «كوفيد-19»، من خلال منظومة ترصد قوية، تشمل الترصد الروتيني للأمراض التنفسية الحادة للحالات المترددة على العيادات الخارجية أو المحجوزة فى المستشفيات، ومن خلال المواقع المختارة لترصد الأمراض التنفسية الحادة والأمراض الشبيهة بالإنفلونزا، ويتم فحص التسلسل الجيني للعينات المؤكدة معمليًا لمرض «كوفيد» بمعامل الصحة العامة المركزية بشكل مستمر، لمتابعة ظهور المتحورات الجديدة داخل مصر.
سيناريوهات الإغلاق
وفيما يخص سيناريوهات الإغلاق واتخاذ إجراءات احترازية مشددة لعدم تفشي المتحور الجديد، يرى الخبراء، أن الأمر حتى الآن لم يستدع اتخاذ أي إجراءات مشددة نحو الإغلاق، مؤكدين أن قانون مواجهة الأوبئة والجوائح الصحية نظم الأمر بشكل كامل وأعطى الصلاحيات الكاملة في اتخاذ الإجراءات اللازمة للجنة إدارة أزمة الأوبئة.
وتُعد أبرز الإجراءات التي تشكل قلقًا لدى المواطنين، وضع قيود لحرية الانتقال والتواجد في الشوارع في أوقات معينة، وتعطيل العمل في الوزارات والمصالح الحكومية وشركات القطاع العام والخاص، وتحديد مواعيد فتح وغلق المحال العامة، وحظر الاجتماعات والاحتفالات بكافة أشكالها، وحظر إقامة المهرجانات الثقافية والمعارض، وحظر استقبال الأشخاص داخل دور العبادة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ علم الأوبئة واقتصاديات الدواء، إن معظم الموجات الماضية كانت متحورات فرعية لـ«أميكرون»، آخرهم متحور «xBB»، الأكثر انتشارًا، مشيرًا إلى إننا نمر بفترة بها متحور جديد فرعي يطلق عليه «إيريس» أو «EG.5».
وأضاف، في تصريح خاص لـ«النبأ»، أنه انتشر خلال 3 أسابيع، بمعدل 7% إلى 17%، وهو يعني القدرة الرهيبة على انتشار المتحور السائد في الموجة المقبلة.
وتابع: «منذ 28 يومًا وحتى خلال الفترة الحالية هناك أكثر من مليون و400 حالة جديدة»، مشيرا إلى أن هذه الحالات التي يتم تسجيلها فقط وهو ما يعني أنها تكون في الواقع أضعاف ذلك، معظمهم في آسيا والتي سجلت ارتفاعا بالإصابات يصل إلى 137% زيادة عن الشهر الذي سبقه، على عكس منطقة الشرق الأوسط التي سجلت انخفاضا بنسبة 50%.
وأما عن نسبة الوفيات، قال أستاذ علم الأوبئة، إنه على مستوى العالم تم تسجيل وفيات خلال 28 يومًا تصل لـ2566 حالة، مشيرا إلى أن ذلك يعني أننا في منتصف الموجة ولا نشعر بها، مشددا على أنه لا يوجد دليل علمي على أن هذا المتحور أشد شراسة من الموجات الفرعية التي سبقته، وهو ما تؤكده الحالات التي اضطرت لدخول المستشفيات.
واستكمل حديثه: «متحور فرعي، وأصبح يحتل رقم 2 بعد XBB في جدول منظمة الصحة العالمية باعتباره ذو اهتمام لدراسته وليس لأنه مثير للقلق».
وأوضح أن مشكلته تتمثل في سرعة انتشاره، وقدرته على الهروب من اللقاحات والقضاء على الأعراض، وإن كان مازالت هناك فعالية في منع الوفيات، مشيرًا إلى أنه لا يمكن توقع خروج لقاحات قبل شهر أكتوبر المقبل.
ولفت إلى أن الأعراض تبدأ بارتفاع الحرارة، تكسير العظم، اختفاء الشم والتذوق، انسداد الأذن، وألم فوق العينين، ومشاكل الأنف ومغص وإسهال.
من ناحيته، قال الدكتور عطية فايد، عالم الفيروسات، إن متحور «Eg.5»، مشتق من أميكرون، وليس متحور أو فيروس جديد كما يتم التداول.
وأضاف، في تصريح خاص لـ«النبأ»، أنه لا يوجد دليل حتى الآن على خطورته، وكل ما قيل عنه على مستوى العالم أنه سريع الانتشار أكثر من «أميكرون» نفسه والمتحورات الأخرى، مشيرًا إلى أنه من الصعب أن يتحول لوباء كورونا مرة أخرى، لأن كلها متحورات وطفرات تعد أضعف من كورونا الأصل.
ولفت إلى أنه يؤثر على كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، والأطفال، متابعًا: «من تعاطوا التطعيمات الخاصة بلقاح كورونا، ما زالوا هم الأقل إصابة وأقل تأثرًا به».
وعن حدوث وفيات، قال إن كل متحورات الفيروس تتسبب في حدوث وفيات وهذا طبيعي، حتى المستشفيات تتحدث عن أن زيادة طفيفة في عدد حالات هذا المتحور لا تتجاوز الـ1%، مستطردًا: «مع فصل الشتاء كحال جميع الفيروسات التنفسية سيكون هناك انتشار أسرع».
وأضاف أن الإجراءات الوقائية يجب اتخاذها كغسل الأيدي والتعقيم، التباعد الاجتماعي، والكمامة، بالإضافة إلى تلقي التطعيمات.
وتابع: «هناك حالة من المبالغة والتضخم لهذا المتحور أكثر من قبله على الرغم أن الأوميكرون كان بنفس هذه الدرجة، كل الدول أعلنت أنه هو السائد وأنه يتم متابعته ولكنه ليس وباء جديدا ولا عنيفا»، مشددا على أنه حتى الآن لم يثبت أنه أكثر حدة من المتحورات الأخرى.
وأكد عالم الفيروسات، أن جميع اللقاحات فعالة مع الأعراض وكل المتحورات ومع شدة المرض، حتى وإن قلت فعاليتها بشكل بسيط.